أنواع القرفة
يتم استخراج القرفة من لحاء نوع معين من الأشجار التي يتم قطع سيقانها بغرض الحصول على القشرة الداخلية للحائها، والتخلص من الجزء الخشبي الخارجي، ثم يتم تجفيف الجزء الداخلي من اللحاء ليتم بعد ذلك لفه وتجفيفه في صورة أعواد القرفة التي يعرفها الجميع، والتي قد يتم طحنها فيما بعد للحصول على مسحوق القرفة.
وتعد الرائحة العطرية النفاذة أهم ما يميز القرفة، إذ يرجع ذلك الأمر إلى احتوائها على نسبة عالية من الزيوت الغنية بمركب "سنمالدهيد" (Cinnamaldehyde). بشكل عام هناك نوعان رئيسيان من القرفة:
- النوع الأول هو "القرفة الصينية" (Cassia cinnamon)، وهي القرفة الأكثر شيوعًا والتي تباع في معظم المحال والمتاجر.
- النوع الثاني هو "القرفة السيلانية" (Ceylon cinnamon)، وهي القرفة الأغلى ثمنًا والأقل توفرًا، والتي يطلق عليها القرفة الحقيقية.
يمتلك نوعا القرفة الفوائد الصحية ذاتها، إلا أن استهلاك القرفة الصينية بكميات كبيرة قد يتسبب في عدد من المشكلات الصحية؛ إذ يرجع ذلك الأمر إلى احتواء ذلك النوع من القرفة على مركب "كومارين" (Coumarin) الذي يسبب أضراراً صحية حال تناوله بكميات كبيرة، بينما تحتوي القرفة السيلانية على كمية أقل بكثير من ذلك المركب ما يجعلها أفضل وأكثر أمانا.
فوائد القرفة الصحية
تعد القرفة من التوابل الشهيرة التي استخدمت منذ قرون في الطب التقليدي والمطابخ حول العالم. تتميز بنكهتها الغنية ورائحتها المميزة التي تضيف لمسة خاصة على الأطعمة والمشروبات. إلى جانب كونها جزءًا لا يتجزأ من العديد من الوصفات، فقد اهتمت العديد من الدراسات العلمية الحديثة بالوقوف على فوائد القرفة المحتملة على الصحة العامة، مما جعلها محط أنظار المهتمين بالتغذية الصحية. من أهم فوائد القرفة الصحية الآتي:
1- تحتوي على مضادات للأكسدة
تعد مضادات الأكسدة من المركبات الضرورية لصحة الجسم، إذ إنها تلعب دورا محوريا في وقاية الخلايا والأنسجة وحمايتها من الأضرار التي تسببها الشوارد الحرة، وهذا ما يعزز فوائد القرفة الصحية لاحتوائها على العديد من المركبات المضادة للأكسدة، مثل مركبات "بوليفينول" (Polyphenols). وفي دراسة أجريت على الخواص المضادة للأكسدة لحوالي 26 نوعًا من التوابل، تفوقت القرفة بغناها بمضادات الأكسدة على عديد من النباتات الأخرى المشهورة بتلك المركبات كالثوم والبردقوش.
2- تمتلك خواص مضادة للالتهاب
تمثل الالتهابات خطورة كبيرة على أنسجة وخلايا الجسم، خاصة مع استمرار حدوثها بصورة مزمنة، الأمر الذي قد يتسبب في العديد من المشكلات الصحية أو الإصابة ببعض الأمراض. وتشير الدراسات إلى أن من فوائد القرفة امتلاكها خواص مضادة للالتهاب، وذلك بسبب غناها بمضادات الأكسدة، الأمر الذي يعني أن القرفة قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض الناتجة عن الالتهابات.
3- قد تخفض من مستوى السكر بالدم
تعرف القرفة بتأثيراتها المضادة لداء السكري عبر خفض مستوى السكر بالجسم، إذ يمكن للقرفة خفض مقاومة الجسم لهرمون الإنسولين، وبالتالي مساعدته على أداء وظيفته، ما يؤدي إلى خفض مستوى السكر بالدم. بجانب هذا تساعد القرفة على تقليل كمية الغلوكوز التي يتم امتصاصها من الطعام، وذلك عبر التداخل مع عمل بعض إنزيمات الهضم، ما يبطئ من معدل تفكيك الكربوهيدرات بالقناة الهضمية.
بالإضافة إلى هذا، تحتوي القرفة على مركب مشابه في تركيبه لهرمون الإنسولين، والذي يحفز خلايا الجسم على استخدام الغلوكوز، وبالتالي تقليل نسبته بالدم. وتؤكد العديد من الدراسات ذلك الأمر، إذ إن تناول جرعات من القرفة تراوح بين 1 و6 غرامات –مقدار نصف ملعقة صغيرة إلى ملعقتين صغيرتين– بشكل يومي يمكنه خفض مستوى السكر بالدم بنسبة 10 - 29%، لكن بالطبع ينبغي استشارة الطبيب المعالج قبل استخدام القرفة في علاج داء السكري.
4- قد تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب
تمثل أمراض القلب أحد أسباب الوفيات الأكثر شيوعا على مستوى العالم، إلا أن هناك بعض الدراسات العلمية التي تشير إلى دور القرفة في التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب، إذ تشير إحدى الدراسات الموسعة إلى أن تناول مقدار 120 ملغ من القرفة يوميا يمكنه خفض نسبة الكولسترول الضار بالدم، بالإضافة إلى زيادة نسبة الكولسترول المفيد، كما تشير دراسة أخرى أجريت على حيوانات التجارب إلى قيام القرفة بخفض ضغط الدم المرتفع.
5- قد تساعد في مكافحة العدوى البكتيرية والفطريات
كما أسلفنا؛ يمثل السنمالدهيد أحد المواد الفعالة الرئيسية التي تحتويها القرفة، والذي تعزى إليه بعض الخواص المضادة للبكتيريا والفطريات؛ لذا يستخدم زيت القرفة في علاج:
- عدوى الجهاز التنفسي الناتجة عن الفطريات.
- كما يستخدم أيضًا لتثبيط نمو بعض أنواع البكتيريا، مثل الليستريا والسالمونيلا.
- بجانب هذا، فإن التأثير المضاد للجراثيم للقرفة قد يساعد في وقاية الأسنان من التسوس والقضاء على رائحة الفم الكريهة.
- إلا أن تلك الاستخدامات ما زالت تفتقر إلى الدليل العلمي الدامغ، إذ يتطلب الأمر مزيدًا من الأبحاث والدراسات.
في الآونة الأخيرة، ومع التقدم في الأبحاث العلمية، باتت القرفة موضوعًا مثيرًا للاهتمام لدى الباحثين بسبب المركبات النشطة التي تحتويها، والتي يُعتقد أنها قد تحمل فوائد صحية متعددة. بناءً على ذلك، أصبح إدراج القرفة في النظام الغذائي جزءًا من التوجه نحو تعزيز الصحة العامة وتحقيق التوازن الغذائي وللحصول على أفضل النتائج، تأكد من اختيار القرفة السيلانية .