دواء ريسميتروم في طريقه ليصبح أول دواء معتمَد في علاج مرض التهاب الكبد الدهني غير الكحولي، الذي يُشكل تحديًّا صحيًّا كبيرًا في جميع أنحاء العالم. التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH) هو الشكل الأكثر خطورة لأمراض الكبد الدهني من منشأ غير كحولي (NAFLD). وعلى الرغم من أهمية هذه المشكلة الصحية، فإنه حتى الآن لم يُعتمد أي علاج دوائي فعال لهذا المرض. في هذا المقال سنتناول دراسة سريرية ونتائجها حول استخدام دواء ريسميتروم في علاج التهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
ما هو مرض التهاب الكبد الدهني غير الكحولي؟
التهاب الكبد الدهني غير الكحولي هو مرض متطور يتميز بوجود بنسبة 5% على الأقل من الدهن الكبدي، مع تليف والتهاب الكبد، وحتى الآن لا يوجد علاج دوائي معتمد لهذا المرض. يعاني نحو 1.5% إلى 6.5% من البالغين في الولايات المتحدة من التهاب الكبد الدهني غير الكحولي، ومن المتوقع أن يصبح التهاب الكبد الدهني غير الكحولي السبب الرئيسي لزراعة الكبد في الولايات المتحدة بين عامي 2020 و2025. قد يتطور التهاب الكبد الدهني غير الكحولي إلى سرطان الخلايا الكبدية (HCC)، وهو أيضًا سبب رئيسي لزراعة الكبد.
أسباب مرض الكبد الدهني غير الكحولي
السبب المحدَّد لحدوث مرض الكبد الدهني غير الكحولي غير معلوم، ولكن هناك بعض الحالات التي تزيد من خطر إصابة الشخص بهذا المرض، مثل:
- مرض السكري من النوع الثاني، أو مرحلة ما قبل السكري.
- وجود مستويات غير طبيعية من الدهون في الدم، والتي قد تشمل مستويات عالية من الدهون الثلاثية، أو مستويات عالية من الكوليسترول "الضار" (LDL)، أو مستويات منخفضة من الكوليسترول "الجيد" (HDL).
- المرضي الذين يعانون من زيادة الوزن أو السُّمنة.
- متلازمة التمثيل الغذائي.
يمكن أن يحدث التهاب الكبد الدهني غير الكحولي إذا كان المريض:
- لديه مرض السكري من النوع الثاني.
- يعاني من ارتفاع ضغط الدم.
- يعاني من السُّمنة المفرطة، مع تركز الدهون في الجسم حول الخصر.
- من أصل إسباني أو آسيوي.
- يعاني من انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم.
- النساء بعد انقطاع الطمث.
- كبار السن.
ما هو دواء ريسميتروم؟
دواء ريسميتروم Resmetirom منشِّط انتقائي لبيتا لمستقبلات هرمون الغدة الدرقية (THR)، وهو قيد التطوير لعلاج التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH) مع تليف الكبد.
آلية عمل دواء ريسميتروم
يعمل ريسميتروم كمنشِّط انتقائي لبيتا لمستقبلات هرمون الغدة الدرقية في الكبد، إذ يُعدُّ عمل مستقبلات هرمون الغدة الدرقية (THR-β) مهم جدًا لوظائف الكبد، ويشمل تنظيم نشاط الميتوكوندريا (مولدات الطاقة)، مثل تكسير دهون الكبد والتحكم في مستوى توليد الطاقة الطبيعة والصحية في الميتوكوندريا. ويعاني مرضى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي من انخفاض نشاط مستقبلات هرمون الغدة الدرقية في الكبد.
دراسة سريرية لتقييم فعالية دواء ريسميتروم
التجربة:
أُجريت تجربة حديثة لتقييم فعالية وسلامة دواء ريسميتروم عن طريق الفم، لنشاط مستقبلات هرمون الغدة الدرقية في مرضى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي وتليف الكبد، فهو مصمَّم لاستهداف الأسباب الرئيسية الكامنة وراء هذا المرض.
وفي المرحلة الثالثة الجارية في هذه الدراسة العشوائية، تم إعطاء جرعة واحدة في اليوم من دواء ريسميتروم بجرعة 80 أو 100 مجم، أو جرعة يومية من الدواء الوهمي، لعدد 966 شخصًا بالغًا مصابًا بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي وتليف الكبد في المراحل F1B أو F2 أو F3.
نتائج الدراسة:
- نقطة النهاية الأولى بعد الأسبوع 52: لوحظ وجود تحسّن في التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH)، بدون تطور تليف الكبد. في هذه النقطة فُضِّلت جرعتَا دواء ريسميتروم على الدواء الوهمي بنحو 26% لجرعة 80 مجم، و30% لجرعة 100 مجم، مقارنة بتحسن مقداه نحو 10% من المرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي.
- نقطة النهاية الأخرى بعد الأسبوع 52: تحسَّن تليف الكبد بمرحلة واحدة على الأقل، دون تطور درجة نشاط مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)، وسُجل أيضا تفضيل جرعتَي ريسميتروم بنحو 24% لجرعة 80 مجم، و26% لجرعة 100 مجم، مقارنة بتحسن مقداره نحو 14% من المرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي.
الآثار الجانبية لدواء ريسميتروم أثناء التجربة:
معظم الآثار الجانبية كانت خفيفة إلى متوسطة الخطورة، وكانت أكثر الآثار الجانبية شيوعًا في الجهاز الهضمي، حيث:
- حدث الإسهال، والغثيان بشكل متكرر أكثر عند استخدام ريسميتروم مقارنةً بالعلاج الوهمي.
- بينما كان حدوث الأعراض الخطيرة مماثلًا في كل المجموعات.
ختامًا:
وضَّحت الدراسة أن تناول دواء ريسميتروم مرة واحدة يوميًا لمرضى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي وتليف الكبد، تفوَّق على العلاج الوهمي، مما يعني أنه قد يكون خيارًا واعدًا للمرضى عندما تتم الموافقة عليه، وقد يغيّر قواعد الممارسة في علاج هذا المرض، لأنه العلاج الأول الذي يحقق تأثيرات مهمة إحصائيًّا على كلٍ من نقاط النهاية الأولية للكبد، ومن المتوقع أيضًا أن يُنتج فائدة سريرية مع مرضى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي.