صحــــتك
31 مارس 2022

ما الثقافة الجنسية وما العادة السرية؟

أنا بنت ولا أعرف ما هي الثقافة الجنسية أو غيره، وأمي لا تحدثني بهذا الشيء، وبالصدفة سمعت شيئاً اسمه العادة السرية، فهل هذا الفعل منافٍ للأخلاق والأدب أم لا؟ وعلمت أنه يكون بلمس العضو التناسلي ويشعر الشخص باللذة، فهل كل مَن يلمسون عضوَهم يشعرون بذلك، أم هذا الشعور يختلف من شخص لآخر؟ وهل كل البنات في الوطن العربي يمارسنَ ذلك الفعل؟

عزيزتي،

أمر جيد أن تتثقفي من الناحية الجنسية؛ فأجسامنا وطريقة عملها وتأثرها وتأثيرها بنا أمر مهم جداً، ولا يجوز أن يحيا الإنسان ولا يعلم شيئاً عن جهاز مهم في جسده له دور كبير في حياة البشر، أو كجزء منه في ذات الوقت ولا يعلم ما هو وكيف يعمل ولماذا هو موجود، وكيف يحافظ عليه، كل هذا وأكثر  في غاية الأهمية.

والجهاز، كما يُطلق عليه، اسمه الجهاز التناسلي، وهو في حقيقته أكبر من دوره كأداة للإنجاب، فهو "جهاز المتعة" التي أراد لنا الله سبحانه أن نتذوق تلك المتعة لتحقق هدف الاستمتاع أولاً، وكذلك الإنجاب لمن سيرزقه الله نعمة الإنجاب، وهو بمثابة وسيلة للتعبير عن مدى التفاهم والحب والانسجام بين الزوجين؛ لأن هناك طرقاً كثيرة، كتبادل الكلمات التي تعبّر عن حب أحدهما  للآخر، وبأفعال الاحترام والذوق والرغبة في إسعاد الآخر ومشاركة الحياة بموجاتها الحلوة والصعبة، فيكون التعبير بجهاز المتعة هذا في شكل علاقة جنسية جميلة تُبْرِزْ كل هذا، ولكن بلغتها، وهي أيضاً العلاقة الوحيدة التي تكون بين بشر وبشر لنتنج بشراً!

 

لهذا، إن علاقة الزوجين، بما فيها من علاقة حميمة، علاقة ذات طابع خاص قال الله عنها إنها ميثاق غليظ. فالجنس بين الزوجين ليس مقطوعاً وحده هكذا، ولكنه يأتي في سياق علاقة طيبة تحمل الحب والسكينة والرحمة، ويُعبَّر عن كل هذا بطرق متعددة، منها العلاقة الجنسية، كما ذكرت.

لكن، بعض الناس، وخصوصاً في وقت المراهقة، حيث تبدأ الرغبة الجنسية بالظهور بشكل واضح وكبير ولأسباب كثيرة، ربما كانت صغر السن، أو الضغوط، أو غيره، لا يجري إفراغها في صورتها الطبيعية بين زوجين محبين؛ إذ يقومان باستثارة الأعضاء التناسلية جلباً لهذه المتعة، وهي فعلاً تمتعهم، ولكن أقل بكثير مما تحدث بالمشاركة والتبادل والغزل والحب بين زوجين. وبالطبع، ليس أي تلامس يسبب المتعة المبتورة تلك؛ لأن الغريزة الجنسية مركزها في المخ، فحين يُستثار الشخص، سواء عن عمد بمشاهدة صور لها إيحاء  جنسي أو مشاهدة أفلام إباحية مثلاً أو متابعة مجلات صفراء أو حتى الحديث عن الجنس ومتعته، تحدث الاستثارة التي يتبعها تلامس للأعضاء التناسلية بطريقة تختلف عما نكون في حالة عادية بلا استثارة لهدف التنظيف او الاستنجاء أو غيره.

 

وبالنسبة إلى السؤال:  هل هي خلق منافٍ للأدب والدين؟ فالكلام في هذا الموضوع كثير جداً، وفيه كل الآراء، بدايةً من التحريم، ومروراً بالكراهة، وانتهاءً بكونها أمراً عادياً، ولكن المتخصصين النفسانيين لهم رأي بسبب الخبرة، وبعض شيوخنا "المتزنين" أجمعوا  على أن هذا الفعل لا يستقيم مع خلق المسلم في العموم، ولكن إذا  غالب الشخص شهوته - وليس استجلابها - وليس في إمكانه الزواج، أو بعض الحالات التي تخص زوجين بعينهما، فلا بأس بها؛ لأنها في ذلك الوقت أفضل من الوقوع في الزنا، وهذا ما أرتاح  إليه أنا.

 

أما المتخصصون، فوجدوا أن مَن يمارس تلك العادة لدرجة تزداد على المقبول، يقع في الإدمان، ولا يتمكن من تركها، ويتعرف إلى الجنس بطريقة غير طبيعية، ويحتاج لعلاج الإدمان وتعلُمْ المنظومة الجنسية الطبيعية، حتى يتمكن من تذوق لذة الإشباع في وجود شريك؛ لأنه تعوّد لوقت طويل هذه الطريقة في الإشباع، والحقيقة هذا الوضع يزعج الشخص ويخضعه لتدريبات طويلة ليتعافى من إدمانها، وتزعج الشريك بالطبع، وتجعله يشعر بمشاعر سيئة تجاه نفسه، ما يعكّر صفو العلاقة العامة بينهما.

أما  سؤالك الأخير،  فلا أعلم  دراسات دقيقة تخصّ فتيات الوطن العربي، ولكن هناك دراسات أكدت أن هناك انتشاراً لها وإدماناً لها في الوطن العربي، والاهتمام الزائد عموماً بالجنس لأسباب ترجع إلى طرق التربية مثل ما تواجهينه من صمت والدتك عن هذا الموضوع، وكأنه في حد ذاته عيب أو غلط، أو لتعقيدات ثقافية متنوعة، وأقترح عليكِ الاستزادة من فهم ما يتعلق بالجنس من خلال مواقع محترمة وعلمية حتى لا تسمحي للمعلومات غير الصحيحة بأن تشوّه فكرتك عنه، وهي في حقيقتها رغبات البعض في الاستثارة، أو تجارب شخصية غير ناضجة، أو خيال من أجل إضفاء الغموض والإثارة التي تبعد عن الواقع، ويمكنك الاطلاع على مقالة قيّمة جداً كتبها الطبيب النفسي الشهير  محمد المهدي عن العادة السرية، وقد تناولها كطبيب نفسي وكدارس لهذا الطب في جامعه الأزهر، ودمتِ بخير.

آخر تعديل بتاريخ
31 مارس 2022
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.