العلاج الكيميائي للسرطان من العلاجات التي بدأت في الأربعينات من القرن الماضي، وفي الوقت الحاضر بدأت ثورة العلاجات الكيميائية الموجَّهة التي حققت نجاحاً باهراً في علاج السرطانات، وقد أظهر العلاج الكيميائي نتائج فعالة في علاج العديد من أنواع السرطان، وتعتمد نسبة نجاحه على نوع السرطان ودرجة انتشاره، ويعمل العلاج الكيميائي من خلال تبطيء عمل الخلايا السرطانية أو تدميرها، وتعتمد آلية عمله على تثبيط انقسام الخلايا مما يحد من نموها وانتشارها.
وفي الأيام الأخيرة انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يدّعي فيه الطبيب بيتر غليدن، وهو طبيب أمريكي مختص بالعلاج الطبيعي، أن العلاجات الكيميائية غير فعالة بنسبة 97%، وقد لاقى ملايين المشاهدات. وقال غليدن إن أطباء الأورام يغتنون من وراء اللجوء إلى العلاج الكيميائي، لكن هذا الادعاء ليس له أي أساس علمي.
ما مدى فعالية العلاج الكيميائي ؟
لم يعد علاج السرطان يعتمد على العلاج الكيميائي فقط، إذ يتم الآن استخدام أدوية أحدث مثل العلاج الموجَّه والعلاج المناعي بالتزامن مع العلاجات الكيميائية، وتعتبر العلاجات الكيميائية جزءاً أساسياً من علاج أمراض السرطان، وتعمل الأدوية الأخرى بشكل أفضل عند استخدامها بالتزامن مع العلاجات الكيميائية، ولا يزال العلاج الكيميائي هو العلاج الأساسي لكثير من أمراض السرطان رغم اكتشاف العديد من الأدوية الأخرى.
العلاجات الكيميائية هي العلاجات الأساسية لحوالي 80-90% من أمراض السرطان، وفي حالات قليلة يكون السرطان مقاوماً لهذا العلاج، أو تكون الأدوية غير فعالة، وتختلف الاستجابة للعلاج الكيميائي باختلاف نوع السرطان، وعلى الرغم من بعض الآثار الجانبية المحتملة فإن العلاجات الكيميائية تظل علاجاً فعالاً وموثوقاً للسرطان منذ عقود من الزمن.
ويمكن للعلاج الكيميائي أن يخلص الجسم من بعض أمراض السرطان تماماً، مثل سرطانات الدم، أو يمكن أن يساعدك في الحصول على نوعية حياة أفضل عن طريق تقليل الأعراض، ويمكن للعلاج الكيميائي أيضاً أن يجعل العلاجات الأخرى مثل الجراحة أو العلاج الإشعاعي أكثر فعالية، وهذا يبطل الادعاء حول عدم فعالية العلاجات الكيميائية.
هل تسبب العلاجات الكيميائية آثارًا جانبية كبيرة؟
تعتمد الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي على نوع الدواء المعطى، وبشكل عام؛ غالباً ما يكون لدى المرضى مفهوم أن العلاجات الكيميائية ستؤدي إلى تساقط الشعر والغثيان والقيء. ومع ذلك؛ فإن هناك مجموعات من الأدوية لا تسبب تساقط الشعر مثل العلاج الكيميائي المستخدم لعلاج لقولون، ولكن من ناحية أخرى فإن العلاج المستخدم لعلاج سرطان الثدي سوف يسبب تساقط الشعر.
لذلك؛ فإن المرضى الذين يعانون من أنواع مختلفة من السرطان قد يعانون من آثار جانبية مختلفة من العلاج، وهناك عدة عوامل تحدد الآثار الجانبية مثل نوع الدواء والأدوية المساعدة المستخدمة كمضادات القيء ومضادات الهستامين، وحساب الطبيب لجرعات النظام الدوائي، وقد أصبح القيء والغثيان أقل شيوعاً مما كان عليه بالماضي.
هل يمكن أن يقدم العلاج الكيميائي الشفاء التام من السرطان؟
نعم، إذ إن بعض أشكال السرطان حساسة للعلاج الكيميائي، ويمكن أن تختفي تماماً بعد العلاج، وهناك العديد من الناجين من مرض السرطان أصبحوا خاليين تماماً من الخلايا السرطانية بفضل العلاجات الكيميائية، فمثلًا تشفى تمامًا بعض سرطانات الدم بنسبة 80 بالمئة من الحالات باستخدام العلاج الكيماوي، وهناك عدد قليل من المرضى الذين توفوا بسبب الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي نتيجة لانخفاض شديد في خلايا الدم البيضاء في الجسم، مما أدى إلي إصابتهم بالعدوى. ودون ذلك، هناك العديد من قصص النجاة من السرطان، ونسب مبشرة للشفاء، أو على الأقل السيطرة على نمو الأورام وتقليل الأعراض، وهذا يبطل الادعاء الذي قدمه غليدن والذي حصد ملايين المشاهدات حول عدم فعالية العلاجات الكيميائية في علاج السرطان.