أظهرت دراسة جديدة أن دواء ريتاتروتيد، وهو دواء تجريبي لإنقاص الوزن، قد يساعد أيضًا على تقليل الدهون في الكبد للأشخاص الذين يعانون من السُّمنة المفْرطة. في هذا المقال سنتعرف على آلية عمل دواء ريتاتروتيد، ونتائجه في علاج مرض الكبد الدهني.
ما هو دواء ريتاتروتيد؟ وما آلية عمله؟
ريتاتروتيد Retatrutide هو دواء متطور لعلاج السُّمنة ومرض السكري من النوع الثاني، يُؤخذ عن طريق الحَقن مرة واحدة أسبوعيًا.
يستهدف ريتاتروتيد 3 هرمونات مختلفة تُنظِّم الجوع لعلاج السُّمنة، وهذا ما يجعله مميزًا عن الأدوية الأخرى التي تستهدف هرمون أو هرمونين فقط. إذ يستهدف ريتاتروتيد الهرمون العديد الببتيد المثبط المَعِدي (GIP)، وهو هرمون إنكريتين يتم إطلاقه من الأمعاء بعد تناول الطعام، يعمل على تحفيز خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس على إفراز الأنسولين. كما يستهدف هرمون GLP-1 (الببتيد الشبيه بالجلوكاجون -1)، الذي يحفّز أيضًا خلايا بيتا على إفراز الأنسولين، بالإضافة إلى استهداف هرمون الجلوكاجون، الذي يحفّز إنتاج الجلوكوز في الكبد، ويساعد في الحفاظ على تركيزات كافية من الجلوكوز في البلازما. ولهذا السبب يُطلق على دواء ريتاتروتيد اسم "Triple G"، لأنه محفز للمستقبِلات الثلاثة التي يبدأ اسمها بنفس الحرف.
هل ريتاتروتيد أكثر فاعلية من مونجارو؟
قامت شركة ليلي المصنِّعة للدواء باختبار 6 جرعات مختلفة من الدواء مقارنة بالعلاج الوهمي، وتمت تلك الدراسة على 338 شخصًا بالغًا يعانون من السُّمنة أو زيادة الوزن. كانت النتائج كالآتي:
- الأشخاص الذين تلقوا جرعة 12 مجم من ريتارتروتيد (أعلى جرعة) شَهدوا خسارة في الوزن تصل إلى 17.5٪ بعد 24 أسبوعًا، و 24.2% بعد 48 أسبوعًا.
- الأشخاص الذين تلقوا جرعة 1 مجم (أقل جرعة تم اختبارها) شَهدوا خسارة في الوزن بنسبة 7٪ في 24 أسبوعًا، ونحو 9٪ في 48 أسبوعًا.
هذه الأرقام تضع دواء ريتاتروتيد على الطريق الصحيح لتجاوز دواء مونجارو وأوزيمبك ليصبح أكثر فاعلية، فدواء مونجارو يمكن أن يساعد المرضى على فقدان ما يقرب من 16% من وزن الجسم.
كما أظهرت دراسة أخرى أن تناول دواء ريتاتروتيد بأعلى الجرعات يخفض نسبة السكّر في الدم بنسبة 2٪، وهذا يعني أنه بنفس فعالية مونجارو في علاج مرض السكري.
ريتاتروتيد علاج جديد محتَمل لمرض الكبد الدهني
قامت شركة ليلي باختبار دواء ريتاتروتيد retatrutide على مجموعة فرعية مكونة من 98 مريضًا يعانون من السُّمنة والاضطراب الأيضي المرتبط بأمراض الكبد (MASLD)، المعروف سابقًا بمرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD). تمكّن أكثر من 89% من المرضى الذين تلقوا أعلى جرعتَين من الدواء على مدار 48 أسبوعًا من التغلب على المرض عن طريق تحقيق نسبة دهون في الكبد أقل من 5%. بالتالي يمكن القضاء على الدهون في وقت مبكر جدًا من مسار هذا المرض قبل أن يصبح تهديدًا حقيقيًا للكبد.
على الرغم من تلك النتائج المشجعة للدواء التي يمكن أن تساعد في معالجة مرض لا يوجد له حاليًا أي علاجات معتمدة، فإن شركة ليلي ما تزال تختبر دواء ريتاتروتيد في التجارب السريرية، ومن المحتمل ألا تتقدم بطلب للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء إلا بعد عدة أشهر.
ما هو مرض الكبد الدهني غير الكحولي؟
يطلَق مصطلح مرض الكبد الدهني غير الكحولي على مجموعة من الحالات التي تنشأ بسبب تراكم الدهون في الكبد، وعادة ما يظهر هذا المرض عند الأشخاص الذين يعانون من السُّمنة أو زيادة الوزن.
هل مرض الكبد الدهني غير الكحولي خطير؟
عادةً لا تسبب المرحلة الأولى من المرض أي ضرر، لكن إذا تفاقم المرض يمكن أن يؤدي إلى تلف خطير في الكبد، بما في ذلك تليف الكبد.
هل يمكن الشفاء من مرض الكبد الدهني؟
لا توجد أدوية معتمدة شافية في علاج مرض الكبد الدهني، ولكن يتم التحكم في المرض عن طريق إجراء تغييرات مناسبة على نمط الحياة.
المصادر:
- Lilly's Most Potent Weight Loss Drug Yet Could Help Manage Fatty Liver Disease, Too
- Experimental Weight-Loss Drug, Retatrutide, Slashed Fat in Livers of Obese People