21 مايو 2020
تنمر الوالدين في الصغر ومسؤولية في الكبر
تعرضت للتنمر من الوالدين في الصغر، وتفضيل الأخوة الآخرين، وعندما تفوقت وأثبت نفسي قاموا بإلقاء مشاكل البيت على عاتقي، ومنه مرض أخي النفسي، وحاولوا دائما إظهاري بموقف الضعيف والأقل وغير السوي رغم أني أبذل كل ما في وسعي لحفظ قوام البيت، مما أثر على عملي، وعلى أسرتي، وعلى نفسيتي، وجعلني دائم الشعور بالإحباط والطاقة السلبية والعصبية الشديدة بالرغم من قوة شخصيتي.
ابننا أكرم؛
تعلمت يا أكرم أن الحقيقة لا تحمل وجها واحدا، وأن كثيرا ما يكون هناك أكثر من متهم واحد بعينه فيما حدث ويحدث، وتعلمت كذلك أن ما يؤلم الشخص ويؤثر عليه هو فعلا مؤلم ويؤثر عليه، حتى لو لم يكن هذا الألم هو كل الحقيقة، لذا فتعرضك للتنمر من والديك أمر صعب للغاية؛ فاللذان ننتظر منهما الدعم والتشجيع وإقرار الحقوق هما نفسهما من قد يؤلماننا ويجعلاننا في حالة دفاع مستمر عن أنفسنا، بل إن الأمر وصل في ما حدث معك أنك حملت مشاعر ذنب صعبة فيما يخص أخوك كما يقولون.
اقــرأ أيضاً
والحقيقة التي عليك معرفتها هو أنه لا أحد يمرض أحدا، ولا أحد يميت أحدا مهما قصّر، ومهما ساهم في الأذى من دون قصد، فلقد تعلمنا أن المريض الذي يمرض نفسياً حتى يصل لدرجة المرض الذي يقره الطبيب النفسي المعالج لا بد وأن تكتمل له ثلاثة أركان:
1- الجزء الوراثي الجيني.
2- الجزء الذي يخص المناخ الذي نشأ فيه المريض، وأقول المناخ، والمناخ يعني طبيعة ونوع العلاقات بين أفراد الأسرة ككل، وعلى رأسها الوالدان بطبيعة شخصيتهما، والعلاقة بينهما، ومن ثم علاقتهما بالأبناء، وبعدها العلاقة بين الأبناء أنفسهم، وكل من يتدخل بشكل واضح في الرعاية النفسية للشخص.
3- التكوين النفسي للشخص؛ فهناك من يتعرضون لنفس المناخ ولكن لا يقعون في المرض النفسي، أو نفس الدرجة، وهناك من يحمل الجين الخاص بالمرض النفسي ولكن لا يتم تفعيله بسبب بنائه النفسي المتين، وغيره من التباديل والتوافيق.
اقــرأ أيضاً
لذا أقول لك: إن أسوأ ما يحمله الإنسان من مشاعر تثقله هي مشاعر الذنب، وأنت تحمل منها الكثير، سواء عن حق أو عن باطل، فلقد اتفقنا أن الحقيقة لها وجه عند كل شخص يرى من عنده، فأول ما يجب عليك فعله هو التخلص من عبء تلك المشاعر، لأن وجودها لا يحقق أي هدف بل يعطل إكمال المسير؛ فإن كان هناك خطأ، فالمروءة والعقل والعلم تؤكد أن إصلاح الخطأ فقط هو ما يفيد، أما الإحساس بالذنب والغرق فيه أو التلويح به فلن يأتي بخير لا على من أخطأ، ولا على من وقع عليه الخطأ.
فلتنتبه انتباها شديدا للتخلص من مشاعر الذنب المعطلة، وأنت تراعي أخوك وتساعده، وهذا هو ما تملكه من دون إحساس بذنب معطل لا يفيد، والواجب الآخر هو أن تواجه تلك الاتهامات لتكفها وتكف الحديث عنها بحسم وإصرار "مهذب" مع والديك تحديداً، واسمح لنفسك أن ترى والديك كرجل وامرأة مرّا بحياة أخرى، وأبوين أثرا فيهما أيضا؛ لتتمكن من رؤية مساحات أخرى تغيب عنك لا تراها من موقع الابن الذي تعرض للظلم، فلعلهما تصرفا بخطأ معك بدافع الخوف، أو الجهل التربوي أو النفسي.
