صحــــتك

الوقاية من سرطان الرئة .. كيف تحمي نفسك؟

الوقاية من سرطان الرئة
الوقاية من سرطان الرئة قد يكون مهماً نظراً لأنه من أكثر أنواع السرطان انتشاراً وأكثرها خطورة، ولعلنا نتذكر مشهدًا من مسرحية للفنان سمير غانم وهو يقول للمريض: "خذ نفَس، سيب، نفَس، نفَس، سبت يا عفريت"، والواقع أنه كان يفحص جهاز تنفسه إن كان به أي علة، لكن بطريقة كوميدية. ويقع جهازنا التنفسي (الرئتان) داخل التجويف الصدري، والرئتان مكوَّنتان من نسيج إسفنجي مملوء بالهواء، وتقومان بوظيفة تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون بين الدم والهواء، فإذا أصيبت الرئتان بالسرطان فإن هذه الوظيفة تختل.

الورم الخبيث الأكثر انتشاراً

يمكن أن تصاب الرئتان بالعديد من الأمراض، ولعل أخطر وأخبث تلك الأمراض هو السرطان؛ وسرطان الرئة هو واحد من أكثر السرطانات شيوعاً في العالم، بعد سرطان الجلد، وسرطان الثدي عند النساء، وسرطان البروستاتا عند الرجال، وسرطان القولون عند الجنسين.
ولكن يعد سرطان الرئة المسؤول عن ثلث حالات الوفيات بأمراض السرطان بشكل عام، فقد تسبَّب بوفاة أكثر من 157 ألف شخص عام 2010 في الولايات المتحدة الأميركية لوحدها، ويتجاوز هذا الرقم وفيات سرطانات القولون والمستقيم والثدي والبروستاتا مجتمعة.
لا يتجاوز أمل مَن يصاب بسرطان الرئة بالبقاء على قيد الحياة نحو 20 بالمئة لمدة خمس سنوات بعد التشخيص، لأن الخلايا السرطانية تدمّر الأنسجة السليمة التي تحيط بها، ثم تنتشر لأماكن أخرى، وبناء عليه؛ فإن أساليب الوقاية من سرطان الرئة هي ضرورية ومهمة.
 
سرطان الرئة
الوقاية من سرطان الرئة

الأسباب والأعراض

لم تخترع الحضارة البشرية منذ 5 آلاف سنة ما هو أسوأ من تدخين التبغ، فقد جرّ هذا الاختراع من الويلات والأمراض على الناس ما لم تفعله القنابل النووية والهيدروجينية؛ إذْ إن نحو 90% من سرطانات الرئة ناجمة عن تعاطي دخان التبغ، و3% ناجمة عن التعرض السلبي أو غير المباشر للتدخين، و7% ناجمة عن استنشاق غبار الأسبستوس والزرنيخ والنيكل والكروم أو غاز الرادون، أو تلوث الهواء، أو العدوى الفيروسية، لذا فإن أول خطوات الوقاية من سرطان الرئة هو تجنب جميع هذه الأسباب قدر المستطاع.
ويحوي دخان السّجائر أكثر من 4 آلاف مادة كيميائية، معظمها متهم بإحداث السرطان، مثل النظائر المشعّة من الرادون والبنزوبيرين وغيرهما، ويبدو أن النّيكوتين يؤدّي إلى تعطل الاستجابة المناعيّة للتطوّرات الخبيثة في النسيج، ويعتمد هذا التأثير على طول فترة ممارسة الشخص للتدخين، وكذلك الكمّيّة المدخّنة التي تزيد من احتمال الإصابة بسرطان الرئة.
تستغرق علامات وأعراض سرطان الرئة سنوات لتتطور، وربما لا تظهر حتى يصبح المرض في حالة متأخرة؛ ومن أعراض سرطان الرئة التي قد يلاحظها المريض ما يلي:
  1. السعال، وخصوصاً إذا ما استمر أو أصبح شديداً أو مصحوبًا بالدم.
  2. ألم في الصدر والكتف أو الظَّهر، وقد يظهر لدى واحد من أربعة مصابين بسرطان الرئة.
  3. تغيير في لون أو كمية البلغم، لا سيما إذا كان يشوبه قليل من الدم.
  4. ضيق في التنفس ينتج عن حبس الهواء في جزء من الرئتين ضمن الورم.
  5. الأصوات الخشنة مع كل نفَس (صرير).
  6. مشكلات متكررة في الرئة، مثل التهاب القصبات أو الالتهاب الرئوي.
  7. فقد الوزن  دون سبب واضح.
  8. الوهن العام والتعب.
  9. بحة الصوت دون سبب.
إذا كان سرطان الرئة الأصلي قد انتشر، فإن الشخص قد يشعر بالأعراض في أماكن أخرى في الجسم، وتشمل الأماكن الشائعة التي ينتشر فيها سرطان الرئة أجزاء أخرى من الرئتين والعقد الليمفاوية والعظام والدماغ والكبد وغيرها من أعضاء الجسم.
 
