قد تُقدّم مضادات الأكسدة بعض الفوائد الصحية، لكن الباحثين ما زالوا يسعون إلى فهم التأثير الكامل لمضادات الأكسدة على الصحة العامة، وإنّ أحد مجالات الاهتمام هو كيف يمكن لمضادات الأكسدة أن تؤثر على الألم الذي يعاني منه البعض.
درس الباحثون كيفية ارتباط تناول مضادات الأكسدة بألم أسفل الظهر، وهي مشكلة شائعة يعاني منها كثير من الأشخاص، ولم تجد نتائج الدراسة بشكل عام علاقة ذات دلالة إحصائية بين ما يسمى بمضادات الأكسدة وآلام أسفل الظهر. ومع ذلك، كان المشاركون في الربع الأعلى من كمية تناولها أقل عرضة بنسبة 12٪ تقريباً لمعاناة آلام أسفل الظهر من المشاركين الذين تناولوا أقل كمية منها.
ومن بين المشارِكات الإناث، وجَد الباحثون أن اللواتي تناولن أكبر كمية من الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة كنّ أقل عرضة بنسبة 20٪ تقريباً للإصابة بآلام أسفل الظهر من اللواتي تناولن أقل كمية منها.
هل تخفّف مضادات الأكسدة من آلام الظهر عند السيدات؟
الحصول على مجموعة واسعة من العناصر الغذائية هو أمر بالغ الأهمية لنمط حياة صحي. ومضادات الأكسدة هي مواد تساعد على إيقاف عمليةٍ تسمى الأكسدة، وتُنتِج الأكسدة مواد تسمى الجُذور الحرة النشيطة كيميائيًا، والتي يمكن أن تسبب تلف الخلايا، وقد تُساعد الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة في تقليل تلف بعض الخلايا، وبالتالي زيادة احتمالية التقليل من الآلام.
ما العلاقة بين مضادات الأكسدة و آلام الظهر عند السيدات؟
استخدَم الباحثون بيانات واسعة النطاق للنظر في العلاقة بين تناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة ومعاناة آلام أسفل الظهر، وأشاروا إلى أن البيانات السابقة تدعم فكرة أن الإجهاد التأكسدي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم آلام أسفل الظهر، وأن مضادات الأكسدة يمكن أن تساعد في تقليل الإجهاد التأكسدي.
وللنظر في الكيفية التي قد يبدو بها ذلك في التطبيق العملي، قام الباحثون بتضمين 17682 مشاركاً من المَسح الوطني لفحص الصحة والتغذية، ويََجمع هذا الاستطلاع بيانات من أشخاص في الولايات المتحدة، وتم استبعاد بعض المشاركين عندما لم يكن لديهم بيانات غذائية أو آلام أسفل الظهر.
ومن بين هؤلاء المشاركين، كان هناك 11,573 شخصاً يعانون من آلام أسفل الظهر، و6,109 مشاركين لا يعانون من آلام أسفل الظهر.
وبعد تعديل جميع المواصفات، لم يجد نموذجهم ارتباطاً كبيراً بين تناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة وآلام أسفل الظهر. ومع ذلك، بناءً على بيانات حول تناول مضادات الأكسدة، قام الباحثون بتقسيم المشاركين إلى أربع مجموعات، تتراوح من تناول كميات كبيرة من مضادات الأكسدة إلى تناول كميات منخفضة منها.
ووجَدوا أن المشاركين في المجموعة التي تناولت أعلى كمية من مضادات الأكسدة كانوا أقل عرضة بنسبة 11.7% للإصابة بآلام أسفل الظهر مقارنة بالمجموعة التي تناولت أقل كمية من مضادات الأكسدة.
وفي تحليلهم الإحصائي على أساس الجنس، وجدوا أن الإناث في الربع الأعلى لتناول مضادات الأكسدة كن أقل عرضة بنسبة 19.7٪ للإصابة بآلام أسفل الظهر مقارنة بالإناث في الربع الأدنى.
كيف تضيف مضادات الأكسدة إلى نظامك الغذائي؟
للتأكد من حصولك على ما يكفي من مضادات الأكسدة في نظامك الغذائي، من المهم أن تتناول مجموعة واسعة من كل لون من المنتجات، فمثلاً الفواكه الحمراء مثل الطماطم والبطيخ مليئة بالليكوبين، والبرتقال والمانجو تحتوي على الفيتامين C، والحمضيات والبصل تحتوي على نسبة عالية من الفلافونويد، والخضراوات الورقية الخضراء تحتوي على البيتا كاروتين، والباذنجان والتوت تحتوي على الأنثوسيانين، والقائمة تطول. تتمتع كل فاكهة وخضراوات بفوائد فريدة لصحتك، ولهذا السبب من المهم جداً الحصول على مجموعة متنوعة منها في يومك.