المالتوديكسترين هو مادة مضافة شائعة في الأطعمة المصنعة يضيفه مصنعو الأطعمة إلى مجموعة متنوعة من الأطعمة لتحسين الملمس أو النكهة، أو المساعدة في حفظ الأطعمة وزيادة مدة صلاحيتها، أو تكثيف الأطعمة والسوائل للمساعدة في ربط المكونات معًا.
ما هو المالتوديكسترين؟
المالتوديكسترين هو مسحوق أبيض لا طعم له، يذوب في الماء، من الممكن صنع المالتوديكسترين من أي طعام نشَوي، بما في ذلك الذرة أو البطاطس أو القمح أو التابيوكا أو الأرز. على الرغم من أن هذا المسحوق يأتي من منتجات طبيعية، فإنه يخضع بعد ذلك للمعالجة الصناعية.
مالتوديكسترين ليس له أي قيمة غذائية، ومع ذلك فهو من الكربوهيدرات السهلة الهضم التي توفر الطاقة سريعًا. ونتيجة لذلك، يضيف المصنّعون هذا المسحوق إلى العديد من المشروبات والوجبات الخفيفة.
كيف يتم صنع المالتوديكسترين؟
على الرغم من أن المالتوديكسترين مصنوع من النشويات الطبيعية الموجودة في النباتات، فإنه يخضع لمعالجات صناعية عالية للغاية بحيث لا يحتوي المنتج النهائي على أي شيء طبيعي تقريبا. يتم طهو النشاء ومعالجته ببعض الأحماض والإنزيمات، مثل إنزيم ألفا أميلاز لتفتيت الكربوهيدرات (السكريات المتعددة) الموجودة في النشاء وتحويلها إلى بوليمرات سكرية قصيرة السلسلة (سكريات). ثم يتم تنقيته وتجفيفه بالرش للحصول على مسحوق أبيض قابل للذوبان في الماء وله طعم محايد.
ترتبط المالتودكسترينات ارتباطًا وثيقًا بالمواد الصلبة في شراب الذرة، والفرق الوحيد بينهما هو محتواها من السكر، إذ تحتوي المواد الصلبة في شراب الذرة على 20% سكر على الأقل، بينما تحتوي مادة المالتودكسترين على أقل من 20% سكر.
هل المالتوديكسترين آمن؟
وفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، فإن المالتوديكسترين هو مادة مضافة غذائية معترف بها عمومًا على أنها آمنة. يتم تضمينها أيضًا في القيمة الغذائية للطعام كجزء من إجمالي عدد الكربوهيدرات. ومع ذلك، إذا تناول الشخص الكثير من المنتجات التي تحتوي على المالتوديكسترين، فمن المحتمل أن يكون نظامه الغذائي غنيًا بالسكر وقليل الألياف ومليئًا بالأطعمة المصنعة. كما قد يتسبب هذا النظام الغذائي بزيادة خطر الإصابة بارتفاع الكوليسترول وزيادة الوزن ومرض السكري من النوع الثاني.
كما ربطت بعض الأبحاث مادة المالتوديكسترين ببعض المخاطر الصحية المحتملة التي تشمل ما يلي :
1- المالتوديكسترين ومرض السكري
يحتوي المالتوديكسترين على مؤشر نسبة السكر في الدم(GI) أعلى من سكر المائدة، وهذا يعني أن المالتوديكسترين يمكن أن يسبب ارتفاعًا حادًا في نسبة السكر في الدم خلال فترة وجيزة من تناول الأطعمة التي تحتوي عليه. قد يكون الارتفاع الحاد في نسبة الجلوكوز في الدم خطيرًا بشكل خاص على مرضى السكري أو الذين يعانون من مقاومة الإنسولين.
2- يؤثر على بكتيريا الأمعاء
تشير الدلائل إلى أن المالتوديكسترين قد يؤثر على توازن بكتيريا الأمعاء المفيدة التي تلعب دورًا هامًا في الحفاظ على صحة الجسم. تشير أبحاث أجريت عام 2015 إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون المالتوديكسترين قد يكون لديهم عدد أقل من البكتيريا الجيدة وكمية متزايدة من البكتيريا الضارة في الأمعاء.
وقد يؤدي هذا إلى تلف الأمعاء وزيادة خطر الإصابة بأمراض الأمعاء الالتهابية. أظهرت إحدى الدراسات أن المالتوديكسترين يزيد من نشاط بكتيريا الإشريكية القولونية التي قد يكون لها دور في تطور مرض الأمعاء الالتهابي المعروف باسم مرض كرون.
