كشفت دراسة حديثة أن أدوية الستاتينات قد تساعد في منع السرطان المرتبط بالالتهابات العامة المزمنة، وخاصة سرطان البنكرياس. يعتبر الالتهاب المزمن أحد الأسباب الرئيسية للسرطان في جميع أنحاء العالم، ويواصل الخبراء معرفة المزيد حول العوامل التي قد تساهم في تطور هذا المرض، إذ قاموا بالتحقق من الآلية التي من خلالها تؤدي السموم البيئية إلى بدء الالتهاب المزمن المسبب للسرطان في الجلد والبنكرياس، بالإضافة إلى فحص بعض العلاجات الآمنة والفعالة لوقف أو منع الالتهاب المزمن.
في هذا المقال سنتناول هذه الدراسة التي توضح تأثير أدوية الستاتينات على الالتهاب المزمن والسرطان، لكن دعونا أولًا نتعرف إلى طريقة عمل الستاتينات ودواعي استعمالها.
ما هي أدوية الستاتينات؟
الستاتينات هي فئة من الأدوية توصف طبيًا للمساعدة في خفض مستويات الكوليسترول في الدم إلى مستوياته الطبيعية. تعمل الستاتينات على تقليل الدهون الثلاثية، وقد تزيد من نسبة الكوليسترول الجيد (HDL) وتخفض نسبة الكوليسترول الضار (LDL). يساعد خفض نسبة الكوليسترول على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية والذبحة الصدرية والسكتة الدماغية.
تعتبر أدوية الستاتينات من أكثر الأدوية الموصوفة، وتتوفر على شكل أقراص أو كبسولات تؤخذ عن طريق الفم كاملة مرة واحدة يوميًا مع الطعام أو بدونه. تشمل بعض أدوية الستاتينات ما يلي:
- دواء روزوفاستاتين.
- دواء أتورفاستاتين.
- دواء سيمفاستاتين.
طريقة عمل أدوية الستاتينات
تعمل أدوية الستاتينات عن طريق منع عمل إنزيم الكبد المسؤول عن إنتاج الكوليسترول، كما أنها تزيد من قدرة الكبد على إزالة الكوليسترول الضار LDL الموجود بالفعل في الدم. يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم إلى تراكم الترسبات على جدران الشرايين، وبالتالي تضييق الشرايين أو تصلبها. كما يمكن أن تُسبب جلطات الدم المفاجئة انسداد الشرايين الضيقة وحدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية أو غرغرينا.
دواعي استعمال الستاتينات
تُستخدم أدوية الستاتينات لخفض مستويات الكوليسترول في الأشخاص الذين لديهم مستويات مرتفعة من الكوليسترول الضار ولديهم خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
الآثار الجانبية الشائعة لأدوية الستاتينات
توجد بعض الآثار الجانبية الشائعة للستاتينات، والتي قد تكون خفيفة إلى شديدة، وتشمل الآتي:
- صداع.
- دوخة، ودوار.
- صعوبة في النوم.
- احمرار الجلد.
- آلام العضلات أو المفاصل.
- القيء والغثيان.
- ألم وتشنج البطن.
- انتفاخ أو غازات.
- إسهال، أو إمساك.
- طفح جلدي.
- فقدان الذاكرة.
دراسة توضح تأثير الستاتينات على الالتهاب والسرطان
لاحظ الباحثون أن الالتهاب المزمن يساهم في تطور السرطان، مثل التهاب البنكرياس المزمن الذي يزيد من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس. كما لاحظ الباحثون أيضًا أن بروتين انترلوكين 33 (IL-33) هو أحد البروتينات التي تساعد على بدء الالتهاب المزمن المسبب للسرطان.
الدراسة: استخدم الباحثون الفئران وعينات من الأنسجة البشرية والمزارع الخلوية لإحداث التهاب مزمن في الفئران على الجلد وفي البنكرياس، وكان بروتين إنترلوكين 33 موجودًا بشكل كبير في الجلد الملتهب والبنكرياس المصاب.
