تحدث بعض الأغذية تأثيرات ضارة لجسمك، وتنتج هذه التأثيرات إما بسبب تفاعل الجهاز المناعي مع الأغذية "حساسية الغذاء"، وقد تنتج لأسباب أخرى متنوعة "عدم تحمل الغذاء". ورغم اختلاف آلية التفاعل، إلا أن الأعراض تتشابه، مع اختلاف في شدة وخطورة الأعراض.
* ما الفارق بين الحساسية للأغذية (food allergy)، وعدم تحمل الأغذية (food intolerance)
تسبب بعض الأغذية تفاعلات ضارة، وأحيانا تكون قاتلة، ويوجد نوعان من التفاعلات التي تتشابه أعراضها، رغم اختلاف نوعية التفاعل، وشدته. وهذه التفاعلات الضارة يمكن أن تكون ناتجة عن الحساسية للأغذية (food allergy)، وعدم تحمل الأغذية (food intolerance).
والتفاعل في حالات حساسية الأغذية يكون عبارة عن نشاط للجهاز المناعي ضد بعض المكونات الموجودة في الغذاء، وأقل كمية من المادة المسببة للحساسية تثير التفاعل التحسسي، والذي يمكن أن يكون شديدا، وقاتلا أحيانا.
أما في حالات عدم تحمل الغذاء، فالجهاز المناعي لا يلعب دورا في التفاعل، ورغم ذلك فإنها تسبب أعراضًا مشابهة لحساسية الغذاء. واعتمادًا على نوع "عدم تحمل الغذاء" الذي تعاني منه، فقد يمكنك تناول كميات قليلة من المادة بدون حدوث تأثيرات قاتلة، وفي العموم فإن الأعراض تكون أقل حدة وخطورة.
ونظرًا لأن عدم تحمل الغذاء قد يؤدي إلى ظهور نفس علامات حساسية الغذاء وأعراضها، مثل الغثيان والقيء والتقلصات والإسهال، فقد يحدث خلط والتباس بين الحالتين. ومن الجوانب الصعبة المثيرة للحيرة في تشخيص عدم تحمل الطعام، أن بعض الأشخاص لديهم حساسية ليست من الطعام ذاته، ولكن من مادة أو عنصر مستخدم في إعداد الطعام.
* مسببات حالات "عدم تحمل الغذاء"
تشمل الحالات الشائعة التي يمكن أن تسبب أعراضًا يبدو أنها مشابهة لحساسية الغذاء ما يلي:
1. غياب الإنزيم اللازم لهضم الطعام بشكل كامل
قد لا يوجد في جسمك كميات كافية من بعض الإنزيمات اللازمة لهضم أطعمة معينة. فعلى سبيل المثال، يؤدي عدم وجود كميات كافية من إنزيم اللاكتاز إلى تقليل قدرتك على هضم اللاكتوز الذي يمثل السكر الأساسي في منتجات الألبان، ويمكن أن يتسبب عدم تحمل اللاكتوز في حدوث انتفاخ وتقلصات وإسهال وغازات زائدة.
2. التسمم الغذائي
في بعض الأحيان، يمكن أن تتشابه أعراض التسمم الغذائي مع أعراض تفاعل الحساسية، وقد ينتج أيضًا عن البكتيريا الموجودة في سمك التونة - وغيره من الأسماك التالفة - السم الذي يحفز على حدوث التفاعلات الضارة.
3. الحساسية من المواد المضافة للطعام
يعاني بعض الأشخاص من تفاعلات هضمية وأعراض أخرى بعد تناول بعض المواد المضافة للطعام. فعلى سبيل المثال، يمكن لأملاح حمض الكبريتوز، المستخدمة في حفظ الفاكهة المجففة والسلع المعلبة والنبيذ، أن تحفز حدوث أزمات الربو عند الأشخاص الذين يعانون من الحساسية، وتشمل المواد الأخرى المضافة للطعام التي يمكن أن تحفز حدوث تفاعلات شديدة، كلاً من الجلوتومات أحادية الصوديوم (MSG)، والمحليات الصناعية، والألوان الغذائية.
4. سمية الهستامين
قد تحتوي بعض الأسماك، مثل التونة والماكريل، التي لا يتم تبريدها بشكل صحيح وتوجد بها كميات كبيرة من البكتريا، على مستويات عالية من الهستامين الذي يحفز ظهور أعراض مشابهة لأعراض حساسية الطعام، ولا يصنف هذا ضمن تفاعلات الحساسية، ويعرف بسميّة الهستامين أو التسمم الأسقمري.
5. داء الاضطرابات الهضمية أو الداء البطني (Celiac disease)
على الرغم من أنه يُشار أحيانًا إلى الداء البطني على أنه حساسية الجلوتين، فإنه لا يمثل أحد الأنواع الحقيقية لحساسية الغذاء، ومثل حساسية الغذاء، فإنه ينطوي على حدوث استجابة من الجهاز المناعي، ولكنها تكون عبارة عن رد فعل فريد للجهاز المناعي يتسم بمزيد من التعقيد عن حساسية الغذاء البسيطة، ويتم تحفيز هذه الحالة المرضية الهضمية المزمنة من خلال تناول الجلوتين، وهو نوع من البروتين يوجد في الخبز والمكرونة والكعك والعديد من الأطعمة الأخرى التي تحتوي على القمح أو الشعير.
وإذا كنت تعاني من الداء البطني وتتناول أطعمة تحتوي على الجلوتين، فعندئذ يحدث تفاعل مناعي يسبب تلف الجزء السطحي من الأمعاء الدقيقة مما يؤدي إلى عدم القدرة على امتصاص بعض العناصر الغذائية، ومن ثم يؤدي إلى حدوث سوء التغذية.
* ماذا أفعل إذا كنت أعاني من تفاعلات بعد تناول بعض الاطعمة؟
لابد من استشارة الطبيب، حتى يساعدك في التفرقة بين حساسية الأغذية وعدم تحمل الطعام. وإذا كنت تعاني من الحساسية للطعام، فكن على وعي أن التفاعلات يمكن أن تكون شديدة وخطيرة، حتى لو كانت طفيفة في المرات السابقة، وفي كل الأحوال سيرشدك طبيبك إلى كيفية الوقاية من هذه التفاعلات، أو السيطرة عليها عند حدوثها. أما إذا كنت تعاني من عدم تحمل الطعام فسيقترح عليك طبيبك بعض الخطوات التي تساعد في هضم الطعام، كما قد يساعدك في التعامل مع مسببات الحالة.