ربطت دراسة أخرى أجريت عام 2014 على تأثير المالتوديكسترين في بقاء بكتيريا السالمونيلا التي قد تسبب التهاب المعدة والأمعاء ومجموعة واسعة من الحالات الالتهابية المزمنة. تشير مراجعة أجريت عام 2019 إلى أن المالتوديكسترين يمكن أن يضعف إفراز المخاط المعوي، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالتهاب القولون.
3- الحساسية أو عدم تحمل الطعام
يمكن أن تسبب العديد من المواد المضافة للأغذية الحساسية أو عدم تحمل الطعام. قد تشمل الآثار الجانبية: الحساسية، وزيادة الوزن، والغازات وانتفاخ البطن، بالإضافة لذلك، قد يتسبب المالتوديكسترين بحدوث طفح جلدي أو تهيج جلدي، أو تشنج أو صعوبة في التنفس.
من المعروف أن المصادر الأولية للمالتوديكسترين هي الذرة والأرز والبطاطس، لكن قد يَستخدم المصنِّعون القمح في بعض الأحيان، لذلك، يجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات هضمية أو عدم تحمل الغلوتين أن يتوخّوا الحذر قبل تناوله.
ولهذا السبب قد ترغب في تجنب المالتودكسترين أو الحد منه إذا كنت مصابًا بمرض السكري أو مقاومة الإنسولين، ويجب تجنبه أيضًا إذا كنت معرَّضًا لمرض السكري، وهناك سبب آخر للحد من المالتوديكسترين وهو الحفاظ على صحة بكتيريا الأمعاء.
ما هي القيمة الغذائية للمالتوديكسترين؟
يفتقر المالتوديكسترين إلى القيمة الغذائية، وتوفر ملعقة صغيرة منه ما يقرب من 30 سعرة حرارية. يحتوي المالتوديكسترين على 4 سعرات حرارية لكل غرام، وهي نفس عدد السعرات الحرارية الموجودة في السكروز أو سكر المائدة. هذه هي القيمة الغذائية الكاملة للمالتوديكسترين، لأنه لا يحتوي على أي فيتامينات أو معادن، وذلك لأنه يتم معالجته إلى حد كبير بحيث يتم تجريد جميع العناصر الغذائية الأخرى منه.
يمكن لجسمك هضم المالتوديكسترين بسرعة، تمامًا كما يفعل مع السكر، لذا فإن المالتوديكسترين مفيد إذا كنت بحاجة إلى دفعة سريعة من السعرات الحرارية والطاقة. ومع ذلك، فإن مؤشره الغلوكوزي يبلغ 110، وهو أعلى من سكر المائدة، وهذا يعني أنه يمكن أن يرفع مستوى السكر في الدم بسرعة كبيرة. يمكن أن يكون هذا خطيرًا للغاية للأشخاص المصابين بمرض السكري أو مقاومة الإنسولين.
ما هي الأطعمة التي تحتوي على المالتوديكسترين؟
يعتبر المالتوديكسترين غير مكلف وسهل الإنتاج، لذا فهو يُستخدم كمكثف أو كمادة حشو لزيادة حجم المواد الغذائية المصنعة مثل الصلصات وخلطات السلطة ومخاليط التوابل والزبادي وبدائل اللحوم والسلع المخبوزة. يمكن أيضًا دمجه مع المُحلّيات الصناعية لتحلية المنتجات مثل الفواكه المعلبة والحلويات ومشروبات الطاقة والرياضة. كما أنه يُستخدم كمادة حافظة تزيد من العمر الافتراضي للأطعمة المعبأة. يُستخدم أيضًا كمكثف في مستحضرات العناية الشخصية، مثل اللوشن ومنتجات العناية بالشعر ومستحضرات التجميل.
المالتودكسترين والغلوتين
إذا كنت تتبع نظامًا غذائيًا خاليًا من الغلوتين فقد تشعر بالقلق حيال المالتوديكسترين. ومع ذلك؛ فإن المالتوديكسترين خالٍ من الغلوتين حتى عندما يكون مصنوعًا من القمح. ووفقًا ل Beyond Celiac فإن المعالجة التي تتعرض لها نشويات القمح في تصنيع المالتوديكسترين تجعلها خالية من الغلوتين. لذلك إذا كنت تعاني من مرض الاضطرابات الهضمية أو إذا كنت تتبع نظامًا غذائيًا خاليًا من الغلوتين، فما يزال بإمكانك تناول المالتودكسترين.
