قد تظهر على الشَّعر في الحمل تغييرات عدة تبدو واضحة بحيث يقال إنه يبدو أكثر لمعاناً وكثافة ويزداد نموه، بينما على النقيض بعد الولادة يبدأ الشعر بالتساقط بسبب التغير في مستويات الهرمونات، ويعود الشعر إلى طبيعته بعد مرور بعض الوقت، وقد تظهر بعض التغيرات أيضاً على الأظافر، وتقول بعض النساء إن شعرهن وأظافرهن تنمو بشكل أسرع وتبدو أقوى. في هذه المقالة نوضح تغيرات الشعر في الحمل التي يمكن أن تحدث خلال الحمل أو بعده، كما سنقدم النصائح والحلول المحتملة لتساقط الشعر بعد الولادة.
التغيرات التي تطرأ على الشعر في الحمل
قد تلاحظ بعض النساء حدوث تغيرات في نسيج الشعر ومعدل نمو أثناء فترة الحمل، ووفقاً للكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد فإن التغيرات الهرمونية أثناء الحمل قد تسبب زيادة معدل نمو الشعر في الرأس والجسم، وقد تلاحظ أيضاً بعض النساء نمو الشعر في مناطق لا يوجد بها شعر عادة، بما في ذلك الوجه والبطن والصدر والذراعين، وقد يبدو شعر الرأس أكثر سمكاً كذلك.
وقد تلاحظ الحامل أن الشعر بدأ يبدو أكثر كثافة بعد حوالي 15 أسبوعاً من الحمل حين يصبح الشعر أكثر سمكاً، ويؤدي زيادة هرمون الإستروجين خلال الحمل إلى بقاء الشعر في مرحلة نمو الشعر لفترة أطول، ويجب أن يعود الشعر إلى حالته الطبيعية بعد الولادة خلال 6 أشهر، وفي حالات أخرى قد يصبح الشعر أرقّ ويتساقط، ويحدث ذلك بسبب انخفاض مستويات الإستروجين بعد الولادة. وقد يحدث انخفاض هرمون الإستروجين نتيجة لما يلي:
- التوقف عن تناول حبوب منع الحمل عن طريق الفم.
- عدم التوازن الهرموني.
- فقدان الحمل أو ولادة جنين ميت.
تغيرات الشعر بعد الولادة
قد يبدأ تساقط الشعر بعد الولادة بثلاثة أشهر، ويسمى هذا التساقط باسم التساقط الكربي، ويحدث بعد وقت قصير من الولادة بسبب تغير مستويات هرمونات البروجيسترون والإستروجين في الجسم، فبعد الولادة تنخفض مستويات هذه الهرمونات في الجسم بسرعة لتعود إلى مستوياتها الطبيعية قبل الحمل، وهذا الانخفاض يؤدي إلى عودة الشعر إلى دورة نموه السابقة. وعلى الرغم من أن الأمر قد يختلف من شخص لآخر فإنه من المفترض أن ينمو الشعر مرة أخرى بالكامل خلال 3 إلى 6 أشهر.
هل تساقط الشعر طبيعي بعد الولادة؟
تغير الشعر في الحمل يعتبر طبيعيًا بسبب ارتفاع مستويات الهرمونات، لكن هل تساقط الشعر بعد الولادة طبيعي؟ وفقاً للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية (AAD) فإن تساقط الشعر بعد الولادة يعتبر طبيعيًا ومؤقتًا، ويجب العلم أن هذا التساقط ليس حقيقياً، وأنه يتوقف عادة خلال 6 أشهر بعد الولادة، ويمكن أن يعود الشعر لكثافته المعتادة خلال عام واحد، ويمكن أن يحدث هذا بشكل أبكر.
ولكن في حال استمر تساقط الشعر بعد الولادة لمدة أطول من عام وكان التساقط شديداً وغير طبيعي وأثّر على كثافة الشعر، فيجب عليك استشارة طبيب الجلدية، فقد يكون هذا التساقط المفرط بسبب حالة صحية أخرى، مثل قصور الغدة الدرقية أو التهاب الغدة الدرقية، فيجب الحصول وقتها على التشخيص الصحيح لمحاولة معالجة السبب.
نصائح وعلاجات لتغيرات الشعر في الحمل
يعتبر تساقط الشعر بعد الحمل حالة مؤقتة ولا تحتاج غالباً إلى علاج، ومع ذلك يمكن اتباع بعض الخطوات العلاجية لتسريع مرور هذه الحالة. تقترح الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية بعض الحلول والنصائح التي تشمل ما يلي:
- استخدام الشامبو والبلسم المخصصَين لتكثيف الشعر.
- تجنب الشامبو الذي يحمل علامة شامبو مرطّب.
- ضعي البلسم على أطراف الشعر وتجنبي وضعه على فروة الرأس.
- تجربة تسريحة شعر جديدة تغطي أماكن التساقط ومناطق الشعر الخفيفة في فروة الرأس.
