صحــــتك

أهم الفحوصات لتشخيص مرض التصلب اللويحي

فحوصات تشخيص التصلب اللويحي

تشخيص مرض التصلب اللويحي (Multiple Sclerosis - MS) قد يكون تحديًا كبيرًا لعدم وجود اختبار دم أو تصوير واحد يمكنه تأكيد إصابة الشخص بالمرض. بالإضافة إلى ذلك، تختلف أعراض التصلب اللويحي بشكل كبير بين الأفراد، وغالبًا ما تشبه أعراض أمراض أخرى. الخبر الجيد هو أنه بعد تعديلات واسعة على معايير ماكدونالد (McDonald criteria)، وهي مجموعة رسمية من الإرشادات التشخيصية لمرض التصلب اللويحي، ومع ظهور تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي المتطورة (MRI)، يمكن الآن تشخيص التصلب اللويحي بشكل أسرع وأكثر دقة.

يعتمد تشخيص مرض التصلب اللويحي (Multiple Sclerosis - MS) بشكل أساسي على مجموعة من الاختبارات التي تهدف إلى تأكيد وجود التلف في الجهاز العصبي المركزي (Central Nervous System - CNS)، واستبعاد الحالات الصحية الأخرى التي قد تشابه أعراض التصلب اللويحي. لا يوجد اختبار وحيد يمكنه تشخيص التصلب اللويحي بشكل قطعي، لذا يُعتمد على عدة اختبارات مجتمعة.

فحوصات تشخيص التصلب اللويحي

من أهم فحوصات الكشف عن التصلب اللويحي الآتي:

1. التصوير بالرنين المغناطيسي

يُعد التصوير بالرنين المغناطيسي (Magnetic Resonance Imaging - MRI) من فحوصات الكشف عن التصلب اللويحي الأكثر دقة وحساسية في تشخيصه، ويَستخدم الرنين المغناطيسي حقولًا مغناطيسية وموجات راديو لإنتاج صور ثلاثية الأبعاد لأنسجة الجسم الرخوة، مثل الدماغ والحبل الشوكي.

  • الهدف الرئيسي من هذا الفحص هو البحث عن الآفات (Lesions) أو المناطق المتضررة في الدماغ والحبل الشوكي، والتي تشير إلى تآكل غمد المايلين (Myelin sheath) الذي يغطي الأعصاب.
  • الأهمية: يُستخدم الرنين المغناطيسي لتحديد "التوزيع في المكان والزمان" (Dissemination in space and time)، وهو أحد متطلبات التشخيص وفقًا لمعايير ماكدونالد (McDonald criteria). وجود الآفات في مواقع متعددة في الجهاز العصبي المركزي تدعم التشخيص.

2. البزل القَطَني

يُستخدم البزل القَطَني (Lumbar Puncture)، المعروف أيضًا باسم "البزل الشوكي"، للحصول على عينة من السائل الدماغي الشوكي (Cerebrospinal Fluid - CSF) الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي.

  • الهدف: الكشف عن وجود الأشرطة القليلة النسائل (Oligoclonal Bands)، وهي بروتينات مناعية تُفرز أثناء الهجمات المناعية المرتبطة بالتصلب اللويحي. وجود هذه البروتينات يشير إلى التهاب في الجهاز العصبي المركزي، وهي موجودة في أكثر من 95% من حالات التصلب اللويحي.
  • الإجراءات: يتم إدخال إبرة بين فقرات أسفل الظهر لسحب عينة من السائل الدماغي الشوكي لتحليلها.

3. الاختبارات المحفزة

الاختبارات المحفزة (Evoked Potentials) تُستخدم لقياس مدى سرعة استجابة الأعصاب للإشارات العصبية في الدماغ، وتعتمد على تحليل الإشارات الكهربائية الناتجة عن تحفيز العصب من خلال محفزات حسية أو بصرية.  هذه الاختبارات دقيقة في اكتشاف وجود آفات في الأعصاب، حتى وإن لم تكن الأعراض واضحة سريريًا. الأنواع المستخدمة:

  • التحفيز المستثار البصري (Visual Evoked Potential - VEP): يقيس سرعة انتقال الإشارات العصبية بين العين والدماغ، ويهدف للكشف عن أي تلف في العصب البصري.
  • التحفيز المستثار الجسدي (Somatosensory Evoked Potential - SSEP): يقيس سرعة انتقال الإشارات العصبية بين الجلد والدماغ عند تعرض الشخص لتحفيز جسدي مثل اللمس..

4. اختبارات الدم

في بعض الأحيان، يتم إجراء بعض اختبارات الدم لاستبعاد أمراض أخرى قد تشابه أعراض التصلب اللويحي، إذ لا يمكن لاختبارات الدم وحدها تشخيص التصلب اللويحي. من أهم اختبارات الدم التي تُستخدم لاستبعاد التصلب اللويحي:

  • العد الدموي الشامل (Complete Blood Count - CBC): للتأكد من عدم وجود فقر دم أو عدوى.
  • مستويات الفيتامين B12: للكشف عن نقص الفيتامين B12 الذي قد يؤدي إلى أعراض مشابهة للتصلب اللويحي.
  • تحليل بروتين سي التفاعلي (C-Reactive Protein - CRP) ومعدل ترسيب كريات الدم الحمراء (Erythrocyte Sedimentation Rate - ESR: لتحديد وجود أي التهاب عام في الجسم.
  • اختبار الأجسام المضادة للنواة (Antinuclear Antibodies - ANA): لاختبار أمراض المناعة الذاتية الأخرى مثل الذئبة الحمامية.

