صحــــتك

اكتشاف لدائن بلاستيكية دقيقة في أنسجة القلب البشري

توجد جزيئات دقيقة من البلاستيك تُسمّى (اللدائن الدقيقة) في كل مكان، وقد تم العثور عليها في الماء والغذاء والهواء الذي نتنفسه، وذلك وفقاً لمراجعة علمية أُجريت عام 2021، وبعد عام واحد فقط وجدت دراسة أخرى وجود جسيمات بلاستيكية دقيقة في مجرى الدم البشري.

مخطط توضيحي للقلب البشري
اكتشاف لدائن بلاستيكية في أنسجة القلب البشري

والآن ولأول مرة؛ تم اكتشاف جسيمات بلاستيكية دقيقة في أنسجة القلب البشري لدى الأفراد الذين خضعوا لجراحة القلب.

واستنادًا إلى عينات أنسجة القلب التي تم جمعها من 15 شخصًا خضعوا لعمليات القلب، اكتشف العلماء عشرات إلى آلاف القطع البلاستيكية الفردية في معظم عينات الأنسجة التي تم تحليلها، على الرغم من اختلاف الكميات والمواد بين المشاركين.

وكتب مؤلف الدراسة شيوبين يانغ، دكتوراة في الطب في قسم جراحة القلب والأوعية الدموية في مستشفى بكين في الصين: "إن اكتشاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في الجسم الحي أمر مثير للقلق، ومن الضروري إجراء المزيد من الدراسات للتحقيق في كيفية دخول الجسيمات الدقيقة إلى أنسجة القلب البشري، والتأثيرات المحتملة للجسيمات البلاستيكية الدقيقة على التشخيص على المدى الطويل بعد جراحة القلب".

وكما نُشر في مجلة العلوم البيئية والتكنولوجيا التابعة للجمعية الكيميائية الأمريكية، حدد الدكتور يانغ وفريقه، باستخدام التصوير المباشر بالأشعة تحت الحمراء، ما بين 20 إلى 500 ميكرومتر من الجسيمات المصنوعة من ثمانية أنواع من البلاستيك.

ووجد العلماء أيضًا جزيئات بلاستيكية في عينات الدم التي تم جمعها من المشاركين، وأضافوا أنه "من المرجح جدًا أن تتوزع المواد البلاستيكية الدقيقة في أعضاء مختلفة في جميع أنحاء الجسم".

الجزيئات البلاستيكية قد تدخل في عمليات القلب والجراحة عمومًا

شدد مؤلفو الدراسة على أن الإجراءات الطبية الغازية قد تكون طريقًا مهملاً للتعرض للمواد البلاستيكية الدقيقة، ووفقاً للتحليل فإن جزءًا صغيرًا من القطع البلاستيكية (0.34%) التي تم تحديدها كان لها قطر كبير جدًا بحيث لا يمكن أن تدخل الجسم عن طريق الاستنشاق أو البلع، ويشير هذا إلى أن عمليات القلب نفسها قد "تسمح بالوصول المباشر للجسيمات البلاستيكية الدقيقة إلى مجرى الدم والأنسجة".

واستشهد الباحثون بتحقيقات علمية سابقة أظهرت أنه تم اكتشاف جسيمات بلاستيكية دقيقة في الهواء في غرف العمليات، ويمكن أن تدخل مباشرة إلى المريض الذي تتعرض أعضاؤه للهواء أثناء الجراحة، ومنهم القلب البشري.

وأشاروا إلى أن الجزيئات الكبيرة قد تأتي أيضًا من المعدات والمواد المستخدمة في عملية القلب، بما في ذلك الغشاء الواقي للشق الجراحي، وأكياس العلاج الوريدي، والأنابيب، والمحاقن.

يقول كريستوفر ريدي، الحائز على درجة الدكتوراه، والخبير في التلوث البلاستيكي وعالم كبير في قسم البيئة: "لقد فوجئت للغاية بأن اثنين من أكبر المسببات للتلوث البلاستيكي في البيئة البولي إيثيلين والبولي بروبيلين كانا صغيرَين جدًا نسبيًا في هذه الدراسة".

أظهرت الدراسات السابقة أنه تم العثور على جسيمات بلاستيكية دقيقة في عدد من عينات الأنسجة البشرية، في الدم والرئتين وحليب الثدي والبراز، والتي يُعتقد أنها تأتي من الطعام أو إمدادات المياه أو عن طريق الاستنشاق.

هل وجود المواد البلاستيكية الدقيقة في القلب والجسم خطير؟

 

بغض النظر عن كيفية دخول المواد البلاستيكية الدقيقة إلى أعضاء الجسم ومنها القلب، فقد سلَّطت بعض الأدلة العلمية الضوء على المخاطر الصحية المحتملة، وتوصَّل تحليل نُشر في مجلة المواد الخطرة بعد النظر في 17 تقريرًا سابقًا يتعلق بتأثير المواد البلاستيكية الدقيقة على الخلايا البشرية، إلى أن تناول المواد البلاستيكية الدقيقة قد يساهم في موت الخلايا، والاستجابة التحسسية، وإتلاف جدران الخلايا.

وفي دراسة على الفئران نُشرت عام 2021 في مجلة الدورة الدموية التابعة لجمعية القلب الأمريكية، خلص أوتول ومعاونوه إلى أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تكون عامل خطر غير معروف لتصلب الشرايين (تضييق الشرايين وتصلبها) وأمراض القلب والأوعية الدموية.

ويقول أوتول: "قد يؤدي التعرض المزمن أيضًا إلى مشكلات صحية مرتبطة بالالتهاب، مثل مرض السكري أو أمراض الكبد".

وقد يعتمد الخطر على صحة الإنسان على مدة بقاء هذه الجزيئات البلاستيكية في القلب البشري إذا تم إدخالها من فترة قصيرة خلال عمليات القلب، فمن المحتمل ألا تكون المواد البلاستيكية الدقيقة مصدر قلق فوري، ولكنها قد تسبب مشكلات طويلة الأمد إذا لم يتم إزالتها.

في حين أن الآثار الصحية لا تزال غير معروفة، وقد يكون الحد من التعرض للبلاستيك في مجتمعنا الحديث أمرًا صعبًا، فإن تجنب العبوات والمنتجات البلاستيكية عندما يكون ذلك ممكنًا قد يقلل من بعض المخاطر.

ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث، فهذه الدراسة كانت صغيرة جدًا، وشملت 15 فردًا فقط من الصين، وأن ثلاثة أرباع جزيئات البولي إثيلين التي تم تحديدها جاءت من شخص واحد فقط.

ولا يزال السؤال الكبير هو: ما هي الآثار السلبية الناجمة عن التعرض للبلاستيك؟

 

المصدر:

A review of data for quantifying human exposures to micro and nanoplastics and potential health risks

Discovery and quantification of plastic particle pollution in human blood

Detection of Various Microplastics in Patients Undergoing Cardiac Surgery

آخر تعديل بتاريخ
27 سبتمبر 2023
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.