المالتوديكسترين والأغذية المعدلة وراثيًا
- يعتقد كثير من الناس أن هناك صلة بين الأغذية المعدلة وراثيًا والعديد من الحالات الصحية، بما في ذلك السرطان ومشكلات الكلى ومرض ألزهايمر ومقاومة المضادات الحيوية والحساسية وقضايا الإنجاب.
- لا يوجد دليل يذكر على صحة هذا، على الرغم من اعتقاد البعض أن الافتقار إلى الأدلة قد يكون راجعًا جزئيًا إلى الرقابة على أبحاث الأغذية المعدلة وراثيًا.
- نظرًا لأنه يُستخدم غالبًا كمكثف أو كمادة حشو رخيصة، فإن المالتوديكسترين يُصنع عادة من الذرة المعدلة وراثيًا.
- وفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، فإن الذرة المعدلة وراثيًا آمنة، وتفي بجميع المعايير نفسها التي تلبيها النباتات غير المعدلة وراثيًا.
- ولكن إذا اخترت تجنب الأطعمة المعدلة وراثيًا، فهذا لا يعني أنك بحاجة إلى تجنب جميع الأطعمة التي تحتوي على المالتوديكسترين.
المالتوديكسترين وفقدان الوزن
المالتوديكسترين هو في الأساس مُحَلي وكربوهيدرات بلا قيمة غذائية مهمة، ويسبب زيادة في نسبة السكر في الدم. يمكن أن يؤدي استهلاك المالتوديكسترين المرتفع إلى زيادة الوزن. تتم معالجة العديد من الأطعمة التي تحتوي على المالتوديكسترين، مما قد يكون أيضًا عاملًا محتملاً في زيادة الوزن.
بدائل صحية للمالتوديكسترين:
قد يرغب الأشخاص الذين يشعرون بالقلق بشأن تناول المالتوديكسترين باختيار أطعمة بديلة توفر مغذيات صحية، ويمكن أن يساعد هذا الأشخاص على تجنب ارتفاع نسبة السكر في الدم. وتشمل الإضافات الغذائية الأخرى التي تعمل على تكثيف الأطعمة أو تثبيتها صمغ الغوار والبكتين، وهي كربوهيدرات يستخرجها المصنعون من الفواكه والخضراوات والبذور. وقد يستخدم المصنعون أيضًا نشاء التابيوكا ونشاء أروروت كمكثفات.
يجب على الناس أيضًا البحث عن بدائل نكهة للمالتوديكسترين على ملصقات المنتجات، وتشمل هذه: الكحوليات السكرية، مثل السوربيتول والإريثريتول، والمُحلّيات، مثل ستيفيا. تحتوي الكحوليات السكرية على سعرات حرارية أقل من المالتوديكسترين وتأثير أقل على مستويات السكر في الدم. ومع ذلك، ينبغي أن تكون محدودة إلى 10 غرامات يوميًا لمنع الآثار الجانبية المعوية مثل انتفاخ البطن.
لا تحتوي الستيفيا على سعرات حرارية ولها تأثير ضئيل على مستويات السكر في الدم. ومع ذلك، تتضمن بعض المنتجات مزيجًا من الستيفيا والمالتوديكسترين أو الدكستروز، ويمكن أن يؤثر هذا المزيج على مستويات السكر في الدم.
كلمة من موقع صحتك
يستخدم الناس المالتوديكسترين كمضاف غذائي صناعي أو مكمل كربوهيدرات لزيادة مستويات الطاقة. يتم استخلاصه من الذرة أو البطاطس أو الأرز أو القمح أو نشويات التابيوكا. على الرغم من أن إدارة الغذاء والدواء تعترف عمومًا بأن المالتوديكسترين آمن، فإنه يرفع مستويات السكر في الدم، خاصة لمرضى السكري أو الذين يعانون من مقاومة الإنسولين، وتربطه بعض الدراسات بالتهاب الأمعاء. قد يفضل الناس اختيار المنتجات التي تستخدم إضافات غذائية بديلة مثل البكتين.
تذكر أن تناول الكثير من الأطعمة المصنعة قد يسبب بعض المشكلات الصحية. بدلاً من ذلك، من الأفضل لك اتباع نظام غذائي صحي طبيعي غني بالحبوب الكاملة والخضراوات، إذ يساعد هذا على تعزيز صحة الأمعاء والمخ والقلب أيضًا.