يعتبر التدخين أهم أسباب سرطان الرئة

نصائح الوقاية من سرطان الرئة

سنقدم للسادة القراء جملة نصائح تفيد في الوقاية من سرطان الرئة –إن شاء الله- وتساعدهم على حماية أنفسهم من الإصابة بسرطان الرئة؛ وسنقسم هذه النصائح إلى إجرائية وغذائية، وتشمل هذه النصائح ما يلي:

أولًا: النصائح الإجرائية:

  1. عدم التدخين: أفضل وسيلة تساعد في الوقاية من سرطان الرئة هي تجنب التدخين تماماً.
  2. الإقلاع عن التدخين: يمكن للمدخنين التقليل من خطر الإصابة بسرطان الرئة من خلال الإقلاع عن التدخين؛ وإن احتمال عدم حدوث سرطان الرئة عند شخص أقلع عن التدخين يعتمد على فترة التدخين وفترة الإقلاع عنه، وعند الإقلاع عن التدخين لمدة 10 سنوات فإن خطر الإصابة بسرطان الرئة ينخفض من 30٪ إلى 50٪.
     
  3. الإقلال من التعرض لعوامل الخطر المرتبطة بمكان العمل: القوانين التي تحمي العمال من التعرض للمواد المسببة للسرطان، مثل الأسبستوس والزرنيخ والنيكل والكروم، قد تساعد على خفض خطر إصابتهم بسرطان الرئة، كما تساعد القوانين التي تمنع التدخين في أماكن العمل على تقليل خطر الإصابة بسرطان الرئة الناجم عن التدخين السلبي.
     
  4. خفض التعرض للرادون: قد يقلل خفض مستويات غاز الرادون من خطر الإصابة بسرطان الرئة، وبخاصة بين مدخّني السجائر.
  5. النشاط البدني: تُبيّن بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يقومون بنشاط بدني يقلّ لديهم خطر الإصابة بسرطان الرئة من الناس الذين لا يمارسون الرياضة.
الإقلاع عن التدخين أهم خطوة في الوقاية من سرطان الرئة

ثانيًا: نصائح غذائية

تُبيِّن بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون كميات عالية من الفواكه أو الخضراوات يقل لديهم خطر الإصابة بسرطان الرئة من أولئك الذين يتناولون كميات منخفضة. إليكم بعض النصائح الغذائية:
  • تناول الأطعمة الغنية بالكاروتينويد

يحوي الجزر والفلفل الأخضر والأحمر والبطاطا الحلوة والقرع والخضراوات الورقية على مضادات أكسدة، مما يحمي الحمض النووي في خلايا الجسم، وبالتالي يكفل الحماية للرئتين. ويعد البيتا كاروتين (الفيتامين أ) الأكثر ارتباطاً بالحماية من سرطان الرئة، ولذلك يعد المانجو والمشمش والبطيخ الأصفر والخوخ خيارات الفاكهة الممتازة، والأفضل الحصول على البيتا كاروتين من المصادر الغذائية الطبيعية بدلاً من تناول أقراص الفيتامينات والمكملات الغذائية.
أظهرت نتائج دراسة فنلندية عام 1994 وجود زيادة في معدل سرطان الرئة بين المدخنين الذين أخذوا جرعات عالية من مكملات البيتا كاروتين، في حين أظهرت دراسات أخرى أن زيادة البيتا كاروتين في المواد الغذائية خفّضت معدلات السرطان، كما وُجد أن الليكوبين، وهو كاروتينويد آخر، يعمل على الوقاية من سرطان الرئة ، وتعتبر الطماطم ومنتجات الطماطم والجوافة والبطيخ الأحمر والجريب فروت الوردي كلها مصادر جيدة من الليكوبين.
  • تناول وجبة واحدة من الخضراوات الصليبية يومياً

تحوي الخضراوات الصليبية (مثل القرنبيط، والملفوف، واللفت، والجرجير وبراعم بروكسل) على مادة كيميائية تسمى إيسوثيوسينات، وهذه المادة توقف عمل الإنزيم الذي ينشِّط العوامل المسببة للسرطان في دخان التبغ، لذلك يجب أن نحصل على حصة واحدة على الأقل من هذه الخضراوات المفيدة كل يوم.
  •  البحث عن مصادر الغذاء الغنية بالسيلينيوم

