صحــــتك
27 أغسطس 2022

تأنيب الضمير واللوم بعد وفاة رضيعتي المريضة

ولدت لي طفلة تم تشخيصها بمرض جيني نادر جدا كانت تعاني من صعوبة في التنفس وصعوبة في البلع ولديها مشاكل في القلب وتأخر شديد في النمو والتطور ورخاوة في العضلات. كانت معاناتي شديدة عندما أراها في نوبات من الاختناق والازرقاق. دخلت مرتين للمستشفى وفي المرة الثالثة كانت حالتها سيئة جدا وتوفيت في نفس اليوم عن عمر يناهز لـ 10 أشهر . وأنا اليوم أعيش ألم فقدانها وشعور التقصير وتأنيب الضمير لا يفارقني علما أن حالتها كانت صعبة جداً ونهايتها متوقعة للجميع.

أهلا وسهلا بكِ عزيزتي؛

أسالك الله العظيم أن يطيب روحكِ بسكينة ورضا، وأن يرزقكِ شفاعتها بإذن الله، وهذا لا يتعارض مع صعوبة مشاعر ألم الفقد، فالفقد يحمل ثقلا غير عادي من الحزن والوحدة بعد توقع الائتناس، ويحتاج لوعي من الإنسان، لكي يتمكن فعلا من تجاوز هذا الألم بطريقة صحية، وأولى تلك الخطوات هي أن تحترمي ألمك وحزنكِ، واحترامه يكون بالتواصل معه بالقدر الذي تتحملينه وتسمحي له أن يأخذ درجة مقبولة من البراح دون إفراط فيغمرك، أو تفريط فتقفزين من فوقه.

لكن، احترمي وجوده لأنه طبيعي، فأنت لم تذكري كم مرّ على الوفاة؟ فربما ما زلت تحتاجين وقتا لتنتقلي لخطوة التعبير عن هذا الألم بطرق ترتاحين فيها مثل الفضفضة مع شخص يسمعكِ ويتفهم ما تمرين به دون حكم أو  وعظ، أو بالكتابة مثل البعض، أو الرسم كالبعض، ولكن طوال الوقت حافظي على أن تتعاملي مع هذا الحزن بالقدر الذي تتحملينه، وهذا الأمر يختبره البعض بعدة طرق منها تخيل الحزن والحديث له والاتفاق معه على ذلك، والبعض حين يشعر بأنه سيقترب من الابتلاع داخله يوقف نفسه، ويشتتها عن عمد ونية إلخ، لتأتي خطوة استكشاف بعض الأفكار التي تسبب المزيد من الألم دون أن تكون حقيقية مثلما تقولين الآن: "أشعر بذنب رغم أنها كانت في حالة صعبة جدا ومتوقع حدوث الوفاة".

فستجدين أن هناك فكرة أو ربما حدث أثناء  تلك الفترة وفسرته تفسيرا سلبيا جدا سبّبّ هذا الإحساس بالذنب، فالوفاة في حد ذاتها لا تجعلكِ تشعرين بالذنب ولكن تفسير حدث ما أثناء وقت الوفاة قد يكون وراء هذا الإحساس، ولعلها تكون فرصة كبيرة لكي تستكشفي مشاعر الذنب التي تشعرين بها في العموم بعيدا عن الوفاة؛ فلقد وجدنا كثير من الناس يشعرون بالذنب بلا داعي حقيقي لهذا، دون مبرر صادق له، وكأنه كان شيئاً ترعرع عليه لسبب ما في مناخ تربيته وصارت نمطا له، لدرجة انه يشعر بالذنب كما ذكرت.

 

وقد يفيدك الانخراط في علاقات ترتاحين معها، وخاصة زوجك، فهو يحمل ألما مثلك وحين يجمع بين الزوجين نفس الألم لنفس الموضوع يحدث دعم كبير بينهما يجعلهما قادرين على تجاوزه معاً، وكذلك ممارسة بعض الرياضة ولو بسيطة، أو الالتحاق بدروس للتدريب يتم فيها تعلم تقنيات التنفس والاسترخاء بشكل علمي فيه، وتذكري أن الحزن والألم يحتاجان لوقت حتى يتحرران وفي النهاية سينتهيان.

 

آخر تعديل بتاريخ
27 أغسطس 2022
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.