صحــــتك

انتبه! هذه الأدوية قد تؤذي أسنانك

الصورة
أنور نعمة
يدخل زيت المر في محاليل غسيل الأسنان

إذا صدف أن سألك طبيب أسنانك عن ماهية الأدوية التي تتناولها فقد تستغرب بعض الشيء، وقد تبدو عليك علامات التعجب، متسائلًا بينك وبين نفسك: وما علاقة ذلك بالأسنان؟ قد تظن أنك الوحيد الذي يستغرب، وقد يخطر في بالك ألّا صلة للسؤال بالمشكلة التي جئت من أجلها إلى طبيب الأسنان.

في الواقع، تمتلك بعض الأدوية، أيًا كان نوعها وتركيبها، آثارًا جانبية، قد تزيد من احتمالية تعريض صحة الفم والأسنان للخطر. تضم الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا للأدوية ما يلي:

  • النزف غير الطبيعي.
  • جفاف الفم.
  • تسوّس الأسنان.
  • التهاب الغشاء المخاطي للفم.
  • تقرّحات الفم.
  • تضخّم وتورّم اللثة.
  • تسوّس الأسنان.
  • فقدان العظم.
  • القلاع.

الأدوية التي قد تؤذي الأسنان

إن قائمة الأدوية التي يمكنها أن تُلحِق الأذى بالأسنان تعدّ ولا تُحصى، نستعرض معكم أشهر هذه الأدوية:

1. مضادّات التخثّر

توصَف بعض مضادات التخثّر كجزء من الاستراتيجية الوقائية من النوبات القلبية والأزمات الدماغية للمصابين الذين يُعانون من أمراض القلب، أو تجلّط الأوردة العميقة، أو الانسداد الرئوي المزمن، أو الرجفان الأُذيني، أو الذين خضعوا لاستبدال مفصل الورك. يمكن أن تؤدي تلك المضادّات إلى حدوث نزف حاد غير طبيعي من اللثة ومن تجاويف الأسنان، خاصة على إثر قلع الأسنان، أو عقب إجراء عمل جراحي على اللثة، وفي بعض الأحيان قد يَصْعُب إيقاف النزف، ما يؤدّي إلى فقدان شديد للدم يحتاج إلى عناية طبية طارئة في المستشفى.

ننصح باستشارة طبيب الأسنان أو جرّاح الفم والفكَّين بكل الأدوية التي تتناولها، حتى لو كانت أدوية عشبية أو مكمّلات، فقد يتداخل عمل المكمّلات مع عمل مضادات التخثر. على سبيل المثال، إذا كنت تتناول الأسبرين للوقاية من الأزمات القلبية، ثم تناولْتَ مكمّل الجينكو من أجل تحسين ذاكرتك، فمن غير المُستبعَد أن يتفاقم النزف الذي يمكن أن يسبِّبه الأسبرين.        

2. الأدوية التي تحتوي على السكّر

تحتوي بعض الأدوية على سكّر مضاف من أجل إخفاء نكهتها، ولجعلها أكثر قبولًا عند تناولها، ولكن ولسوء الحظ، فإنّ تناول السكّر بشكل متكرر يجعل اللُّعاب أكثر حموضة، الأمر الذي يؤدي إلى تخريب البُنْية المعدنية للأسنان فتصاب بالنخر والتسوّس.

ننصح باستشارة طبيبك أو الصيدلي عن إمكانية تناول دواء بديل لا يحتوي على سكّر مضاف. إذا لم يكن ذلك ممكنًا، فحاوِل أن تأخذ الدواء مع الطعام، واحرص على شطف فمك بالماء فورًا بعد أخذ الدواء. شدِّد على نظام رعاية الأسنان الخاص بك، واتبع نظامًا غذائيًا منخفض السكّريات والكربوهيدرات. احذر الإفراط في تناول فيتامين سي، لأن حموضته يمكن أن تدمّر ميناء الأسنان.

3. خافِضات ضغط الدم

تؤدي هذه الأدوية، مثل حاصِرات قنوات الكالسيوم، إلى فرط نمو اللثة بشكل قبيح، ما يخلق بيئة مناسبة لنمو البكتيريا التي تزيد الطينة بِلَّة. قد يؤدي النمو المُفرِط للثة إلى إعاقة عملية المضغ.

