ما تفسير الهزال والسعال عند مرضى السل؟
تحية طيبة وبعد..
رداً على استفساركم بخصوص السل الرئوي، فالعلاج له قواعد معينة يتبعها أطباء الأمراض المعدية، وهو بروتوكول عالمي متفق عليه وتقره هيئة الـCDC، وهي هيئة مختصة بالأمراض المعدية.
- مبدئياً في حالة الإصابة بالسل وتأكيد ذلك بالأعراض والتحاليل، تقوم المستشفى بحجز المريض في غرفة عزل سلبية الضغط، ويتم سحب عينة "مزرعة بصاق" وبداية العلاج فوراً بأربعة أدوية مع فيتامين البيروديكسي للأعصاب.
وسحب ثلاث عينات بصاق أخرى لإجراء تحليل AFB، وهذه العينات الثلاث تفصل بين الواحدة والأخرى منها على الأقل 8 ساعات تقريباً، والـAFB هو تحليل يقيس مدى قدرة بكتريا السل على الانتشار والعدوى واستجابتها للعلاج.
- يظل المريض محجوزاً بالعزل في المستشفى طالما كان تحليل الـAFB موجباً، وذلك لحين ظهور ثلاث عينات متتالية سالبة، وهذا معناه أن البكتيريا استجابت للعلاج وأن قدرة بكتيريا السل على الانتشار والعدوى قلت.
وهذا يعني أن المريض من الممكن أن يخرج من العزل، وأن يخرج من المستشفى ويتابع مع العيادات الخارجية مع الالتزام بقواعد العزل أو التوجيهات الطبية الخاصة بمكتب مكافحة العدوى بالمستشفى.
وأيضاً أثناء مكوث المريض بالمستشفى يتابع الطاقم الطبي تحاليل المريض مثل صورة الدم ووظائف الكبد والكلى ودلائل الالتهابات وأي أعراض جانبية للعلاج، كما يقومون بتوعية المريض بكيفية ومواعيد أخذ العلاج.
- على المريض الالتزام بخطة العلاج بالكامل وعدم تفويت أي جرعات للأدوية، بالإضافة للمتابعة الشهرية في العيادات، لمتابعة التحليل والتأكد من استجابة المريض للعلاج وفعالية العلاج في القضاء على السل.. فإذا زادت الأعراض مثلاً أو تحاليل دلائل الالتهابات فهذا معناه عدم تأثير العلاج أو عدم انتظام المريض في العلاج.
- قد تحدث ردة للمرض مرة أخرى، وذلك في حالات أما علاج جزئي للمرض، أي لم يتم علاجه بشكل جيد في السابق لقصر المدة أو عدم انتظام المريض في العلاج، أو لسبب آخر هو مهم جداً، ألا وهو مقاومة بكتيريا السل للعلاج.
وفي هذه الحالة على المريض مراجعة استشاري الأمراض المعدية لمراجعة مزرعة البصاق الأولى وهل مثلاً بكتيريا السل لدى المريضة مقاومة لعقار الريفمبيسين أم لا، وقد يضيف الطبيب مضادا حيويا خامسا أو سادسا (حسب ما يراه بعد مراجعة حالة المريضة) أو البحث عن أسباب أخرى لمعاودة المرض لها ومعالجة هذه الأسباب.
- من أعراض المرض نقص الوزن والسعال والتعرق والحرارة الليلية، فهي أعراض الإصابة به ولا جديد في ذلك، فمعنى فقدانها للوزن أن المرض عاودها مرة أخرى.
وقد يمر المريض بحالة من التعب النفسي والضغط العصبي نتيجة ظروف مرض السل وطول مدة العلاج بأدوية عديدة، على الأقل 5 أدوية لمدة شهرين ثم نوعين آخرين لـ4 - 7 أشهر أخرى، وهي مدة كفيلة بالملل والضجر والاكتئاب في بعض الأحيان خاصة لدى صغار السن.
لذلك من المهم جداً الدعم النفسي وتشجيع المريض على الانتظام في العلاج والانتظام في المتابعة مع الأطباء في المستشفى. وقد يحتاج المريض لزيارة طبيب الأمراض النفسية إذا زاد الموضوع وبدأ يؤثر على حياة المريض أو يفقد الأمل بشكل كامل وبدأ في رفض العلاج، فقد تكون لديه طرق لمساعدة المريض على استكمال علاجه.
وبالنسبة للسعال فهناك أدوية عديدة مثبطة للسعال ومحفزة على طرد البلغم وأيضاً هناك أعشاب طبيعية تساعد على ذلك، ولكن يجب استشارة الطبيب المعالج في ذلك. تمنياتنا لصديقتك بعاجل الشفاء وأن يمنحها الله القوة والقدرة على محاربة هذا المرض، وتمنياتنا لكما بدوام الصحة والعافية ودمتما بألف خير.