أشارت دراسة إلى أن تناول المكملات الغذائية من السيلينيوم في حدود 200 ميكروغرام قد يقلل بشكل كبير من الإصابة بسرطان الرئة، ولكن الفائدة المحتملة من مكملات السيلينيوم تحتاج إلى تقييم ضمن دراسة سكانية أكبر، ومن المؤكد أن تناول مصادر غذائية ذات نسبة عالية من السيلينيوم سيكون مفيداً للقلب، وتشمل الأغذية الغنية بالسلينيوم المكسرات والحبوب الكاملة والتونة.
  •  تناول الأطعمة الغنية بالفيتامين E

تشمل الأطعمة الغنية بالفيتامين E: المكسرات مثل اللوز والجوز وبذور عباد الشمس، والأفوكادو والمانجو، ويعزز الفيتامين E (توكوفيرول)، وهو مضاد للأكسدة، سلامة خلايا الرئة، وقد أظهرت دراسة فنلندية أن اتباع نظام غذائي غني بالفيتامين E يقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة بين المدخنين بنسبة 20٪.
  •  الحد من تناول الدهون

يجب الحد من تناول الدهون، وخصوصاً الدهون المشبَعة التي توجَد في اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان العالية الدسم، وتُظهر الدراسات وجود علاقة مباشرة بين سرطان الرئة وزيادة تناول الدهون الحيوانية؛ لذلك يفضّل تناول المزيد من الأسماك الدهنية، لأنها غنية بالأحماض الدهنية أوميغا 3 (الجيدة) في مقابل الدهون المشبَعة (السيئة)، ويمكنك أن تتناول سمك السلمون أو الماكريل أو التونة، وتُعتبر الحبوب بدائل صحية غنية بالبروتينات.
  • الحصول على ما يكفي من الفيتامين C

يحوي البرتقال على الفيتامين C وحمض الفوليك (الفيتامين B المركب)، ويُظهِر كل منهما فائدة في الوقاية من سرطان الرئة ، وتشمل الأطعمة الأخرى الغنية بالفيتامين C الكيوي والبطاطس والفلفل الأحمر، أما الهليون والقرنبيط، والفاصولياء المجففة فهي مصادر جيدة من حمض الفوليك.
  • الرياضة حياة

توجد دراستان حديثتان تُظهران أدلة على أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد تؤدي إلى تأثير "مضاد للسرطان"؛ وبالإضافة إلى ذلك، فقد وجَدت إحدى الدراسات أن الرجال الذين كانوا يمارسون الرياضة أقل عرضةً لخطر الموت بسرطان الرئة، ويشير الباحثون إلى أن اللياقة البدنية قد تحمي الرئتين من ويلات دخان التبغ الذي يعدّ أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في سرطان الرئة، وتوصي جمعية السرطان الأميركية القيام بـ 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل في معظم أيام الأسبوع.

الأسئلة الأكثر شيوعاً

هل يمكن الوقاية من السرطان نهائياً؟

لا يمكن الوقاية من السرطان بشكل قطعي، لكن إجراء تغييرات صحية يقلل هذه المخاطر، وهناك بعض العوامل التي لا يمكننا تغييرها والتي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، مثل التقدم في العمر ووجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض السرطان.

هل يشفى مريض سرطان الرئة؟

بشكل عام، 45% من المصابين بسرطان الرئة يبقون على قيد الحياة لمدة سنة أو أكثر بعد تشخيص الإصابة، وحوالي 20% سوف يبقون على قيد الحياة لمدة 5 سنوات أو أكثر، و10% فقط يمكن أن ينجو من سرطان الرئة.

ما هي العادات التي تسبب السرطان؟

توجد العديد من عادات نمط الحياة التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان مثل التدخين، وزيادة الوزن، والنظام الغذائي السيئ، وقلة النشاط البدني، والإفراط في التعرض لأشعة الشمس، والإفراط في شرب الكحوليات.

نصيحة من موقع صحتك

رغم أن الأبحاث لا تزال مستمرة لتحديد دَور النظام الغذائي في الوقاية من سرطان الرئة فإن أفضل نصيحة للمدخنين الذين يرغبون في الحد من خطر الإصابة بسرطان الرئة هي التوقف عن التدخين، أما بالنسبة لغير المدخنين الذين يرغبون في دَرء خطر سرطان الرئة، فعليهم اتباع نظام غذائي منخفض الدهون، مع تناول 5-9 حصص يومياً من الفواكه الملونة والخضراوات والحبوب.

آخر تعديل بتاريخ
13 نوفمبر 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.