فيروس شلل الأطفال خطر يحدق بالغزيين بسبب العدوان الإسرائيلي وانهيار المنظومة الصحية وانعدام مستلزمات النظافة الشخصية، وقد أعربت منظمة الصحة العالمية واليونيسيف عن قلقهما البالغ من انتشار مرض شلل الأطفال في غزة بعد أن وجِد الفيروس في عينات مياه الصرف الصحي. وبسبب انخفاض معدلات التطعيم في ظل الحرب؛ فلن يكون القطاع قادراً على التعامل مع أي انتشار محلي لهذه العدوى.
ولحد الآن لم يتم اكتشاف أي حالات بشرية للإصابة بشلل الأطفال، ولكن تم عزله من عينات تم أخذها من مياه الصرف الصحي من مناطق مختلفة في القطاع، ومن المقرر أن يقوم موظفو منظمة الصحة العالمية واليونيسيف بجمع عينات من البراز البشري لتقييم المخاطر المتعلقة باكتشاف الفيروس عند السكان.
وبناء عليه؛ سيقوم مسؤولو الصحة بإصدار توصيات، بما في ذلك الحاجة إلى حملة تطعيم واسعة النطاق، وتحديد نوع اللقاح الذي يجب استخدامه، والفئة العمرية من السكان الذين سيحتاجون التطعيم. وقد قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه سيبدأ بتقديم لقاح شلل الأطفال للجنود الذين يخدمون في قطاع غزة، لأن هذا الفيروس قد يسبب الشلل، وفي الحالات القصوى قد يؤدي إلى الموت.
فيروس شلل الأطفال يعرّض أطفال غزة للخطر
في عام 2022 بلغ معدل التطعيم ضد شلل الأطفال في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي تشمل غزة والضفة الغربية 99%، وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، لكن اليوم وخلال الحرب الشاملة على غزة فمن المتوقع أن يحتاج 250 ألف طفل ممن تبلغ أعمارهم 5 سنوات أو أقل في غزة إلى التطعيم لكبح تفشي المرض المحتمل.
يعد فيروس شلل الأطفال من الفيروسات الشديدة العدوى الذي يمكنه أن يغزو الجهاز العصبي ويسبب الشلل، ويؤثر بشكل رئيسي على الأطفال دون سن الخامسة. ويأتي لقاح شلل الأطفال على شكل قطرات تُعطى عن طريق الفم، ويجب أن يُحفظ باردًا، ولكن في ظل انقطاع الكهرباء على غزة منذ بداية الحرب، وبسبب عدم توفر الوقود لتشغيل المولدات وبالتالي استخدام أجهزة التبريد؛ فهذه تعتبر عقبة صعبة أمام توفير اللقاحات في غزة.
ضرورة لقاح فيروس شلل الأطفال
تعتبر لقاحات شلل الأطفال قوية وفعالة للغاية في السيطرة على هذا المرض، لذا يوصي مركز السيطرة على الأمراض في أمريكا بأن يتلقى الأطفال 4 جرعات في عمر شهرين، ثم 4 أشهر، ومن 6 إلى 18 شهراً، ثم في سن الخامسة تقريباً، لكن ثلاث جرعات كافية لمنح حماية بنسبة 99% على الأقل، والجرعة الرابعة هي لجعل هذه الحماية تدوم مدى الحياة.
لكن صعوبة الوضع الصحي والأمني في غزة يحول دون تلقي هذه اللقاحات، إذ يعمل 16 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في القطاع بشكل جزئي، فضلاً عن انعدام الأمن وعرقلة الانتقال والنزوح المستمر للسكان ونقص الإمدادات الطبية، بالإضافة إلى سوء نوعية المياه وضعف خدمات الصرف الصحي، وهذا ساهم بشكل فعلي في خفض معدلات التحصين وزيادة انتشار الأمراض.
يعيش العديد من الأشخاص في مخيمات بها مرحاض واحد فقط لكل 600 شخص، ولا يحصلون إلا على القليل من مياه الشرب الآمنة، كما أن مياه الصرف الصحي تتدفق بين خيام النازحين وفي المناطق المأهولة بالسكان، لذا شددت منظمة الصحة العالمية على ضرورة وقف إطلاق النار ودعم المنظومة الصحية في قطاع غزة بشكل عاجل، وإدخال الإمدادات الطبية واللقاحات اللازمة لمنع تفشي الأمراض المُعدية التي يمكن أن تمتد إلى مناطق وأماكن أخرى، مما ينذر بحدوث كارثة صحية حقيقية.