22 أغسطس 2018
العلاج النفسي.. من التشظي للاكتمال
تعرضت للتحرش الجنسي من احد أقربائى فى فتره الطفوله والمراهقة، والآن أنا فى منتصف العشرينات، ولكن لا أستطيع العيش، وأخاف من الزواج، وأرفض كل المتقدمين لخطبتى، وأكره نفسى وأكره الحياه، وأتمنى الموت طول الوقت، وحاولت الانتحار أكتر من مرة، ومتوقفة فى مكانى لم أنجز أى شئ، وأصبحت غير اجتماعيه تماما. هل من حل لأنسى ام سأظل طوال حياتى منتظرة الموت؟
الأخت الكريمة هالة؛
أعلم جيداً مدى الألم النفسي الذي تخلفه صدمة التحرش في الصغر.. أشعر بك وأشعر بمعاناتك.. وكل ما ذكرته من أعراض هو نتاج هذه الخبرة الصادمة؛ حيث انتهك جسمك، وهدد أمانك، ولم يكن هناك أحد أكبر منك ليحميك.. وما أقسى الشعور بفقدان الأمان.
اقــرأ أيضاً
ما أنت فيه مؤلم ومؤلم جداً.. أشعر بك.. ولكن الخبر الجيد أنك لست مضطرة لقضاء بقية حياتك في هذه المعاناة.. ويحدث هذا عندما تقررين الخروج من ضيق دور الضحية إلى رحابة الحياة بنفسية الناجية.. نعم ما تعرضت له كان مؤلما وصادما.. ولكن الحقيقة أنك نجوت وإلا ما كنت تراسليننا الآن.. فرغم كل ما أنت فيه إلا أن الجزء الموجود بداخلك والذي يريد الحياة مازال حيا ينبض.. وفي انتظار خطواتك الجادة لاستعادته.
ولكن كيف تكون البداية؟ البداية تكون بفهم ما تفعله الصدمات بنا، وفهم الكيفية التي تؤثر بها على حياتنا؛ هذا الفهم الذي يعيننا على عكس أثر الصدمة، فعندما تحدث الصدمة يكون أمامنا بشكل لاواع اختيار من اختيارين، إما أن نتأثر كليا بالصدمة، وفي هذه الحالة لن يمكننا الاستمرار في الحياة، وإما أن نختار أن نستمر في حياتنا ببعض منا، فننقسم داخليا لمجموعة من الأجزاء، وهذه الأجزاء يمكن تقسيمها لنوعين.. النوع الأول هو الأجزاء الهشة الضعيفة التي تعرضت للانكسار والتي ما زالت تحمل ذكريات وألم الصدمة، وهذه الأجزاء نحاول بكل جهدنا أن نخفيها في أعمق أعماقنا، وفي محاولتنا لإخفائها ورغبة منا في استمرار الحياة فإن الأجزاء التي تدير حياتنا اليومية تأخذ زمام القيادة، وتعمل بكل جهدها لإخفاء أجزاء الصدمة، والتي ما زالت تئن وتنزف ولكننا لا نريد أن نسمعها، لأن السماح لها بالظهور مؤلم.
اقــرأ أيضاً
وجوهر وفلسفة العلاج يقومان على التعرف على هذه الأجزاء، والتعرف على مخاوفها، وطمأنتها بأن ما حدث قد حدث في الماضي، وأنه لن يتكرر في الحاضر ولن يتكرر في المستقبل.
قد يبدو أن تطبيق هذا الكلام سهل، ولكن جل المدارس العلاجية بها هذه الفكرة المحورية.. فكرة شفاء الطفل الداخلي.. وهي عملية تحتاج وقتا وصبرا وتتطلب وجود معالج نفسي مدرب تدريب جيد، ودور المعالج لن يكون في التوجيه أو النصح أو الإرشاد، ولكن دوره الأساسي هو أن يكون حاضرا مع طالب المساعدة.. حضور الشهود والدعم.
اقــرأ أيضاً
صديقتي قد يكون الطريق طويلاً، ولكن كما قالوا طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، ومن الأفضل لنا دوماً أن نبدأ مبكراً حتى نصل أسرع.
