أشارت دراسة حديثة إلى وجود علاقة بين دواء سيماجلوتايد والإقلاع عن التدخين ، إذ وجد فريق من الباحثين أدلة تشير إلى أن سيماجلوتيد، وهي المادة الفعالة في دواء أوزيمبك المضاد للسكري، تقلل من تعاطي التبغ، وقد تساعد على الإقلاع عن التدخين.
يعد الإقلاع عن التدخين تحديًا كبيرًا للجميع، وخاصة لمرضى السكري، إذ يزيد التدخين من خطر الإصابة بمضاعفات وأمراض خطيرة لهذا المرض، مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الرئة، فضلاً عن الوفيات المبكرة. ولكن هل يمكن لدواء سيماجلوتيد أن يكون الحل؟ هذا ما سنتعرف إليه في هذا المقال، الذي سنستعرض فيه هذه الدراسة ونتائجها وتأثيرات سيماجلوتيد على الرغبة في التدخين بين مرضى السكري.
ما هو دواء سيماجلوتايد؟
سيماجلوتايد هي المادة الفعالة لحقن أوزيمبك التي تستخدم لخفض مستويات السكر في الدم، وكذلك لإنقاص الوزن وعلاج السمنة لدى بعض المرضى، بالإضافة إلى تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ينتمي دواء سيماجلوتيد إلى عائلة البيبتيد الشبيه بالجلوكاجون (GLP-1) الذي يفرزه الجهاز الهضمي بعد الأكل، ويحفز الجسم لإنتاج إنسولين أكثر لتقليل مستوى الجلوكوز في الدم، كما يعمل على تأخير إفراغ المعدة، وتقليل الشهية، فيساعد على تقليل كمية الطعام التي يتناولها المريض.
دراسة توضح العلاقة بين دواء سيماجلوتايد والإقلاع عن التدخين
الدراسة: قام الباحثون بتحليل السجلات الصحية الإلكترونية لعدد من مرضى السكري النوع الثاني ممن يتناولون دواء سيماجلوتايد، لعلاج مرض السكري النوع الثاني، أو للحالات المرتبطة بزيادة الوزن والسمنة؛ وذلك لقياس تأثير سيماجلوتايد على إدمان التبغ. نظر الباحثون فيما إذا كان هؤلاء الأشخاص قد تم تشخيص إصابتهم باضطراب تعاطي التبغ أثناء الزيارات الطبية، أو وصفت لهم أدوية للإقلاع عن التدخين.
النتائج: من بين المرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني واضطراب تعاطي التبغ، كانت النتائج على النحو الآتي:
- رُصد انخفاض في خطر تعاطي التبغ عند استخدام سيماجلوتيد مقارنةً بأدوية السكري الأخرى، ورغم أن الارتباط كان ضعيفًا، فإنه كان ذا دلالة إحصائية مهمة.
- المرضى الذين تناولوا سيماجلوتيد كانوا أقل عرضة بنسبة تصل إلى 32٪ للقيام بزيارات طبية تتعلق باضطراب تعاطي التبغ، مقارنةً بالأشخاص الذين تناولوا أدوية أخرى لعلاج مرض السكري، مثل الإنسولين.
- كانت النتائج متسقة بين المرضى الذين يعانون من السمنة والذين لا يعانون منها.
- انخفاض الرغبة بالتدخين عند تناول دواء سيماجلوتايد، مما يدعم وجود علاقة بين دواء سيماجلوتايد والإقلاع عن التدخين ، وإمكانية استخدامه لهذا الغرض.
- تقليل معدلات تعاطي القنب، ومعدلات الانتكاس، والتي تم ربطها بتدخين السجائر، لأن جزءًا كبيرًا من مستخدمي القنب مدخنون.
قيود الدراسة
يعتقد الباحثون أنه على الرغم من هذه النتائج الواعدة، توجد بعض القيود للدراسة التي تمنع تكوين استنتاجات قوية حول العلاقة بين دواء سيماجلوتايد والإقلاع عن التدخين ، وتشمل قيود الدراسة ما يلي:
- كانت فترة المتابعة أقصر مقارنةً بدراسات أخرى.
- حجم العينة محدود مقارنة مع الأدوية الأخرى المضادة للسمنة.
- فقدان بيانات تتعلق بالالتزام بالأدوية، وسلوك المدخن، مثل عدد السجائر المدخنة يوميًا، وشدة الرغبة بالتدخين والانسحاب.