ننصح باستشارة طبيبك حول إمكانية تناول عقار بديل، واحرص على زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري، لإجراء عمليات تنظيف متكررة للأسنان واللثة. إذا استمر تورم اللثة، فإن الحل يكون بإجراء عمل جراحي يهدف إلى إزالة أنسجة اللثة المتضخِّمة. أيضًا عزِّز من نظام العناية بفمك وأسنانك.

4. مضادات الاكتئاب والقلق

تعيق هذه الأدوية من إفراز اللعاب، ما يؤدّي إلى جفاف الفم الذي يقف وراء زيادة مخاطر التعرض الأسنان للتسوس. يعمل اللُّعاب على ترطيب الفم، وعلى تحييد الأحماض التي تتربّص بالأسنان، كما أن عدم وجود كمية كافية من اللعاب يمكن أن يؤثِّر على حاسة التذوّق، لأن جزيئات الطعام تحتاج إلى اللعاب لتحفيز المستقبلات في الفم. 

ننصح بضرورة استشارة الطبيب إذا كان جفاف الفم مشكلة مستمرة، للبحث عن إيجاد بديل للدواء المتَّهم، أما إذا كان البديل غير متاح، فإن تلطيف المشكلة يجب أن يدخل حيز التنفيذ ضمن استراتيجية لا تخفى على مشرف الرعاية الصحية، لعل من أبرزها ترطيب الفم، والمضغ الجيد، واستعمال المسكة أو مضغ الحلوى الخالية من السكر على مدار اليوم، وحبّذا لو تم وضع مرطبٍ للهواء بالقرب من السرير، فقد ينفع في تخفيف جفاف الفم عند الاستيقاظ صباحًا.

5. مضادّات الالتهاب غير الستيرويدية

قد يؤدي تناول هذه الأدوية المستخدمة لتسكين الألم وتخفيف الالتهاب إلى حدوث تفاعلات في الأنسجة الرخوة للفم، بما فيها الغشاء المخاطي للفم واللسان، وإلى نشوء تقرحات مؤلمة عليها.

ما ينطبق على مضادات الالتهاب الستيرويدية ينطبق أيضًا على الأدوية المثبّطة للجهاز المناعي، وأدوية الذبحة الصدرية، ومضادّات الغثيان، والبنزوديازيبينات المضادة للقلق واضطرابات النوم.

ننصح بضرورة العناية الجيدة بصحة الفم، واستشارة طبيب الأسنان بانتظام للتأكد من صحة اللثة وسلامة الأسنان. استعمل غسولات الفم الخالية من الكحول، واشرب وكُلْ بذكاء، وتجنّب المشروبات والمأكولات الحارّة والمالحة والساخنة إلى أن يشفى الفم. التزم بالأطعمة الليِّنة، وابتعد عن الكحوليات والمشروبات المنبِّهة والعصائر الحمضية.   

6. بعض المضادّات الحيوية وبعض غسولات الفم

يمكن لبعض الأدوية وغسولات الفم أن تغيِّر لون الأسنان واللثة، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي دواء المينوسيكلين، الذي يُستَعمل لعلاج حَبّ الشباب، إلى تصبّغ اللثة باللون الأسود، وإلى تغيّر لون الأسنان إلى الرمادي أو الأسود. كما يمكن لغسول الفم الكلورهيكسيدين، الذي يوصف لعلاج أمراض اللثة، أن يتسبَّب في تلطيخ الأسنان.

ننصح باستشارة طبيب الأسنان للبحث عن أفضل السبل لإزالة اللون أو البقع التي تلطِّخ الأسنان.

7. بخاخات الرَّبو

تؤدي بخاخات الربو إلى قلة إفراز اللُّعاب، وإلى جفاف الفم، ما يُعرِّض الأسنان للتآكل والتسوس. ننصح بضرورة استخدام بخاخ الربو بطريقة صحيحة وفقًا لتعليمات الطبيب، واحرص على غسل فمك وأسنانك جيدًا بعد كل استعمال.