اقــرأ أيضاً
واسمح لنفسك أن ترى مسؤوليتك فيما آلت إليه علاقتك بهما، وبإخوتك، وهذا من تمام النضوج والشجاعة النفسية التي أراها بوضوح في دأبك وتفوقك رغم ظروفك، وإن صعب عليك تنفيذ ما أقوله؛ فلا تتردد في التواصل مع متخصص نفسي يساعدك على فهم، ورؤية خطة مناسبة على المستوى السلوكي والمعرفي لتغير من حياتك للأفضل.
والحقيقة التي عليك معرفتها هو أنه لا أحد يمرض أحدا، ولا أحد يميت أحدا مهما قصّر، ومهما ساهم في الأذى من دون قصد، فلقد تعلمنا أن المريض الذي يمرض نفسياً حتى يصل لدرجة المرض الذي يقره الطبيب النفسي المعالج لا بد وأن تكتمل له ثلاثة أركان:
1- الجزء الوراثي الجيني.
2- الجزء الذي يخص المناخ الذي نشأ فيه المريض، وأقول المناخ، والمناخ يعني طبيعة ونوع العلاقات بين أفراد الأسرة ككل، وعلى رأسها الوالدان بطبيعة شخصيتهما، والعلاقة بينهما، ومن ثم علاقتهما بالأبناء، وبعدها العلاقة بين الأبناء أنفسهم، وكل من يتدخل بشكل واضح في الرعاية النفسية للشخص.
3- التكوين النفسي للشخص؛ فهناك من يتعرضون لنفس المناخ ولكن لا يقعون في المرض النفسي، أو نفس الدرجة، وهناك من يحمل الجين الخاص بالمرض النفسي ولكن لا يتم تفعيله بسبب بنائه النفسي المتين، وغيره من التباديل والتوافيق.
لذا أقول لك: إن أسوأ ما يحمله الإنسان من مشاعر تثقله هي مشاعر الذنب، وأنت تحمل منها الكثير، سواء عن حق أو عن باطل، فلقد اتفقنا أن الحقيقة لها وجه عند كل شخص يرى من عنده، فأول ما يجب عليك فعله هو التخلص من عبء تلك المشاعر، لأن وجودها لا يحقق أي هدف بل يعطل إكمال المسير؛ فإن كان هناك خطأ، فالمروءة والعقل والعلم تؤكد أن إصلاح الخطأ فقط هو ما يفيد، أما الإحساس بالذنب والغرق فيه أو التلويح به فلن يأتي بخير لا على من أخطأ، ولا على من وقع عليه الخطأ.
فلتنتبه انتباها شديدا للتخلص من مشاعر الذنب المعطلة، وأنت تراعي أخوك وتساعده، وهذا هو ما تملكه من دون إحساس بذنب معطل لا يفيد، والواجب الآخر هو أن تواجه تلك الاتهامات لتكفها وتكف الحديث عنها بحسم وإصرار "مهذب" مع والديك تحديداً، واسمح لنفسك أن ترى والديك كرجل وامرأة مرّا بحياة أخرى، وأبوين أثرا فيهما أيضا؛ لتتمكن من رؤية مساحات أخرى تغيب عنك لا تراها من موقع الابن الذي تعرض للظلم، فلعلهما تصرفا بخطأ معك بدافع الخوف، أو الجهل التربوي أو النفسي.
واسمح لنفسك أن ترى مسؤوليتك فيما آلت إليه علاقتك بهما، وبإخوتك، وهذا من تمام النضوج والشجاعة النفسية التي أراها بوضوح في دأبك وتفوقك رغم ظروفك، وإن صعب عليك تنفيذ ما أقوله؛ فلا تتردد في التواصل مع متخصص نفسي يساعدك على فهم، ورؤية خطة مناسبة على المستوى السلوكي والمعرفي لتغير من حياتك للأفضل.