صحــــتك
18 أغسطس 2018

تخلى عني الأصدقاء وأفكر في الانتحار

السلام عليكم دكتور، أنا أعاني من اكتئاب شديد ومشاكل في النوم من وقت ما دخلت الجامعه.. يعني تقريبا من سنه، خصوصا انه كل صحباتي تخلو عني بسبب حادثة.. يعني الحين تصير لي مواقف مافي أحد أتكلم معه، وصاير يجيلي صداع وألم في الظهر كثير، والاكتئاب يزيد عندي لدرجة ما اتحرك من السرير طوال اليوم إلا بالغصب، وإن قابلت أهلي ما أتحملهم وأصدع وأرجع لسريري كأني مريضة أو معاقة، ومو عارفه أتكلم مع مين، وبها الفتره صايره أفكر بالانتحار، لا أهل تفهم ولا صحبات، الأهل مستحيل يودوني لطبيب نفسي، ولا أعرف كيف أطلب منهم أصلا لأن راح يستهزؤن فيني.. أحس إن الانتحار أنسب وأهدأ طريقه
تخلى عني الأصدقاء وأفكر في الانتحار
أهلا بك يا سمية،
معظم مشاعر الألم، وعدم الراحة التي تشعرين بها بسبب فقدك لأصدقائك؛ فهو أكبر موضوع وأقرب موضوع حدث لك منذ عام.

حين تكثر المشاعر المؤلمة؛ والإحساس بالفقد، والخوف من الوحدة أو الرفض، ومشاعر الغضب والحزن؛ يبدأ جهازنا النفسي في طلب العون من صديقه المقرب وهو الجسد؛ فيحمل جسمنا بعض معاناة جهازنا النفسي للتخفيف عنه، أو كثيرا ما يقوم بتلك المهمة ليرسل للشخص رسائل تجعله ينتبه لوجود مشكلة تحتاج حلاً.. فيلازمك الصداع، وآلام الظهر، والركبتين، وأحياناً عدم الاستقرار في الجهاز الهضمي، وألم الصدر، ووهن في أنحاء الجسم، والإجهاد الشديد من أبسط الأعمال اليومية، ناهيك عن اضطراب النوم والشهية، وفقدان طعم الحياة، ورغم ان كل تلك الأعراض جسمانية؛ إلا أن سببها الأصلي ليس عضويا على الإطلاق، ولكن سببها "نفسي"، وستتأكدين بنفسك إذا قمت بعمل فحوصات حين تظهر نتائجها بخير.


فتعالي بنا نعود لحقيقة المشكلة بدلا من اللهث وراء أعراضها؛ فأنت قلت أن أصدقاءك تخلوا عنك جميعا بسبب حادثة، ولم توضحي ما هي الحادثة؟ هل هي حادثة مثلا في الطريق؟ أم موقف حدث بينكم؟ وعلى أية حال.. حين نتصور أن "كل" من حولنا تخلوا عنا؛ فهذا يعني أن هناك أمرا خطأ؛ فلا يمكن أن يكون كل من حولنا كلهم على اختلاف شخصياتهم وتفكيرهم، وذكرياتهم معنا تآمروا معا للتخلي عنا، وعلميا "التعميم" من أخطاء التفكير يا ابنتي.

ألمك وحزنك حقيقي ومهم، ولأنه مهم فأنت تحتاجين للتعبير عنه بطرق مختلفة، فيتمكن من حولك من قبولها وإدراكها وتقديرها، ولا مانع من أن تسمحي لنفسك بأن تردي على سؤال مهم قد يكون غائبا عنك، وهو "بماذا ساهمت أنت في حدوث ذلك الفقد دون أن تدري؟"؛ فقد يكون السبب يتعلق بنبرة صوتك، اختيار ألفاظك، اختيار الطريقة، طبيعة ونوع العلاقة.. إلخ، وهذا الجهد ليس من أجل عيون من حولك أبدا، ولكن كل هذا الجهد سيصب في مهاراتك الذاتية التي ستنضج، وتزداد مرونة، وذكاء يجعلك تتعاملين مع مشاعرك وأفكارك ونفسك وعلاقاتك بشكل أكثر صحية.



لكن ما دمت على هذا الحال وأفكار الانتحار تظهر أحيانا لديك، فلا بد من مراجعة معالج نفسي ماهر في أقرب وقت؛ لأن تلك الفترة صارت كبيرة، وأنا أثق في أن إصرارك على الذهاب لمعالج وتكرار هذا الطلب؛ سيمكنك من تجاوز سخريتهم، أو إهمالهم المتوقع لتلك الخطوة، وحتى يحدث ذلك تدربي على ما قلته سابقا؛ لأنه مهم.
آخر تعديل بتاريخ
18 أغسطس 2018
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.