النتائج: أظهرت نتائج التجربة ما يلي:
- استخدام دواء بيتافاستاتين، أحد أدوية الستاتينات، قد يساعد في منع الالتهاب المزمن؛ وذلك لأنه قد ينجح في منع إنتاج البروتين إنترلوكين 33، وبالتالي التهاب البنكرياس المزمن المرتبط به.
- الأشخاص الذين يتناولون بيتافاستاتين كانوا أقل عرضة للإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن وسرطان البنكرياس.
- أظهرت الدراسة فوائد إضافية لأدوية الستاتينات، وهي أن تقليل الالتهاب ربما يحمي المرضى من النوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض المناعة الذاتية، بالإضافة إلى الشيخوخة المبكرة والخرف والسرطان.
ما هو سرطان البنكرياس؟
يعد سرطان البنكرياس عاشر أكثر أنواع السرطان تشخيصًا في الولايات المتحدة، وقد يصبح السبب الرئيسي الثاني لوفيات السرطان في الولايات المتحدة بحلول عام 2030. يبدأ سرطان البنكرياس عند نمو خلايا غير طبيعية في البنكرياس، ثم تنقسم بشكل خارج عن السيطرة مما يؤدي إلى تشكيل الورم الخبيث.
البنكرياس هو غدة تقع في عمق البطن، بين المعدة والعمود الفقري، وهو المسؤول عن صنع إنزيمات تساعد على الهضم، وإنتاج هرمونات تتحكم في مستويات السكر في الدم.
ما هي علامات ظهور سرطان البنكرياس؟
لا توجد أي علامات مبكرة لسرطان البنكرياس، بل تظهر الأعراض عادةً عندما يبدأ الورم في التأثير على الأعضاء الأخرى المجاورة في الجهاز الهضمي، وهذا ما يجعله خطيرًا. قد يشتبه الطبيب بإصابة المريض بسرطان البنكرياس إذا كان قد أصيب مؤخرًا بمرض السكري أو التهاب البنكرياس. يمكن أن تشمل أعراض سرطان البنكرياس ما يلي:
- اليرقان.
- الألم في الجزء العلوي من البطن بشكل الزنار.
- آلام الظهر.
- براز بلون فاتح.
- بول داكن.
- التعب.
- الغثيان والقيء.
- غازات وانتفاخ.
- قلة الشهية.
- حكة في الجلد.
- فقدان الوزن دون سبب واضح.
- جلطات الدم.
هل هناك أمل في الشفاء من سرطان البنكرياس؟
بالرغم من أن معدلات البقاء على قيد الحياة بالنسبة لمرضى سرطان البنكرياس بشكل عام ما تزال أقل بكثير من أنواع السرطان الأخرى، لكنها تحسنت تدريجيًا على مر السنين. من المؤكد أن هناك أمل في الشفاء، إذ توجد حالات شُفيت من هذا المرض بالرغم من القلق بشأن عودة السرطان مرة أخرى. كما تجب معرفة أن كل مريض يختلف عن الآخر، وما يصلح لمريض قد لا يصلح مع الآخر.
في الوقت الحالي، يتم علاج المرحلة الثانية من سرطان البنكرياس بشكل أفضل عن طريق الجراحة واستئصال الورم. ويمكن أن تصل نسبة البقاء إلى ما يقرب من 10-35٪ من المرضى، اعتمادًا على خصائص السرطان، إذ قد لا توجد أي علامة لوجود السرطان في المرضى بعد خمس سنوات من الجراحة.
في النهاية، نتائج الدراسة مثيرة للغاية، لأن سرطان البنكرياس هو سرطان مميت مع خيارات علاج محدودة، فإذا كان التأثير المضاد للالتهابات للستاتينات يمكن أن يقلل من احتمال الإصابة بسرطان البنكرياس، خاصة لدى المرضى المعرَّضين بشدة للإصابة بهذا المرض الخطير، فسيكون هذا بمثابة تغيير في الممارسة، وسيلعب دورًا مهمًا ليس فقط في تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية، ولكن أيضًا في الوقاية من السرطان، ومع ذلك من المهم أيضًا مواصلة البحث لمعرفة نتائج هذه الأدوية على البشر، فهذه الدراسة أولية وبحاجة إلى المزيد من البحث.
المصادر:
Can statins help prevent cancer? New study offers clues