صحــــتك
08 يناير 2019

العصبية والشخصية الحساسة.. كيف تعالجهما؟

السلام عليكم، وجزاكم الله خير الجزاء لمساعدتكم الناس، لو سمحتم سؤالي: كيف أزيل وأعالج نفسي من العصبية والشخصية الحساسة لأنني سريع الانفعال والعصبية، والصبر عندي ضعيف أو لا يستمر.. تعبت والله، واستحيت من عيوبي وأخطائي تجاه الناس. مدري أنا صح وطبيعي أو فيني خلل ومشكلة.. وما الحل الأفضل والأسرع إن وجد.. والسلام عليكم وشكراً.
العصبية والشخصية الحساسة.. كيف تعالجها؟
أهلا وسهلا بك يا أنس،
العصبية هي الاسم الدارج لمجموعة من المشاعر بين الناس في العموم، لكن حين نتحدث عن معاناة ترهقك، وتسبب لك عدم راحة؛ فمن المهم أن تتعرف إلى حقيقة، وماهية تلك العصبية، فقد تكون:
- مشاعر غضب متراكمة من علاقة بعينها.
- أو مشاعر غضب تحدث حين تصل إليك رسالة ممن حولك أو من تتعامل معه بأنه لا يهتم بك كما تحتاج أنت، أو أنه مثلا لا يعطيك قيمة، أو أنه يسيطر عليك مثلا.
- أو بسبب حساسيتك فعلا أنت؛ إذ ثمة بعض الناس حساسون هكذا، ولا يتمكن من حولهم من فهم واستيعاب حساسيتهم بشكل واعٍ، لأنهم لا يملكون عين المتخصص الدارس؛ فيتعاملون مع الشخص التعامل الطبيعي من وجهة نظرهم، من دون أخذ حساسيته في الاعتبار، وهنا أقول لك إن تلك الحساسية لها درجات وأنواع، تؤثر في تكوين الشخص حسب شدتها ونوعها، فهي تتدرج من مجرد حساسية للكلمات، أو النظرات، أو لغة جسد الآخرين مروراً بنوبات غضب أو انعزال أو غيره، وانتهاء بدرجات متنوعة من اضطراب في الشخصية نفسها.



لقد أردت أن أوضح لك كل تلك الأمثلة، والتي ما زال منها ما لم أذكرها؛ حتى ترى أمرين:
- الأمر الأول: أن عصبيتك التي تزعجك تحتاج منك إلى مراقبة ودوده متفهمة، وليست مراقبة قاسية حاكمة تبث فيك مشاعر الذنب، والتي ستعوقك عن تجاوزها حتماً؛ فمشاعر الذنب هي مشاعر ثقيلة الظل، ثقيلة الحمل، تعوق التواصل الصحي مع أي معاناة من الأساس، والتحرر منها هو نفسه ما سيجعلك تتجاوز معاناتك مع العصبية بشكل صحي وحقيقي. بدلاً من الائتناس الخفي بمشاعر الذنب كأنه حل جزئي للعصبية، وكأننا نقول لأنفسنا ها نحن نشعر بالذنب تجاه هذا التصرف، وهو ما يجعلنا بمرور الوقت نحمل المزيد والمزيد من مشاعر الذنب التي تثقلنا، ونحن نتصور أنها تساعدنا، وهي في الحقيقة تثقلنا فقط دون أن تساعدنا؛ لذا التحرر المبصر منها هو جزء حقيقي من بدء تحمل مسؤولية حل مشكلاتنا فعلا.



- الأمر الثاني: هو أنني كنت أحتاج إلى أن أسمع منك تفاصيل أكثر تساعدني على التعرف عن قرب لنوعها بأمثلة توضح بها متى تشعر بتلك العصبية؟ أو مع من؟ أو كيف تتصرف حين تتعصب؟ مرات تكرارها؟ نتائج حدوثها عليك، وعلى من حولك؟ وهل لها آثار على دراستك، أو عملك مثلا؟ كل تلك الأمور وغيرها تقيس عن قرب ماهيتها، وهو واجبك الآن بالجزء الودود المراقب لها، الموجود عند كل إنسان منا كما اتفقنا، وما زال هناك متسع لترسل لنا ثانية إن أردت تلك التفاصيل مرة أخرى.



وأعود فأقول لك: إن أي درجة من تلك العصبية تعالج، ولكل نوع أو شكل من أشكال تلك العصبية سواء في أقل صورها أو أكثرها لها علاج بإذن الله تعالى، وتذكر دوما أن احتياجاتك النفسية تكمن وراء كل تصرف يزعجك، والتعرف إلى احتياجاتك مفتاح كبير لحلها، ويبدأ حين تتعرف إلى ما تحتاج إليه ممن حولك - فقد يكون الحب غير المشروط/ الاهتمام بمشاعرك، وأفكارك، ومخاوفك، وأحلامك/ المشاركة/ الرعاية/ الاحترام/ إلخ - والحصول عليه بطرق مختلفة عن الغضب، أو التجاهل، أو الكظم.. إلخ، وإن لم تتمكن وحدك من التواصل الصحي مع عصبيتك لا تتكاسل عن طلب المساعدة مع متخصص ماهر، ونحن كذلك هنا من أجلك حتى تتمكن من علاجها، أو مساعدتك حتى يحين تواصلك مع متخصص.
آخر تعديل بتاريخ
08 يناير 2019
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.