وافقت إدارة الغذاء والدواء على استخدام دواء سيماجلوتايد لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، النوبات القلبية، والسكتة الدماغية، للبالغين المصابين بأمراض القلب، والذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، وكان دواء سيماجلوتايد قد حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء عام 2017 لعلاج السكري النوع الثاني، وكذلك للتحكم في الوزن الزائد.
ما هو دواء سيماجلوتايد؟
ينتمي دواء سيماجلوتايد إلى عائلة البيبتيد الشبيه بالجلوكاجون (GLP-1) الذي يُفرزه الجهاز الهضمي بعد الأكل، إذ إنه يحفز الجسم لإنتاج إنسولين أكثر؛ لتقليل مستوى الجلوكوز في الدم، كما يُقلل الشهية بعمله في الدماغ في منطقة تحت المِهاد. يتوفر سيماجلوتايد في الأسواق بعدة أسماء تجارية، مثل أوزيمبيك، ويجوفي على شكل حقن تُؤخذ تحت الجلد، وباسم ريبيلسوس على شكل أقراص يتم تناولها مرة واحدة يوميًا في الصباح قبل الأكل بـ 30 دقيقة. يُستخدم سيماجلوتايد لفقدان الوزن، وكذلك لخفض مستويات السكر في الدم لمرضى السكري من النوع الثاني.
كيف يعمل سيماجلوتيد؟
سيماجلوتايد ناهض لمستقبل الببتيد المشابه للجلوكاجون-1، ويعمل عن طريق زيادة إفراز الإنسولين، وخفض إفراز الجلوكاجون، مما يؤدي إلى خفض نسبة السكر المرتفعة في الدم، كما يعمل على تأخير إفراغ المعدة وتقليل الشهية، مما يُساعد المرضى على تقليل تناول الطعام، وبالتالي فقدان الوزن.
الآثار الجانبية لدواء سيماجلوتايد
تشمل الآثار الجانبية الشائعة لدواء سيماجلوتيد ما يلي:
- انخفاض مستوى السكر في الدم.
- اضطراب المعدة.
- حرقان بالمعدة، وغازات.
- غثيان، وقيء.
- فقدان الشهية.
- إمساك.
- إسهال.
- صداع، ودوخة.
- تعب.
دور دواء سيماجلوتايد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب
الدراسة: أُجريت دراسة سريرية لمعرفة مدى فعالية وسلامة دواء سيماجلوتيد، في تجربة عشوائية، متعددة الجنسيات، مزدوجة التعمية، وتم إعطاء العلاج الوهمي، أو دواء سيماجلوتيد لأكثر من 17600 شخص، بالإضافة إلى أدوية للتحكم في ضغط الدم والكوليسترول.
النتائج: أفادت نتائج الدراسة، أن دواء سيماجلوتيد يقوم بالأدوار الآتية:
- تحسين عمل القلب.
- تقليل استخدام أدوية الكوليسترول، والضغط المرتفع، للأشخاص المصابين بالسمنة ولا يعانون من مرض السكري.
- تقليل خطر الأحداث السلبية على القلب والأوعية الدموية، والتي حدثت لدى 6.8% من المشاركين، مقارنة بنحو 8% لدى الذين تلقوا الدواء الوهمي.
- تقليل خطر الوفاة بسبب أمراض القلب بنسبة 15%، وبنسبة 19% لأي سبب آخر، مقارنة بالدواء الوهمي.
- يقلل خطر الوفاة بسبب السكتة الدماغية والنوبة القلبية، بنسبة 20% لدى لمصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، ولديهم وزن زائد.
هل يوجد استخدامات أخرى لدواء سيماجلوتيد؟
مع استمرار الأبحاث، يرى الأطباء أنه يمكن استخدام دواء سيماجلوتيد للمساعدة في عدة حالات أخرى مع مرور الوقت، ومنها:
- تقليل تطور أمراض الكلى.
- متلازمة تكيس المبايض (PCOS).
- انقطاع النفَس أثناء النوم.
- ألزهايمر.
- أمراض الكبد الدهني غير الكحولي.
- السرطان.
في النهاية، قد تتساءل كيف يمكن لدواء مرض السكري وفقدان الوزن أن يساعد في صحة القلب؟ الإجابة تكمن في مساعدة الدواء للمريض على إنقاص وزنه والسيطرة عليه. يؤدي هذا بدوره إلى تحسين عوامل الخطر الأخرى لأمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول، وبالتالي تحسين حالة وصحة القلب والأوعية الدموية. وتُشكل الموافقة على دواء سيماجلوتيد خطوة مهمة للحماية من أمراض القلب والأوعية الدموية، كما يفتح هذا الدواء فرصًا جديدة للوقاية، ويحسّن جودة الحياة للمصابين بأمراض القلب والسكري المترافقة بزيادة الوزن.