5. الفحص العصبي السريري

إلى جانب الاختبارات المذكورة أعلاه، يلعب الفحص العصبي السريري دورًا مهمًا في تشخيص التصلب اللويحي. يقوم طبيب الأعصاب بفحص الجهاز العصبي لتقييم ردود الفعل العصبية والتنسيق الحركي والحساسية العضلية، مما يساعد في اكتشاف أي علامات على تلف الجهاز العصبي المركزي.

خطوات تشخيص التصلب اللويحي

يشمل تشخيص التصلب اللويحي عدة خطوات تبدأ برؤية طبيب الأعصاب (Neurologist) الذي يختص في أمراض الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب. يقوم طبيب الأعصاب بتقييم مفصل للتاريخ الطبي للمريض وفحص الأعراض، بالإضافة إلى جمع البيانات من اختبارات الدم والتصوير المختلفة، كما يساعد هذا التقييم في استبعاد التشخيصات البديلة.

1. التحويل إلى طبيب الأعصاب

إذا كنت تعاني من أعراض قد تشير إلى التصلب اللويحي، من الضروري مراجعة طبيب الأعصاب. يمكن للطبيب العام مساعدتك في الحصول على إحالة لطبيب الأعصاب أو يمكنك تحديد الموعد بنفسك معه.

2. الفحص الطبي

يشمل الفحص الطبي تحقيقًا شاملاً في تاريخ الأعراض والحالات الصحية السابقة، بما في ذلك:

  • الأعراض الماضية والحالية ومدة ظهورها.
  • تاريخ الأمراض السابقة أو الحالات الصحية الحالية.
  • التاريخ العائلي لمرض التصلب اللويحي أو أمراض المناعة الذاتية الأخرى.
  • التعرض لعوامل بيئية قد تزيد من خطر الإصابة بالتصلب اللويحي (مثل السمنة في مرحلة الطفولة، التدخين، أو نقص الفيتامين D).

3. تسجيل الأعراض

نظرًا لأن أعراض التصلب اللويحي متنوعة وقد تكون متقطعة وغير محددة، من المهم تدوين الأعراض عند الشعور بها. من الأعراض الشائعة:

  • ضبابية الرؤية أو ألم في العين مع الحركة.
  • اضطرابات حسية مثل التنميل والوخز في الوجه أو الأطراف.
  • الرؤية المزدوجة (Diplopia).
  • اضطرابات المثانة.
  • التعب والدوخة.
  • الضعف الإدراكي.

4. التشخيص التفريقي

هناك العديد من الحالات التي قد تشبه التصلب اللويحي، مثل نقص الفيتامين B12 وبعض الأمراض المعدية مثل داء لايم، وأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة (Lupus).

5. معايير ماكدونالد

تتطلب معايير ماكدونالد اكتشاف دليل على تلف في الجهاز العصبي المركزي (Central Nervous System - CNS) في مواقع وأوقات مختلفة، وهو ما يسمى "التوزيع في المكان والزمان" (Dissemination in space and time). يُعتمد في ذلك على التاريخ الطبي، والفحص العصبي، وتصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي (MRI).

هل صبغة التصوير آمنة للمصابين بمشكلات الكلى؟
التصوير بالرنين المغناطيسي

الأسئلة الشائعة

فيما يلي أهم الأسئلة الأكثر شيوعًا حول التصلب اللويحي التي تجوب متصفحات الإنترنت:

ما العمر المعتاد لتشخيص التصلب اللويحي؟

يتم عادة تشخيص التصلب اللويحي بين سن 20 و40، ولكن يمكن تشخيصه في مراحل عمرية أخرى.

ما هي مخاطر عدم التشخيص التصلب اللويحي؟

التأخير في تشخيص التصلب اللويحي قد يمنع البدء المبكر في العلاج المعدِّل للمرض (Disease-Modifying Treatment - DMT)، مما قد يؤثر سلبًا على مسار المرض على المدى الطويل.

 

نصيحة من موقع صحتك

يعتمد التشخيص الدقيق للتصلب اللويحي على دمج نتائج عدة فحوصات، منها التصوير بالرنين المغناطيسي، والبزل القَطَني، والاختبارات المحفزة، واختبارات الدم. يلعب كل اختبار دورًا محددًا في تأكيد وجود تلف في الجهاز العصبي المركزي أو استبعاد الحالات الأخرى التي قد تشبه أعراض التصلب اللويحي. ننصحك بمتابعة أعراضك وتسجيلها والذهاب فورًا للطبيب في حال أثرت هذه الأعراض على سير حياتك.

آخر تعديل بتاريخ
12 أكتوبر 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.