وجَدت دراسة جديدة علاقة بين تفاقم متلازمة التمثيل الغذائي وخطر الإصابة بالسرطان، ونُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة السرطان الطبية (Cancer)، وكشفت أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي المستمرة والمتفاقمة التي تشمل حالات ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع السكر في الدم، وزيادة الدهون في البطن، وارتفاع مستوى الكوليسترول، معرَّضون لخطر أعلى للإصابة بأنواع مختلفة من السرطان.
ما هي متلازمة التمثيل الغذائي؟
وفقًا للمعهد الوطني للقلب والرئة والدم، فإن متلازمة التمثيل الغذائي أو المتلازمة الاستقلابية هي مجموعة من العوامل التي يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية، والسكري، والسكتة الدماغية.
ما هي أعراض التمثيل الغذائي؟
يمكن تشخيص الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي بناءً على وجود ثلاثة أو أكثر من الأعراض الآتية:
- السُّمنة في منطقة البطن.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع السكر في الدم.
- ارتفاع الدهون الثلاثية.
- انخفاض مستوى البروتين الدهني المرتفع الكثافة (الكوليسترول المفيد).
دراسة حول العلاقة بين متلازمة التمثيل الغذائي والسرطان
شمَلت الدراسة 44115 شخصًا بالغًا في الصين بمتوسط عمر 49 عامًا، وقد حسَب الباحثون درجات متلازمة التمثيل الغذائي عند المشاركين بناءً على وجود الأعراض التي ذُكرت أعلاه. وتم تصنيف أربعة مسارات مختلفة لتطور متلازمة التمثيل الغذائي عند المشاركين بناءً على الاتجاهات التي تمت ملاحظتها في درجات المتلازمة خلال الفترة بين 2006 و2010، وكانت على النحو الآتي:
- المسار المنخفض والمستقر: أظهر 10.56% من المشاركين نمطًا منخفضًا ومستقرًا، وحافظوا على درجات منخفضة من متلازمة التمثيل الغذائي.
- المسار المتوسط المنخفض: أظهر 40.84% من المشاركين نمطًا منخفضًا إلى متوسط، وتراوحت درجات متلازمة التمثيل الغذائي لديهم بين منخفضة ومتوسطة وبقيت مستقرة.
- المسار المتوسط المرتفع: أظهر 41.46% من المشاركين نمطًا متوسطًا إلى مرتفع، وتراوحت درجات متلازمة التمثيل الغذائي لديهم بين متوسطة ومرتفعة بشكل مستمر.
- المسار المرتفع والمتزايد: أظهر 7.14% من المشاركين نمطًا مرتفعًا ومتزايدًا، وبدأت درجات متلازمة التمثيل الغذائي لديهم مرتفعة في بداية الدراسة واستمرت في الارتفاع بمرور الوقت.
تأثير متلازمة التمثيل الغذائي على خطر الإصابة بأمراض السرطان
خلال فترة المتابعة التي امتدت من عام 2010 إلى عام 2021، وبلغ متوسطها 9.4 أعوام، تم تشخيص 2271 حالة إصابة بالسرطان بين المشاركين. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين أظهروا نمطًا مرتفعًا ومتزايدًا من متلازمة التمثيل الغذائي كانوا أكثر عرضة للإصابة بأنواع مختلفة من السرطان مقارنةً مع الأشخاص الذين أظهروا نمطًا منخفضًا ومستقرًا. وكانت النتائج على النحو الآتي:
- خطر الإصابة بأي نوع من السرطان أعلى بنسبة 1.3 مرة.
- خطر الإصابة بسرطان الثدي أعلى بنسبة 2.1 مرة.
- خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم أعلى بنسبة 3.3 مرات.
- خطر الإصابة بسرطان الكلية أعلى بنسبة 4.5 مرات.
- خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم أعلى بنسبة 2.5 مرة.
- خطر الإصابة بسرطان الكبد أعلى بنسبة 1.6 مرة.
وعندما تم الجمع بين المجموعات التي أظهرت نمطًا منخفضًا ومستقرًا، ونمطًا منخفضًا إلى متوسط، ونمطًا متوسطًا إلى مرتفع، كانت مخاطر الإصابة بالسرطان بمختلف أنواعه أعلى في المجموعة التي أظهرت نمطًا مرتفعًا ومتزايدًا.
تأثير متلازمة التمثيل الغذائي والالتهابات المزمنة على خطر الإصابة بالسرطان
كشفت الدراسة أيضّا أن المشاركين الذين لديهم درجات مرتفعة باستمرار من متلازمة التمثيل الغذائي ويعانون من الالتهابات المزمنة في الوقت نفسه، كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، وسرطان بطانة الرحم، وسرطان القولون، وسرطان الكبد. بينما كان المشاركون الذين لديهم أيضًا درجات مرتفعة باستمرار ولكنهم لا يعانون من أي التهاب مزمن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكلية.
السيطرة على متلازمة التمثيل الغذائي .. استراتيجية جديدة للوقاية من أمراض السرطان
قال الدكتور هان-بينغ شي، المؤلف الرئيسي للدراسة من جامعة العاصمة الطبية في بكين: "تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن الإدارة الاستباقية والمستمرة لمتلازمة التمثيل الغذائي قد تكون استراتيجية أساسية في الوقاية من السرطان".
وأضاف: "يمكن لدراستنا أن توجه الأبحاث المستقبلية حول الآليات البيولوجية التي تربط متلازمة التمثيل الغذائي بالسرطان، ما قد يؤدي إلى علاجات مستهدفة أو استراتيجيات وقائية. وستكون هناك حاجة إلى تقييم رسمي لهذه التدخلات لتحديد ما إذا كانت قادرة على تعديل خطر الإصابة بالسرطان".
كيف يمكن الوقاية من متلازمة التمثيل الغذائي؟
يمكن الوقاية من متلازمة التمثيل الغذائي من خلال تخفيف الوزن، وخاصة تخفيف دهون البطن. ترتبط الدهون الحَشَوية بالسُّمنة في منطقة البطن، إذ تفرز هذه الدهون هرمونات ومواد كيميائية معيّنة تساهم في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري، وهي الدهون التي تتراكم في عمق البطن وتحيط بأعضاء الجسم الداخلية، بما في ذلك المعدة والكبد والأمعاء.
كما يمكن الوقاية من متلازمة التمثيل الغذائي والالتهاب من خلال اتباع أسلوب حياة صحي يتضمن غذاءً صحيًا وممارسة التمارين الرياضية. لا يوجد نظام غذائي محدد لعلاج هذه المتلازمة، ولكن يُنصح عمومًا بتناول الأطعمة الكاملة والمغذية، وتجنُّب الأطعمة المصنَّعة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والملح والدهون المشبعة. وتشمل الأنظمة الغذائية المضادة للالتهاب: حمية البحر المتوسط، وحمية داش، والحمية النباتية. ومن التمارين الرياضية المفيدة لتقليل خطر الإصابة بالسرطان، المشي 10000 خطوة يوميًا.