صحــــتك

الحليب النباتي والحليب الحيواني.. أبرز الفروق بينهما

الصورة
حمدي المهدي

الحليب النباتي هو أحد الخيارات التي يلجأ إليها النباتيون أو الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، كبديل لمنتجات الألبان، لكن المزيد من الناس يشترونه لأسباب بيئية. فما هي الفروق بين الحليب النباتي والحليب الحيواني؟

الحليب النباتي مقابل الحليب الحيواني

  • الحليب هو سائل مفيد للغاية تنتجه غدد الحليب في إناث الثدييات لتغذية صغارها، وهو الغذاء الوحيد المهيأ لتلبية جميع الاحتياجات الغذائية للصغار الحديثي الولادة، لذلك فهو غني بالمغذيات ويلبي احتياجات النمو والتطور.
  • الحليب النباتي هو مصطلح عام لأي منتج شبيه بالحليب مشتق من مصادر نباتية. الأصناف الأكثر شعبية عالميًا لحليب النبات هي حليب الصويا، وحليب اللوز، وحليب الأرز وحليب جوز الهند، وتبلغ نسبة الحليب النباتي حوالي 9.3 % من سوق الألبان في الولايات المتحدة.
  • يحتوي الحليب الحيواني على مصدر للطاقة والبروتين والدهون والكالسيوم التي لا يمكن تجاهلها، إذ توفر الكمية الموصى بها من الحليب الحيواني ما يقرب من 8% من الطاقة اليومية المطلوبة، و12% من الدهون وحوالي 16% من البروتين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يوفر من 52% إلى 67% من كمية الكالسيوم الموصى بها.
  • على عكس الحليب الحيواني، يحتوي الحليب النباتي على مواد كيميائية نباتية نشطة بيولوجيًا، وكل من هذه المواد لها خصائص مختلفة ولها بشكل عام تأثيرات مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات.
  • يحتوي الحليب النباتي على ألياف غذائية تساهم في تكوين الميكروبات المعوية الصحية، وتمنع الإمساك، وهي إحدى المواد الغذائية المساعدة التي تساهم في الشعور بالشبع على المدى الطويل مع تناول كمية كافية من السوائل.
  • يحتوي الحليب النباتي على نسبة من البروتينات أقل من الحليب الحيواني، وقد يؤثر هذا سلباً على الرياضيين، وعلى لنمو والتطور والحمل، وعلى الأشخاص في سن الشيخوخة بشكل خاص.
  • بينما يحتوي الحليب الحيواني على الكوليسترول، فإن الحليب النباتي لا يحتوي على الكوليسترول. وبالتالي، يمكن أن يكون خياراً إضافياً للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول.
  • في حين أن الحليب الحيواني يحتوي على "اللاكتوز"، وهو ما يعرف بسكر الحليب، وهو من المواد الغذائية التي يجب تجنبها للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز لا يوجد مثل هذا الوضع في الحليب النباتي.
  • وقدرت الدراسات أن 68٪ من سكان العالم قد تكون لديهم حساسية على الحليب، الأمر الذي يتسبب بانتفاخ البطن، والتشنّج، والألم.

أنواع الحليب النباتي

تتوفر العديد من خيارات الحليب النباتي، فهناك حليب البطاطس المشتق من البطاطس, وهناك عدة أنواع حليب أخرى تعتمد على نوع النبات المستخلص منه:

  • البقوليات (فول الصويا، والبازلاء، والفول السوداني، والترمس، واللوبياء).
  • المكسرات (اللوز، وجوز الهند، والبندق، والفستق، والجوز، والمكاديميا، والكاجو).
  • البذور (السمسم، والكتان، والقنب، وعباد الشمس).
  • الحبوب (الشوفان، والأرز، والذرة، والحنطة، والكينوا، والتيف، والقطيفة).

تقييم الآثار البيئية للحليب الخالي من الألبان

هناك عدد محدود من الدراسات التي تبحث في العوامل البيئية للحليب النباتي، ومع ذلك، تكشف البيانات المتاحة أن التأثير البيئي لكل وحدة وزن من المنتجات الناتجة عن إنتاج الحليب النباتي أقل بكثير من الحليب الحيواني. على سبيل المثال، وفقًا لتحليل دراسة عام 2018 أجرتها جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة، تستخدم صناعة الألبان قرابة 10 أضعاف مساحة الأرض، ومرتين إلى 20 مرة من المياه أسوة بإنتاج الحليب النباتي.

كما خلصت الدراسة إلى أن الأبقار هي أكبر مصدر للتغير المناخي وتلوث المياه، إذ تضخ البقرة الواحدة نحو 100 كيلوغرام من الميثان في الجو كل عام، والذي يدفئ المناخ 28 مرة أكثر من ثاني أوكسيد الكربون. وينتج المزيد من الميثان من تحلل براز البقرة، وملوثات أخرى منها الأمونيا.

