في ظل الحرب الإسرائيلية والحصار المستمر على غزة لأكثر من ست عشرة سنة، يشهَد سكان القطاع زيادة في حالات أمراض القلب، تأتي هذه الزيادة نتيجة الضغوط النفسية والتوتر الناجمَين عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة التي يواجهونها بسبب الحصار والاحتلال. يرتبط الضغط النفسي بارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين، مما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب. إلى جانب ذلك، تزيد التحديات الصحية الأخرى مثل تلوث المياه والغذاء من هذه المشكلة.
أمراض القلب هي السبب الرئيسي للوفيات في القطاع
يواجِه سكان قطاع غزة تحديات صحية خطيرة، وأحد هذه التحديات هو زيادة حالات أمراض القلب. أظهرت تقارير طبية أن أمراض القلب هي السبب الرئيسي للوفيات في القطاع، ويُرجع بعض الأطباء المختصين ذلك إلى حالة الضغط النفسي والتوتر الناتجَين عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة التي يعيشها السكان بسبب الاحتلال والحصار.
يشير الدكتور نصر التتر، استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية ومدير مجمّع الشفاء الطبي في غزة، إلى أن مثل هذه الضغوط النفسية يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وانتشار مرض السكري بين السكان، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
الضغط النفسي والتوتر وتأثيرهما على صحة القلب
يمكن أن يكون للضغط النفسي والتوتر تأثير كبير على صحة القلب. عندما يواجِه الشخص ضغوطًا نفسية مستمرة أو يعاني من التوتر بشكل مستمر، فإن ذلك يمكن أن يزيد من احتمالية تطوير مشكلات في القلب وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. إليك بعض الآثار الرئيسية للضغط النفسي والتوتر على صحة القلب:
- زيادة ضغط الدم: يمكن أن يؤدي التوتر والقلق إلى ارتفاع ضغط الدم، وهو عامل خطورة مهم لأمراض القلب والأوعية الدموية.
- زيادة مستويات هرمونات التوتر: يمكن أن يزيد التوتر من إفراز هرمونات التوتر، مثل الكورتيزول والأدرينالين، والتي يمكن أن تؤدي إلى تضرر الأوعية الدموية والتسبب في تصلب الشرايين.
- التأثير على النفسية والسلوك: قد يؤدي الضغط النفسي والتوتر إلى تغيرات في السلوكيات الغذائية، ونمط الحياة السيء مثل التدخين، والاعتماد على الكحول ونقص النشاط البدني، وقد تزيد هذه العوامل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
- تأثيرات على الجهاز العصبي المركزي: يمكن أن يؤثر التوتر والضغط النفسي على الجهاز العصبي المركزي، مما قد يزيد من احتمال حدوث اضطرابات قلبية، مثل الذبحة الصدرية والأزمة القلبية والتسارع البطيني وعدم انتظام دقات القلب.
- التأثير على الالتهابات: يمكن أن يزيد التوتر من مستويات الالتهاب في الجسم، وهو عامل آخر يمكن أن يزيد من خطر أمراض القلب.
التحديات الصحية الأخرى التي تعاني منها غزة في الوقت الراهن
إلى جانب الضغط النفسي، تعاني غزة من تحديات صحية إضافية تزيد من نسبة الإصابة بأمراض القلب، مثل تلوث المياه، والتلوث في بعض أنواع الطعام من الخضراوات والفواكه. هذه الظروف البيئية تجعل السكان أكثر عرضة للإصابة بمشكلات صحية خطيرة.
المصدر:
Living in a war zone increases heart disease and stroke risk years after conflict ends, study finds