تمت الإشارة كثيراً فيما سبق إلى أن التدخين السلبي Secondhand smoking، والذي يعني التواجد بالقرب من أشخاص يدخنون من حولك، له تأثيرات سلبية على الصحة تماماً وكأنك تدخن، لكن الأمر الذي تبحث فيه هذه الدراسة هو مدى تأثير التواجد في مكان أو بيت أو غرفة كان قد قام شخص ما بالتدخين فيها.
الآن، يقوم الباحثون بدراسة التدخين السلبي ذي البُعد الثالث Thirdhand smoking، وهو وجود منتجات ثانوية ضارة من التبغ تبقى على الأسطح، مثل الأثاث والديكور والجدران والأرضيات.
هل تبقى آثار التدخين السلبي من تبغ ومواد سامة عالقة في المكان؟
في دراسة جديدة نُشرت في مجلة علوم التعرض وعلم الأوبئة البيئية، يقول آشلي ميريانوس، باحث التبغ في جامعة سينسيناتي الذي قاد الدراسة، إن الباحثين اختبروا الأسطح في بيوت العائلات التي تحتوي على مدخنين من بين أفرادها وحيث يقيم الأطفال، ووجدوا نتائج مثيرة للقلق.
وجد الباحثون آثار النيكوتين على الأسطح في جميع منازل الأطفال، واكتشفوا وجود مادة مسرطنة خاصة بالتبغ (تسمى NNK) فيما يقرب من نصف المنازل. وذكرت الدراسة أن مستويات NNK على الأسطح وفي غبار المكنسة كانت متشابهة، مما يشير إلى أن الأسطح والغبار يمكن أن تكون خزانات ومصادر تعرُّض الأطفال للتدخين السلبي. ويُعَد هذا الأمر مثيرًا للقلق، لأن مادة NNK تُعَد من أكثر المواد المسرطنة والمسببة لأنواع السرطان الناتجة عن استهلاك التبغ.
ما مدى خطورة التدخين السلبي ذي البعد الثالث على صحة الأطفال؟
من خلال هذه الدراسة تبين أن الأسطح في بيوت الأطفال الذين يعيشون ضمن عائلات ذات دخل منخفض كانت تحتوي على نسبة أعلى من مادة NNK بالإضافة إلى النيكوتين، كما تبيَّن أن الأطفال الذين يعيشون في بيوت المدخنين ترتفع فيها نسبة وجود مادة NNK والنيكوتين على أسطح هذه البيوت.
هذا يعني أن مجرد تواجد الطفل في مكان قام شخص ما بالتدخين فيه، يكون هذا الطفل تحت خطر التعرض للإصابة بتأثيرات هذه المواد، والتي من أخطرها السرطان.
كيف تحمي أطفالك من التدخين السلبي؟
تُعَد أهم خطوة لحماية أطفالك هو إقلاعك عن التدخين بشكل قاطع، وذلك للحفاظ على سلامة عائلتك، ولضمان خلو البيئة المحيطة بأطفالك من أي مواد سامة قد تؤثر على صحتهم. كما يتوجب عليك أن تحرص على منع التدخين داخل منزلك، حتى وإن تسبَّب هذا الأمر في بعض الإحراج، لكن تذكّر أن صحة أطفالك أهم من أي شيء.
وفي حال لم تتمكن من القيام بما سبق، فاحرص دائماً على تجديد الهواء، سواء في المنزل أو في السيارة، مع الحرص على تنظيف الأسطح والستائر والأرضيات باستمرار، للتخلص من وجود أي مواد سامة عالقة في المكان.