الذئبة الحمراء أو الذئبة الحمامية هي مرض مناعي ذاتي يهاجم فيه الجهاز المناعي للجسم خلاياه وأنسجته عن طريق الخطأ، حتى الآن، لم يكن السبب الحقيقي للمرض معروفًا، ولكن كان يُعتقد أنه ناتج عن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية. وفي دراسة حديثة أجراها باحثون من معهد هدسون للأبحاث الطبية في أستراليا ومركز قوانغتشو الطبي للنساء والأطفال في الصين، تمكّن الباحثون من تحديد متغير وراثي (جيني) رئيسي يساهم في تطور مرض الذئبة الحمراء عند الأطفال. ونُشرت الدراسة في مجلة Nature Immunology في 3 حزيران/يونيو 2024.
متغير وراثي يساهم في تطور مرض الذئبة الحمراء عند الأطفال
قام البروفيسور سيث ماسترز من معهد هدسون بالتعاون مع زملائه في مركز قوانغتشو الطبي للنساء والأطفال في الصين، بتحديد متغير جيني محدد يساهم في تطور مرض الذئبة الحمراء عند الأطفال. أوضح البروفيسور ماسترز أن هذا الاكتشاف هو تقدم كبير في فهم كيفية تطور المرض، وبالتالي كيفية علاجه، وأضاف قائلًا: "نعلم الآن أن بعض الأطفال يصابون بمرض الذئبة بسبب تغيرات في جيناتهم، وتحديد هذه التغييرات مهم جدًا لفهم سبب مرضهم، وأفضل الطرق للتخطيط لمستقبلهم".
تطوير علاجات جديدة لمرض الذئبة الحمراء عند الأطفال
أوضح البروفيسور ماسترز أن هذه الدراسة هي الأولى التي تُظهر تغيرات في جين معين يسمى UNC93B1، وأكد على أهمية تطوير علاجات تستهدف هذا الجين تحديدًا، وعلى أهمية تحديد المرضى الذين سيستفيدون من هذه العلاجات، مشيرًا إلى وجود متغيرات في عدة جينات يمكن أن تسبب الذئبة الحمراء عند الأطفال.
الذئبة الحمراء عند الأطفال أو الذئبة الحمامية الجهازية عند الأطفال (SLE)، مرض مناعي مزمن يمكن أن يؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم، فقد تصيب الجلد، والمفاصل، والكلى، والقلب، والرئتين، وخلايا الدم، والدماغ، وكذلك تختلف أعراضها وشدتها، ما يجعلها حالة معقدة وغير مفهومة. وتُشير التقديرات إلى أنّ 15% إلى 20% من حالات الإصابة بمرض الذئبة يتم تشخيصها عند الأطفال والمراهقين.
كيف تختلف الذئبة الحمراء عند الأطفال عن تلك التي تصيب البالغين؟
غالبًا ما تكون أعراض الذئبة الحمراء عند الأطفال أكثر حدة من أعراضها عند البالغين، وكذلك يتطور المرض بوتيرة أسرع لدى الأطفال. بالإضافة إلى ذلك، يكون الأطفال المصابون بمرض الذئبة أكثر عرضة للإصابة بتلف الأعضاء، بما في ذلك الكلى، والقلب، والجهاز العصبي.
ما هي أعراض مرض الذئبة الحمراء عند الأطفال؟
تتعدد أعراض مرض الذئبة الحمراء عند الأطفال، وقد تظهر بشكل مفاجئ أو تدريجي ثم تختفي، وغالبًا ما تكون مصحوبة بفترات يتمتع بها المريض بصحة جيدة، وتشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
- التعب.
- الحمى.
- فقدان الوزن.
- طفح جلدي، غالبًا ما يكون على شكل فراشة تغطي الخدين والأنف.
- ألم وتيبس في المفاصل، تشبه أعراض التهاب المفاصل.
ومن الأعراض المحتملة الأخرى ما يلي:
- تساقط الشعر.
- تقرحات في الفم.
- حساسية لأشعة الشمس.
- تورم الغدد الليمفاوية.
- ألم في منطقة الصدر.
- ألم في منطقة البطن.
- مشكلات عصبية، مثل الصرع والذهان.
- مشكلات في الكلى، مثل وجود بروتينات أو دم في البول.
- مشكلات في القلب، مثل التهاب التامور (وهو الغشاء الذي يحيط القلب) أو التهاب عضلة القلب.
- اضطرابات في الدم، مثل فقر الدم (الأنيميا)، أو انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء، أو انخفاض عدد الصفائح الدموية.
- مشكلات في العين، مثل جفاف العين أو التهابها (التهاب القزحية).
تشخيص مرض الذئبة الحمراء عند الأطفال
يمكن أن يكون تشخيص مرض الذئبة الحمراء عند الأطفال أمرًا صعبًا، وذلك بسبب تنوع أعراضه التي تتشابه مع أعراض أمراض أخرى. عادةً ما تكون اختبارات الدم هي الخطوة الأولى في التشخيص، فهذه الاختبارات تكشف وجود أجسام مضادة تظهر عادة لدى مرضى الذئبة. يُعتبر الاكتشاف المبكر للمرض أمرًا بالغ الأهمية، فهو يسمح بالبدء بالعلاج الفوري والسيطرة على المرض بشكل أفضل.
علاج مرض الذئبة الحمراء عند الأطفال
يعتمد علاج الذئبة الحمراء عند الأطفال على طبيعة الأعراض التي يعاني منها الطفل، فالهدف هو التحكم في الأعراض ومنع حدوث أي تلف في الأعضاء. وتشكّل الخيارات العلاجية المتاحة ما يلي:
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): تستخدم هذه الأدوية لإدارة آلام المفاصل والالتهابات.
- الكورتيكوستيرويدات (الستيرويدات القشرية): تساعد هذه الأدوية على تقليل الالتهاب وتثبيط جهاز المناعة.
- مثبطات المناعة: تستخدم هذه الأدوية في الحالات الشديدة للمرض للسيطرة على فرط نشاط الجهاز المناعي.
- مضادات الملاريا: تستخدم هذه الأدوية لعلاج أعراض الجلد والمفاصل.
اتباع نهج متعدد التخصصات هو أمر ضروري في علاج مرض الذئبة عند الأطفال، ويشمل هذا النهج العديد من الأطباء المتخصصين، بما في ذلك أطباء الروماتيزم وأطباء الكلى، لتقديم رعاية صحية شاملة.
تابع آخر أخبار صحتك عبر Google News
