11 يونيو 2018
فقدت أمي فجأة وما زلت مصدومة
أنا أمي توفت من شهر بالظبط فجأة في يومين، وأنا مش قادره أستوعب، ولا أرجع أقف على رجلي تاني، وعندي طفلين وأختي حامل في آخر أيام الحمل، ومش قادرة أشيل مسؤولية أي حاجة، حاسة إني عايزة أروحلها، وفي حالة انهيار معظم الوقت.. أرجو المساعدة
أهلا وسهلا بك يا بسنت؛
فقدان من نحب أمر مؤلم نفسيا، وفقدانه فجأة يطور المشاعر المؤلمة، لأنها تتكاتف مع الصدمة النفسية، وهو ما يعرف علميا بـ"كرب ما بعد الصدمة"، وكرب ما بعد الصدمة يمر بمراحل تبدأ برفض ما حدث، وتصور أن ما حدث ما هو إلا كابوس وسينتهي، أو أمر وقع بالخطأ وقريبا سيتم تداركه، أو أن المفقود مسافر وسيعود.
ثم تأتي مرحلة التعامل مع الحدث، وهي أحرج، وأصعب مرحلة؛ حيث يتم التعامل مع الحدث الصادم، وتظهر فيها مشاعر الألم، والفقد، والغضب، والتي يكون فيها الألم أشد ما يكون.
ثم تأتي مرحلة استيعاب أن ما حدث قد حدث فعلا، رغم أن الألم ما زال موجودا، ولكن يبدأ الشخص في الرجوع مبدئيا لحياته وأدواره التي كان يقوم بها.
لينتقل للمرحلة الأخيرة والتي فيها يتمكن من الإقبال على الحياة، والتعامل مع نفسه، ومع من حوله بكامل طاقته، وتظل مشاعر الافتقاد موجودة بالطبع لكن دون ألم كبير، أو أحيانا بلا ألم، وقد يصل الشخص لدرجة النضوج التي تجعله يسمح لنفسه أن يأنس بمن فقده من خلال ذكرياته معه ونصحه وأحاديثه السابقة.
اقــرأ أيضاً
وهذه المراحل تختلف من شخص لآخر في مدة بقائها، وشدتها، ومرونة انتقاله من مرحلة لأخرى حسب تكوينه النفسي، وتعامل من حوله معه، والوقت؛ والإحصائيات تشير إلى أن أكثر من 60% ممن تعرضوا لصدمات نفسية تخلصوا من آثارها بمرور الوقت، وحتى يحدث ذلك سأقترح عليك عدة أمور:
فقدان من نحب أمر مؤلم نفسيا، وفقدانه فجأة يطور المشاعر المؤلمة، لأنها تتكاتف مع الصدمة النفسية، وهو ما يعرف علميا بـ"كرب ما بعد الصدمة"، وكرب ما بعد الصدمة يمر بمراحل تبدأ برفض ما حدث، وتصور أن ما حدث ما هو إلا كابوس وسينتهي، أو أمر وقع بالخطأ وقريبا سيتم تداركه، أو أن المفقود مسافر وسيعود.
ثم تأتي مرحلة التعامل مع الحدث، وهي أحرج، وأصعب مرحلة؛ حيث يتم التعامل مع الحدث الصادم، وتظهر فيها مشاعر الألم، والفقد، والغضب، والتي يكون فيها الألم أشد ما يكون.
ثم تأتي مرحلة استيعاب أن ما حدث قد حدث فعلا، رغم أن الألم ما زال موجودا، ولكن يبدأ الشخص في الرجوع مبدئيا لحياته وأدواره التي كان يقوم بها.
لينتقل للمرحلة الأخيرة والتي فيها يتمكن من الإقبال على الحياة، والتعامل مع نفسه، ومع من حوله بكامل طاقته، وتظل مشاعر الافتقاد موجودة بالطبع لكن دون ألم كبير، أو أحيانا بلا ألم، وقد يصل الشخص لدرجة النضوج التي تجعله يسمح لنفسه أن يأنس بمن فقده من خلال ذكرياته معه ونصحه وأحاديثه السابقة.
وهذه المراحل تختلف من شخص لآخر في مدة بقائها، وشدتها، ومرونة انتقاله من مرحلة لأخرى حسب تكوينه النفسي، وتعامل من حوله معه، والوقت؛ والإحصائيات تشير إلى أن أكثر من 60% ممن تعرضوا لصدمات نفسية تخلصوا من آثارها بمرور الوقت، وحتى يحدث ذلك سأقترح عليك عدة أمور:
- احترمي مشاعر حزنك، وفقدك لأمك، واجلسي مع مشاعرك تلك دون هروب، أو إنكار، أو غرق فيها؛ فتعاملك الصحي معها بقبول وجودها، وبممارسة حقك في الحزن على فقدان أمك دون استعجال، أو خوف من أثر البقاء معها لفترة مقبولة، هو نفسه ما سيمنعك من الغرق فيها بشكل مبالغ فيه، ويحميك من بقاء أثر الحزن والألم قابعا في أعماق نفسك دون أن تدري، لأنك تعجلت الهروب منه؛ فكما يؤثر الغرق الكبير في الألم والحزن بشكل مبالغ فيه على الإنسان بشكل سلبي يكون نفس الأثر السلبي بالهروب المزعوم منه، أو الخوف من البقاء معه لفترة مقبولة تتدرج في التخفف من شدته بمرور الوقت.