8. مضادّات الهشاشة العظمية

يمكن لمضادات الهشاشة العظمية، مثل البيفوسفونيت، أن تؤدي إلى نخر عظم الفك الذي يدعم الأسنان، فتتعرض الأسنان للتخلخل والسقوط. استشر طبيب الأسنان إن كنت تتناول دواءً لعلاج الهشاشة العظمية، لاتخاذ الاحتياطات اللازمة من أجل إبطاء عملية فقدان العظم.

9. مضادّات الهيستامين

تُوصَف مضادات الهيستامين عادة لتهدئة الأعراض الناتجة عن الحساسية. تقلل هذه الأدوية من إفراز اللعاب، وتسبِّب جفاف الفم الذي يزيد من مخاطر التهاب اللثة وتسوس الأسنان.

ننصحك باستشارة الطبيب لتبديل الدواء إذا كان جفاف الفم شديدًا، وإذا لم يكن ذلك ممكنًا فإنه يمكن لمقدّم الرعاية أن يعطيك نصائح تساعد في تخفيف أعراض جفاف الفم، مثل استخدام اللُّعاب الصناعي، وشرب الماء مرارًا على مدار اليوم، ومضغ الحلوى والمسكة للتحريض على إفراز اللعاب.

10. أدوية أخرى

هناك أدوية أخرى يمكن أن تؤثر سلبًا على الأسنان، نذكر منها: مضادات الحموضة، ومزيلات الاحتقان، والأدوية المثبِّطة للمناعة، ومضادات باركنسون، وموانع الحمل الفموية، والعلاج الكيميائي.

ننصحك باستشارة طبيب الأسنان بانتظام للكشف عن أي آثار سلبية يمكن أن تتركها الأدوية على الفم والأسنان، لعلاجها بالتي هي أحسن. 

الخطوط العريضة لعلاج مشكلات الأسنان واللثّة المتعلقة بالأدوية:

  • استشر طبيبك حول إمكانية تبديل الدواء، أو تغيير جرعته، أو أخذه بطريقة أخرى.
  • استشر طبيب أسنانك حول العلاجات الاحترافية والمنزلية التي يمكن أن تساعدك في حماية أسنانك، في حال كان متعذرًا أخذ دواء بديل.
  • استشر طبيب أسنانك عن الطرق المتوفرة لحماية أسنانك من التسوس.
  • استشر طبيب أسنانك إن كنت بحاجة إلى حشوات أسنان، أو إلى أعمال ترميمية، أو إلى وضع التيجان.
  • استشر طبيب أسنانك إن كنت بحاجة إلى إزالة الأسنان المهترئة، وعن إمكانية تعويضها صناعيًا، سواء بالزرع، أو بتركيب أطقم أسنان جزئية أو كلية.
  • استشر طبيب أسنانك حول إمكانية تقليم أنسجة اللثة المتضخمة والمتورمة المثيرة للإزعاج.
  • استشر طبيب أسنانك إن كنت بحاجة إلى علاجات تجميلية تُحسِّن من مظهر فمك وابتسامتك.

خلاصة القول:

على الرغم من المشكلات الصحية الجانبية التي يمكن أن تسببها الأدوية الموصوفة للأسنان واللثة، ونظرًا لفوائد تلك الأدوية التي تفوق عادة آثارها الجانبية، فإن المثابرة على أخذها قد يكون ضروريًا، ولعل خير ما يمكن فعله هو التقيُّد بالممارسات الصحية اليومية للعناية بصحة الفم والأسنان، واستشارة طبيب الأسنان بشكل دوري ومنتظم، فهذا يسمح عادة في التغلب على معظم المشكلات الناتجة عن الآثار الجانبية لتلك الأدوية، ما يساعد على حماية الأسنان من مضاعفات قد تكون خطيرة عليها. 

 

المصادر: 

These 7 Medications Could Damage Your Teeth and Gums​​

How Prescription Drugs Can Affect Your Dental Health

Teeth and drug use - Better Health Channel

آخر تعديل بتاريخ
11 يونيو 2023
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.