هيا ابدئي حركتك لتحرير نفسك من ماض تعيس لم تصنعيه.. ولست مضطرة للبقاء في أسره.. ونحن معك وفي انتظار خطواتك الجادة؛ فأنت تستحقين الحرية، وأنت وحدك المسؤولة عن حريتك.
أعلم جيداً مدى الألم النفسي الذي تخلفه صدمة التحرش في الصغر.. أشعر بك وأشعر بمعاناتك.. وكل ما ذكرته من أعراض هو نتاج هذه الخبرة الصادمة؛ حيث انتهك جسمك، وهدد أمانك، ولم يكن هناك أحد أكبر منك ليحميك.. وما أقسى الشعور بفقدان الأمان.
ما أنت فيه مؤلم ومؤلم جداً.. أشعر بك.. ولكن الخبر الجيد أنك لست مضطرة لقضاء بقية حياتك في هذه المعاناة.. ويحدث هذا عندما تقررين الخروج من ضيق دور الضحية إلى رحابة الحياة بنفسية الناجية.. نعم ما تعرضت له كان مؤلما وصادما.. ولكن الحقيقة أنك نجوت وإلا ما كنت تراسليننا الآن.. فرغم كل ما أنت فيه إلا أن الجزء الموجود بداخلك والذي يريد الحياة مازال حيا ينبض.. وفي انتظار خطواتك الجادة لاستعادته.
ولكن كيف تكون البداية؟ البداية تكون بفهم ما تفعله الصدمات بنا، وفهم الكيفية التي تؤثر بها على حياتنا؛ هذا الفهم الذي يعيننا على عكس أثر الصدمة، فعندما تحدث الصدمة يكون أمامنا بشكل لاواع اختيار من اختيارين، إما أن نتأثر كليا بالصدمة، وفي هذه الحالة لن يمكننا الاستمرار في الحياة، وإما أن نختار أن نستمر في حياتنا ببعض منا، فننقسم داخليا لمجموعة من الأجزاء، وهذه الأجزاء يمكن تقسيمها لنوعين.. النوع الأول هو الأجزاء الهشة الضعيفة التي تعرضت للانكسار والتي ما زالت تحمل ذكريات وألم الصدمة، وهذه الأجزاء نحاول بكل جهدنا أن نخفيها في أعمق أعماقنا، وفي محاولتنا لإخفائها ورغبة منا في استمرار الحياة فإن الأجزاء التي تدير حياتنا اليومية تأخذ زمام القيادة، وتعمل بكل جهدها لإخفاء أجزاء الصدمة، والتي ما زالت تئن وتنزف ولكننا لا نريد أن نسمعها، لأن السماح لها بالظهور مؤلم.
وجوهر وفلسفة العلاج يقومان على التعرف على هذه الأجزاء، والتعرف على مخاوفها، وطمأنتها بأن ما حدث قد حدث في الماضي، وأنه لن يتكرر في الحاضر ولن يتكرر في المستقبل.
قد يبدو أن تطبيق هذا الكلام سهل، ولكن جل المدارس العلاجية بها هذه الفكرة المحورية.. فكرة شفاء الطفل الداخلي.. وهي عملية تحتاج وقتا وصبرا وتتطلب وجود معالج نفسي مدرب تدريب جيد، ودور المعالج لن يكون في التوجيه أو النصح أو الإرشاد، ولكن دوره الأساسي هو أن يكون حاضرا مع طالب المساعدة.. حضور الشهود والدعم.
صديقتي قد يكون الطريق طويلاً، ولكن كما قالوا طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، ومن الأفضل لنا دوماً أن نبدأ مبكراً حتى نصل أسرع.
هيا ابدئي حركتك لتحرير نفسك من ماض تعيس لم تصنعيه.. ولست مضطرة للبقاء في أسره.. ونحن معك وفي انتظار خطواتك الجادة؛ فأنت تستحقين الحرية، وأنت وحدك المسؤولة عن حريتك.