كما خلصت دراسة حديثة استخدمت بيانات من أكثر من 10000 مزرعة في جميع أنحاء العالم إلى أن اتباع نظام غذائي نباتي أثناء استهلاك الحليب سيدعم أسلوب حياة أكثر استدامة. ومع ذلك، فإن جميع أنواع الحليب النباتي لها مزايا وعيوب مختلفة، وقد يعتمد اختيار الأفضل على العوامل البيئية الأكثر أهمية بالنسبة لك واستكشاف البيانات الغذائية المتاحة.

  • حليب اللوز

يُفضل كثيرون حليب اللوز بسبب مذاقه الخفيف وقلة سعراته الحرارية، كما أنه خالٍ من اللاكتوز ومنتجات الألبان، مما يجعله مثالياً للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، لكنه بطبيعة الحال قليل البروتين والأهم من ذلك، الكالسيوم.

يعتبر حليب اللوز من أكثر أنواع الألبان النباتية في استهلاك المياه، بالإضافة إلى ذلك، يُزرع حوالي 80٪ من اللوز في العالم في ولاية كاليفورنيا، التي عانت من حالات جفاف شديدة في السنوات الأخيرة، مما زاد من تهديد موارد المياه.

  • حليب جوز الهند

يُعد حليب جوز الهند مصدرًا غنيًا بمعدن الكالسيوم اللازم لتقوية العظام والأسنان والمفاصل. وتشير بعض الأبحاث إلى أن أشجار جوز الهند تتطلب القليل جدًا من الماء لإنتاجها، فهي أيضًا أحواض كربونية طبيعية، مما يعني أنها تمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتنتج الأكسجين. قد يساعد هذا العامل في معادلة انبعاثات الكربون الإجمالية لحليب جوز الهند.

  • حليب الشوفان

يتميز حليب الشوفان باحتوائه على نسبة عالية من الفيتامين أ والفيتامين د، كما أنّه مصدر جيد للألياف والفيتامين (ب) المركب الذي يساهم في صحة الأعصاب وإنتاج الطاقة. ومع ذلك، يمكن أن يكون حليب الشوفان أعلى نسبة في الكربوهيدرات من الخيارات الأخرى، وقد تحتوي بعض أنواع حليب الشوفان على الغلوتين، لذلك تحقق من الملصق إذا كنت مصاباً بالدبقية celiac disease.

  • حليب الصويا

يعتبر حليب الصويا من أفضل أنواع الحليب النباتي لمشابهته الغذائية لحليب البقر، فهو غني بالبروتين بشكل طبيعي، وغالبا ما يُدعم بالكالسيوم، والفيتامين د، والفيتامين ب12، كما يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية، كما يتميز بخلوه من الكوليسترول وقلة محتواه من الدهون المشبعة، مما يجعله خياراً متكاملاً للأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً.

ينتج حليب الصويا نفس قدر الغازات الذي ينتجه حليب اللوز، لكنه يستهلك حوالي عُشر مقدار الماء. الولايات المتحدة وحدها مسؤولة عن 35٪ من إنتاج فول الصويا العالمي، وفي الواقع ، تشير بعض المصادر إلى أن نسبة صغيرة جدًا من فول الصويا العالمي تتم زراعته بحيث يستهلكه الناس بشكل مباشر أو لصنع حليب الصويا.

  • حليب البازلاء

يكتسب حليب البازلاء أهمية كبيرة بسبب محتواه العالي من البروتين ونكهته المحايدة، كما أنّه قليل الحساسية ومصدر جيد للحديد، وهو معدن مهم لصحة العضلات ونقل الأوكسجين في الجسم. ومع ذلك، يمكن أن يكون حليب البازلاء أعلى في محتوى السكر من بعض الخيارات الأخرى، لذا اقرأ الملصق بعناية. بالإضافة إلى ذلك، قد لا يكون مذاق حليب البازلاء مألوفاً للجميع، خاصة عند مقارنته بأنواع الحليب النباتي الأخرى.

وعلاوة على ذلك، لا تحتاج محاصيل البازلاء غالبًا إلى الكثير من الري، ويتم تدويرها من قبل المزارعين، ويساعد هذا على تثبيت النيتروجين بشكل طبيعي في التربة وخفض الطلب على الأسمدة، كما أن حليب البازلاء ينتج غازات دفيئة أقل بنسبة 86 بالمئة من حليب اللوز.

