صحــــتك
12 أكتوبر 2018

أمي تتنمر عليّ وأنا أعاني

أعاني من التنمر المستمر من أمي. والدي متوف ولدينا مشاكل عائلية مع أهله.. فتستغل هذا الأمر و تهددني بالطرد من المنزل، وتخبرني دائما كم أنا عبء ثقيل عليها، ولولا وجودي لكانت تعيش حياة أفضل بلا هموم او مسؤوليات،دائما ما تذكرني بأنني لا أملك شيئا و كل ما لدي هو فضل منها علي كوني يتيمة، ومتى ما أرادت تستطيع استرجاعه فأبقى أنا بلا منزل ولا ملبس. فقدت الثقة في نفسي وفي من حولي، أشعر بأنني عبء على الجميع، وأخشى الاختلاط بالناس، و في الفترة الأخيرة بدأت ألجأ لإيذاء نفسي جسديا كي أهرب من الألم الذي يسببه حديثها، وفي بعض المرات وصل الأمر بي إلى التفكير في الانتحار
أمي تتنمر بي وأنا أعاني
أهلا وسهلا بك يا ابنتي،
أنا لن أتمكن من الدفاع عن تصرفات والدتك الخاطئة، ولكن لا توجد أم لا تحب ابنتها إلا في حالات نادرة جدا لا أتصور أن والدتك منهن، ولكن والدتك تعاني صراعا داخليا كبيرا بسبب وحدتها؛ فهي تعيسة عاجزة عن تحقيق ما تحتاج إليه؛ لاحظي أنها بجانب كونها أمك، فهي أنثى تحتاج لمن يشاركها الحياة، وتطمئن على نفسها معه وبه، وتحتاج لمن تشكو له همومها، أو حتى يشاركها ما قد يفرحها، وهي تشعر بكونها واقعة بين المطرقة والسندان؛ فهي تحتاج لرجل ليس فقط على المستوى العاطفي والجسدي، ولكن كما بينت لك، ولا تتمكن من ذلك لاعتبارات مجتمعية، أو لأمور ستفقدها لو تزوجت.


كل ما حدثتك به ليس مبررا على الإطلاق وتحت أي مسمى لأن تفعل ذلك معك، أنا فقط أردت أن تري حياتها من زاوية أخرى تفسر لك ما تتفوه به معك، ولا أعلم كيف كانت حياتها مع والدك يرحمه الله؟ هل كانت سعيدة، أم كانت تعاني؟ ولم تتحدثي عن نوع وطبيعة المشكلات مع أهل والدك يرحمه الله وسببها؛ فقد يكون لتلك التفاصيل أثر في فهم أكثر لما تعانيه والدتك.


وبما أننا نتحدث عن احتمالات، فاحتمال أن تكون واقعة تحت تأثير صعوبة نفسية غير قصة المسؤولية التي تخصك واردة جدا، ولن يتمكن من تحديدها سوى معالج نفسي يجلس معها ليتعرف على حقيقة ما تعانيه، وكأني أريد أن أقول.. إنها قد تكون ضحية طريقة تفكير غير سليمة، فنحتاج فقط لتعديل تلك الأفكار؛ كفكرة أنها وحيدة عاجزة، أو فكرة أنها لا يمكن أن تفكر في الزواج ثانية مثلا، أو أنها مثقلة دوما بعبء مراعاتك، وغير ذلك من الأفكار، أو أنها تعاني من مشكلة أكثر صعوبة، وتحتاج لعلاج أكثر من مجرد تعديل الأفكار.


أما ما تحدثت أنت عنه من إيذاء لنفسك، وأفكار حول الانتحار، فهو أمر لا يمكن غض الطرف عنه، فالانتحار كلمة لا بد من محوها من قاموس حياتك تماما؛ فلا أحد ولا شيء يستحق منك أن تزهقي حياتك بسببه، فهناك فتيات مثلك كثيرات يقعن في مثل ظروفك تلك وتمكّنَّ من مد أيديهن لأنفسهن حين اجتهدن في التواصل مع متخصص نفسي يساعدهن على الحياة بشكل أفضل. ولا تتصوري أن العلاج النفسي أمر صعب أو مستحيل أو باهظ الكلفة، فهناك أماكن تقدم الخدمة النفسية بمبالغ بسيطة، فلا تتهاوني في ذلك يا ابنتي، وأنت الآن في السابعة عشرة من عمرك، فسرعة تغييرك ستكون أكبر، وأنصحك بأن تبحثي عمن يقدم ما يعرف بالعلاج الجدلي السلوكي، فهو أفضل ما يساعد في مثل ما تعانين، وإن لم تجدي فلا تتهاوني أبدأ في مساعدة نفسك كما فعلت هنا وأرسلت لنا، وتابعينا بأخبارك.
آخر تعديل بتاريخ
12 أكتوبر 2018
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.