كيف يعمل دواء سيماجلوتايد للإقلاع عن التدخين؟
تشير الدراسات إلى أن سيماجلوتيد يعدل أنظمة المكافأة والتنفير في الدماغ، كما لوحظ أنه يخفف الزيادات الناتجة عن النيكوتين لإطلاق الدوبامين في تجارب علمية على القوارض.
ما هي أفضل طريقة للإقلاع عن التدخين؟
الإقلاع عن التدخين من أفضل الأشياء التي يمكن لأي مدخن القيام بها لتحسين صحته وإضافة سنوات إلى حياته، لكن تجب معرفة أن النيكوتين مادة كيميائية تسبب الإدمان بشدة، وسيحتاج الجسم إلى التعود على الاستغناء عنها مرة أخرى. فيما يلي بعض الخطوات التي تساعد على الإقلاع عن التدخين:
- تحديد يوم الإقلاع عن التدخين، والتعهد بعدم التدخين مرة أخرى.
- اختيار الطريقة المناسبة للإقلاع عن التدخين.
- التحدث مع الطبيب المختص لمعرفة ما إذا كنت ستحتاج إلى أدوية أو مساعدة أخرى للإقلاع عن التدخين بنجاح.
- وضع خطة ليوم الإقلاع عن التدخين وبعده.
- يجب الإقلاع عن التبغ إلى الأبد في يوم الإقلاع عن التدخين.
كم مدة تعافي الجسم من التدخين؟
قد يختلف الوقت المحدد لبقاء النيكوتين في الجسم من شخص لآخر، ولكن عادةً ما يغادر نصف النيكوتين الجسم بعد ساعتين من تناوله. من المتوقع أن يعاني الشخص من أعراض انسحاب كبيرة من بضعة أيام إلى أسبوعين أو أكثر بعد الإقلاع عن التدخين.
يبلغ عمر النصف للنيكوتين حوالي ساعتين، هذا يعني أن الجسم يُزيل حوالي نصف كمية النيكوتين بعد ساعتين من تناوله، وبالتالي تزول التأثيرات المباشرة للنيكوتين بسرعة. هذا ما يُفسر شعور المدخن أنه بحاجة إلى جرعة أخرى أو رغبة في التدخين مجددًا بعد وقت قصير.
قد يستغرق دم الشخص أكثر من أسبوعين للوصول إلى نفس مستويات الكوتينين (المستقلب الرئيسي للنيكوتين بعد تدخين التبغ) مثل الشخص الذي لا يستخدم التبغ. يستغرق الأمر عدة أسابيع أخرى حتى تصبح مستوياته في البول منخفضة للغاية، وفقًا للجمعية الأمريكية للكيمياء السريرية.
تختلف مدة تعافي الجسم من التدخين والتخلص من النيكوتين بين الأشخاص، إذ يبقى النيكوتين في الجسم لفترة أطول عند البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا. كما تتخلص النساء من النيكوتين بسرعة أكبر من الرجال، خاصة إذا كنّ يتناولنَ حبوب منع الحمل، لكنهنّ يجِدنَ صعوبة أكبر في الإقلاع عن التدخين مقارنةً بالرجال. من الضروري معرفة أنه كلما زاد طول فترة التدخين، وكلما زاد عدد مرات التدخين، كلما استغرق النيكوتين وقتًا أطول لمغادرة الجسم.
هل توجد علاجات أخرى للإقلاع عن التدخين؟
تتوفر بالفعل علاجات مثبتة لمساعدة الأشخاص على الإقلاع عن التدخين، بما في ذلك الاستشارة والأدوية مثل:
- لصقات وعلكة النيكوتين.
- أجهزة الاستنشاق عن طريق الفم، بخاخ الأنف.
- الأدوية الموصوفة طبيًا مثل دواء فارينكلين ودواء بوبروبيون.
في النهاية، يتجاوز معدل الوفيات السنوي العالمي المرتبط بتعاطي التبغ 7 ملايين شخص، وعلى الرغم من تطوير أدوية مختلفة للمساعدة في الإقلاع عن التدخين، فإن فعالية هذه الأدوية كانت غير متناسقة، وكذلك مع حدوث ارتفاع بمعدلات الانتكاس. وبالرغم من أن هذه الدراسة لا تبرر العلاقة بين دواء سيماجلوتايد والإقلاع عن التدخين واستخدامه لذلك، فإنها تفتح الأبواب أمام أبحاث مستقبلية قد تثبت فعالية هذا الدواء في هذا المجال. بالتالي هناك حاجة إلى فحص دقيق في تجارب سريرية عشوائية لتحقيق نتائج أكثر دقة وموثوقية.