  • حليب الأرز

يساهم حليب الأرز بكمية كبيرة من غازات الاحتباس الحراري، هذا لأن حقول الأرز معروفة باحتوائها على بكتيريا تنبعث منها كميات كبيرة من الميثان عند غمرها بالمياه. يتطلب الأرز أيضًا الكثير من الماء لإنتاجه. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بموارد الأرض، يستخدم الأرز مساحة أقل من الأراضي من فول الصويا والشوفان واللوز.

  • حليب القنَّب

يحتوي حليب القنّب على العديد من الفوائد الصحية، كما يعتبر نبات القنّب صديقًا للبيئة، إذ يحتاج القنب إلى كمية ماء تفوق الكمية التي تحتاجها الصويا، وأقل من اللوز والحليب البقري. وتحسن جذوره العميقة جودة التربة، ويخلق حوله ظلًا يمنع تكاثر الأعشاب الضارة والحاجة إلى الأسمدة. وتدخل أجزاء النبات التي لا تستخدم في إنتاج الحليب في صناعات أخرى مثل الأقمشة والورق وبدائل البلاستيك.

نصائح لاختيار الحليب النباتي الأكثر صداقة للبيئة

  • عند اختيار حليب نباتي بناءً على البصمة البيئية، ضع في اعتبارك أن حليب القنب والبازلاء وجوز الهند قد يكون له تأثير بيئي أقل من الأنواع الأخرى.
  • بالإضافة إلى ذلك، يحتوي حليب اللوز على نسبة بروتين أقل بكثير من حليب الصويا أو البازلاء، بينما يتم تدعيم بعض أنواع الحليب بالعناصر الغذائية مثل الفيتامينات D وB12.
  • يعد شراء حليب نباتي يأتي في حاوية قابلة لإعادة التدوير هو الأفضل لتقليل النفايات.
  • يساعد شراء حليب نباتي عضوي على تقليل استخدام مبيدات الآفات ومبيدات الأعشاب، والتي تضر بالتربة وتلوث الماء والهواء، بل وتؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي.
  • يمكنك أيضًا اختيار صنع الحليب في المنزل باستخدام المكسرات النيئة أو الحبوب أو البقوليات.

كيفية صنع الحليب النباتي في المنزل

صُنع حليب النبات الخاص بك في المنزل يمنحك مزيدًا من التحكم في المكونات المستخدمة، بل قد يكون أيضًا أكثر صداقة للبيئة. إليك كيفية صنع 4 أكواب من حليب الشوفان الكريمي في المنزل:

المكونات

  • 1 كوب (90 غرامًا) من الشوفان.
  • 3 أكواب (حوالي 750 مل) من الماء.
  • 1 تمر منزوع النوى.
  • 1/8 ملعقة صغيرة ملح.
  • 1/2 ملعقة صغيرة من خلاصة الفانيليا.

الطريقة:

  • امزج جميع المكونات في خلاط عالي السرعة لمدة 30-60 ثانية حتى تصبح كريمية، وتأكد من عدم الإفراط في الخلط، لأن ذلك قد يجعل الحليب لزجًا.
  • صفِّ السائل -ويفضل مرتين- في وعاء كبير لإزالة القشور والتكتلات.
  • صب الحليب المصفى في وعاء قابل للغلق، وضعه في الثلاجة لمدة 3-5 أيام.

كلمة من موقع صحتك

في الوقت الحالي، لا توجد طريقة علمية صارمة لتصنيف التأثيرات البيئية لألبان النباتات. مع ذلك، من الأفضل تجنب حليب اللوز والأرز إذا كنت قلقًا بشأن استخدام المياه، وكذلك حليب الصويا والشوفان إذا كنت قلقًا بشأن استخدام الأراضي. قد يكون حليب القنب والبازلاء وجوز الهند خيارات أفضل.

وفي الوقت نفسه، يمكنك تقليل تأثيرك البيئي عن طريق اختيار حليب النبات المعبأ في مواد قابلة لإعادة التدوير، أو شراء حليب عضوي عندما يكون ذلك ممكنًا. يمكنك حتى صنع حليب النبات الخاص بك في المنزل ليكون لديك سيطرة أكبر على كيفية صنعه.

ومن الناحية الغذائية، لكل فئة من فئات الحليب النباتي مزايا وعيوب مقارنة مع منتجات الألبان، يحتوي مثلًا فول الصويا وحليب البازلاء، على قدر من البروتين ذاته في منتجات الألبان. وبينما يحتوي الحليب الحيواني على الكوليسترول، فإن الحليب النباتي لا يحتوي على الكوليسترول، وتُعتبر مستويات الصوديوم متساوية نسبيًا بين حليب النباتات ومنتجات الألبان، في حين أن الحليب الحيواني يحتوي على اللاكتوز، وهو ما يعرف بسكر الحليب، ولا يوجد مثل هذا الوضع في الحليب النباتي.

آخر تعديل بتاريخ
18 أكتوبر 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.