كنت طالباً نشيطاً ثم تبدّل الحال.. ساعدوني
خريج هندسة 2015، كنت متعودا في الكلية على المشاركة في أنشطة كثيرة، وكنت نوعا ما اجتماعيا وعلى تواصل مع ناس كتير، وإن كنت أستشعر أحيانا ضعف هذا التواصل، حاليا أمرّ بحالة غريبة منذ فترة، ضيق صدر ملازم، وعدم رغبة وخوف أحيانا من مقابلة الناس، ورغبة في الانعزال التام حتى عن الأقارب والأخوات، أحيانا كثير التفكير في كل ما حولي مع نظرة سلبية لكل شيء أقعدتني عن عمل أي شيء مفيد في حياتي سوى عملي الذي أخشى خسارته بسبب حالتي هذه.<?xml:namespace prefix = "o" ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" />
أشكرك على سؤالك..
يوجد أسباب نفسية كثيرة قد تفسر ما وصفته في حالتك.. فما تصفه قد يكون بعض أعراض الاكتئاب النفسي، وقد يرجح هذا التشخيص عادة وجود فقدان لشهيتك للطعام، وخسارة في الوزن، واضطرابا في النوم، وشعورا زائدا بالذنب، وفقدان الرغبة الجنسية، وفقدان الشعور بالفرحة والاهتمام بالحياة وبالعمل وبالناس..
قد يفسر حالتك أيضاً ما يسمى بمرض (الرهاب الاجتماعي)، الذي ينسحب صاحبه عن الناس، وينتابه كثير من أعراض التوتر عند مواجهتهم، مثل ضيق الصدر والخوف وزيادة ضربات القلب وتلعثم الكلام والتعرق ورعشة اليدين..
كما أن حالتك لو كان لها من الزمن فترة طويلة (عدة سنوات للوراء)، فإنها قد تنبئ بوجود اضطراب في شخصيتك، يسمى بـ (الشخصية التجنبية)، وهي الشخصية التي تفضل تجنب التعامل المباشر مع الناس في الحياة وفي العمل وغيره، وتحب العزلة عن الاختلاط، ويصاحب ذلك أيضاً بعض أعراض القلق والتوتر..
وأخيراً وليس آخراً.. هناك احتمال أكثر صعوبة، وهو ما يسمى بـ (بدايات فصامية)، ومقصود بها الانفصام عن العالم والناس والعمل والحياة، والعيش في قوقعة نفسية صغيرة، تفصل الإنسان عن واقعه، حتى ينتهى به الحال إلى خلق عالم خاص به، تملؤه معتقدات ومستقبَلات غير حقيقية..
الفيصل في كل هذا وذاك هو مقابلة نفسية إكلينيكية مع طبيب نفسي متخصص، وإجراء بعض الاختبارات النفسية التي تساعد في الوصول إلى التشخيص الصحيح، ومن ثم العلاج الناجع، الذي سيكون غالباً في صورة مزيج من العقاقير الطبية، والعلاج النفسي..
أنصحك بالتحرك الآن.. لأن الانتظار في حالتك قد يكون ضاراً..
دعواتي لك..
اقرأ أيضاً:
العلاج النفسي.. رحلة نمو (ملف)
العلاج المعرفي السلوكي.. الدواعي والفعالية (ملف)