اتباع نظام غذائي صحي
التغذية جزء مهم للتعافي بعد الولادة، وذلك لضمان حصول الجسم على العناصر الغذائية التي يحتاجها ليعزز الشفاء، ويجب أن يتضمن النظام الغذائي مجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات والبروتينات. نوصي بالأطعمة الآتية لتعزيز نمو الشعر والحصول على شعر صحي:
- المكسرات مثل الجوز البرازيلي واللوز والكاجو وجوز المكاديما.
- الأسماك بما في ذلك سمك السلمون والماكريل.
- البقوليات مثل الفاصولياء والعدس.
- الخضار الورقية الداكنة مثل السبانخ والقرنبيط والسلق.
تناول المكملات الغذائية
لم يثبت حتى الآن أن هناك فيتامينات محددة يمكن أن تعكس تساقط الشعر الذي يحدث بعد الولادة، لكن دائماً ينصح الأخصائيون بتناول الفيتامين دال خلال الحمل وبعد الولادة، ويمكن أيضاً تناول الفيتامينات الكاملة لتغطية احتياجات الجسم من أي نقص ودعم صحة الشعر والبشرة والأظافر.
التغلب على التوتر النفسي
للتوتر تأثيرات سلبية كثيرة على الصحة، وفقاً للمعاهد الوطنية للصحة، كما أن الإجهاد المزمن يمكن أن يسبب تساقط الشعر، لذا يجب العمل على تقليل مستويات التوتر للحفاظ على صحة الشعر، ويمكن تقليل التوتر عن طريق:
- ممارسة التنفس العميق.
- ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء بما في ذلك اليوغا والتأمل.
- الحصول على استشارة طبية في حال الحاجة إليها.
هل الرضاعة تسبب تساقط الشعر؟
وجدت الجمعية الأسترالية للرضاعة الطبيعية أنه لايوجد علاقة بين الرضاعة الطبيعية وتساقط الشعر بعد الولادة، ووفقاً لمراجعة أجريت عام 2016 بعد 4 أشهر من الولادة كان للرضاعة تأثير على مراحل نمو الشعر، لكن العدد الإجمالي للأشخاص المشاركين في البحث كان صغيراً جداً بحيث لا يمكن تقديم نصيحة علمية محددة بشأن تأثير الرضاعة على صحة الشعر.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
هل تساقط الشعر من أعراض الحمل المبكرة؟
تساقط الشعر لا يعني بالضرورة وجود حمل، ولكن تساقط الشعر عادة يحدث بعد الولادة بسبب انخفاض مستويات الهرمونات، ويمكن أن تشمل علامات الحمل غياب الدورة الشهرية، وحدوث نزيف طفيف، والتهاب وتورم الحلمات والثدي، والقيء والغثيان، والرغبة الشديدة في الطعام أو النفور منه، وحدوث تقلبات مزاجية.
كيف أحافظ على شعري في فترة الحمل؟
ليس عليك إجراء الكثيير من التغييرات على روتين العناية بالشعر أو تغيير نوع الشامبو أو البلسم أو رذاذ الشعر، ولكن نقدم هنا بعض النصائح للحفاظ على شعر صحي مثل: الحفاظ على نظام غذائي متوزان، وتجنب صبغ أو تبييض الشعر، والحصول على تدليك للشعر، وقص أطراف الشعر بشكل منتظم، والحصول على الراحة والابتعاد عن التوتر.
لماذا يصبح شعري كثيفًا أثناء الحمل؟
تحدث لدى العديد من النساء تغيرات في نسيج الشعر ونموه أثناء الحمل، لأن الهرمونات تجعل الشعر ينمو بشكل أسرع ويتساقط بشكل أقل، ولكن هذه التغيرات في الشعر عادة لا تكون دائمة، إذ قد يحدث تساقط في الشعر بعد الولادة وبعد التوقف عن الرضاعة الطبيعية.
نصيحة من موقع صحتك
قد تلاحظ النساء الحوامل حدوث تغييرات على الشعر في الحمل فيصبح أكثر كثافة وينمو بسرعة أكبر خلال الحمل، ويبدو أكثر صحة ولمعاناً، وهذا من أبرز التغييرات التي تظهر على الشعر في الحمل حين تقول بعض الحوامل إنهنّ يشعرنَ بتحسن الشعر في الحمل ، ولكن بعد الولادة قد يبدأ الشعر بالتساقط، وهذا يرجع إلى التغيرات الهرمونية، وعادة ما يكون التساقط مؤقتاً، وتحدث ذروة التساقط بعد 4 أشهر من الولادة، وفي حال لم يعد الشعر إلى حالته الطبيعية بعد سنة، ننصحك باستشارة طبيب الجلدية للحصول على تشخيص وعلاج مناسبين، فقد يكون ذلك بسبب إحدى الحالات الطبية المرَضية.