اقــرأ أيضاً
- ستتمكنين من معرفة اختفاء الحزن بشكل متدرج من نفسك حين تجدين نفسك تتمكنين من الشعور بالفرح في أمر يفرحك بصدق من داخلك، دون مشاعر ذنب مثلا، أو غصة مثلا، أو رفض لفرح يستحق الفرح فعلا؛ كأن تفرحي لنجاح ابنك، أو زواج شخص عزيز عليك.. إلخ، فنحن نتمكن بعد فترة مقبولة من الفرح بصدق من داخلنا حتى مع وجود فقد لشخص عزيز، أما وجود غصة، أو مشاعر ذنب، أو كما كان يصف البعض بأن فرحه يشعره بالخيانة لمن توفى، فهو أمر غير صحي، بعد فترة بالطبع، وقد يشير لتحول الألم لمعاناة تملأ كيان الشخص، وهو ما يبعد عن السلامة النفسية.
- صدقي أن ما قدمته أمك لك لم ينته بغيابها؛ فحين تكون لشخص ما بداخلنا بصمة حقيقية - سواء إيجابية أو سلبية - لا يختفي من داخلنا حتى بموته، فيكون حاضرا بداخلنا رغم غيابه، وهذه حقيقة نفسية قبل أن تكون حقيقة إنسانية تتعلق بالمشاعر بشكل عام؛ فلتأنسي بنصحها وضحكاتها، وغيره مما تركته لك وأنت تتحركين وتسعين في حياتك؛ فهذا ما تحتاجينه يا صديقتي.
اقــرأ أيضاً
- لا تثقلي كاهلك بما لا طاقة لك به الآن إطلاقا؛ فالفقد يرهق النفس والجسد، ويحتاج منا "راحة" بدنية ونفسية، وأي ضغط زائد سيثقل الأثر الذي نحتاج لتخفيفه؛ فأختك تحتاج إلى أن تسمع منك أنك غير مؤهلة نفسيا لمتابعتها متابعة مستمرة دقيقة، واجتهدي في توصيل احتياجك للراحة بسبب آلامك النفسية وأنك تحتاجين تفهمها، وأنك ستتابعيها قدر طاقتك، وإن شاء الله ستجد من عائلة زوجها من يساعدها، كان الله في عونها وهي في تلك الحالة الحرجة، ولكن على صعيد آخر قد تجدين نفسك بقربك من أختك وائتناسكما معا ووجود مولود صغير جديد في العائلة يساعدك، ولا يرهقك؛ فاسمحي لنفسك أن تكتشفي أي الحالين يريحك أكثر، وافعليه.
- قبولك لحزنك وألمك دون استسلام له، ودون شجار معه، هو ما سيمكنك من تجاوزه بشكل صحي.
- ستتمكنين من معرفة اختفاء الحزن بشكل متدرج من نفسك حين تجدين نفسك تتمكنين من الشعور بالفرح في أمر يفرحك بصدق من داخلك، دون مشاعر ذنب مثلا، أو غصة مثلا، أو رفض لفرح يستحق الفرح فعلا؛ كأن تفرحي لنجاح ابنك، أو زواج شخص عزيز عليك.. إلخ، فنحن نتمكن بعد فترة مقبولة من الفرح بصدق من داخلنا حتى مع وجود فقد لشخص عزيز، أما وجود غصة، أو مشاعر ذنب، أو كما كان يصف البعض بأن فرحه يشعره بالخيانة لمن توفى، فهو أمر غير صحي، بعد فترة بالطبع، وقد يشير لتحول الألم لمعاناة تملأ كيان الشخص، وهو ما يبعد عن السلامة النفسية.
- صدقي أن ما قدمته أمك لك لم ينته بغيابها؛ فحين تكون لشخص ما بداخلنا بصمة حقيقية - سواء إيجابية أو سلبية - لا يختفي من داخلنا حتى بموته، فيكون حاضرا بداخلنا رغم غيابه، وهذه حقيقة نفسية قبل أن تكون حقيقة إنسانية تتعلق بالمشاعر بشكل عام؛ فلتأنسي بنصحها وضحكاتها، وغيره مما تركته لك وأنت تتحركين وتسعين في حياتك؛ فهذا ما تحتاجينه يا صديقتي.
- لا تثقلي كاهلك بما لا طاقة لك به الآن إطلاقا؛ فالفقد يرهق النفس والجسد، ويحتاج منا "راحة" بدنية ونفسية، وأي ضغط زائد سيثقل الأثر الذي نحتاج لتخفيفه؛ فأختك تحتاج إلى أن تسمع منك أنك غير مؤهلة نفسيا لمتابعتها متابعة مستمرة دقيقة، واجتهدي في توصيل احتياجك للراحة بسبب آلامك النفسية وأنك تحتاجين تفهمها، وأنك ستتابعيها قدر طاقتك، وإن شاء الله ستجد من عائلة زوجها من يساعدها، كان الله في عونها وهي في تلك الحالة الحرجة، ولكن على صعيد آخر قد تجدين نفسك بقربك من أختك وائتناسكما معا ووجود مولود صغير جديد في العائلة يساعدك، ولا يرهقك؛ فاسمحي لنفسك أن تكتشفي أي الحالين يريحك أكثر، وافعليه.
- قبولك لحزنك وألمك دون استسلام له، ودون شجار معه، هو ما سيمكنك من تجاوزه بشكل صحي.