صحــــتك

هل يمكن علاج الانسداد المعوي بدون جراحة؟

الصورة
مصطفى سعيد
هل يمكن علاج الانسداد المعوي بدون جراحة ؟

نتناول الطعام دائمًا بحب؛ لأننا لا نعاني من هضمه أو امتصاصه، فالمعدة والأمعاء يقومان بذلك، وما يتبقى يطرده الجسم، ويُترك بعيدًا. فماذا لو عانيت من انسداد الأمعاء، وأصبح تناول الطعام وهضمه أمرًا صعبًا يتطلب العلاج. في هذا المقال سنتناول حالة انسداد الأمعاء بما يشمل الأسباب، والأعراض، والعلاج. وهل يمكن علاج الانسداد المعوي بدون جراحة أم لا؟

ما هو الانسداد المعوي؟

الانسداد المعوي هو انسداد يمنع الطعام أو السوائل من المرور عبر الأمعاء الدقيقة أو الغليظة، وهو حالة طبية تتطلب رعاية فورية؛ إذ يؤدي الانسداد إلى منع الممر المعوي، أو إبطاء حركته، ويمكن أن تعلق النفايات، وبقايا الطعام خلف الانسداد، مما يؤدي إلى تلف الأنسجة. تساعد الإجراءات الغذائية في التحكم في الأعراض أثناء انتظار العلاج.

أهم أعراض الانسداد المعوي

قد تكون الآلام حادة من حين إلى آخر إلى أن يصبح الألم ثابتًا، وتشمل الأعراض واحدًا أو أكثر من الآتي: آلام في البطن أو انتفاخات، وتقلصات، والغثيان والقيء، ونقص في الشهية، والإسهال (في حالة الانسداد الجزئي)، والإمساك (في حالة الانسداد الكامل)، والإحساس بالتشنج أو التورم في البطن. أعراض الانسداد المعوي عند الأطفال تشمل ما يلي: الحمى، ودم في البراز، والخمول وقلة النشاط، والتورم، والبطن المتصلبة. وقد يعاني الأطفال أعراضًا، ولكنهم لا يستطيعون الإخبار، لذلك الرقابة الوالدية مهمة جدًا.

أنواع الانسداد المعوي

يُصنف الانسداد المعوي تبعًا للأمعاء التي يؤثر فيها إلى نوعين، هما انسداد الأمعاء الدقيقة: تحدث حوالي (80%) من الانسدادات في الأمعاء الدقيقة، حيث تتصل الأمعاء الدقيقة بالمعدة من أحد طرفيها والأمعاء الغليظة من الطرف الآخر، وانسداد الأمعاء الغليظة: تشمل الأمعاء الغليظة (القولون، والمستقيم)، وتمثل حوالي 20% من الانسدادات.

تصنيف انسدادات الأمعاء

يُعتبر انسداد الأمعاء حالة طبية تستدعي الاهتمام، حيث يحدث تعطل في تدفق الطعام أو السوائل عبر الجهاز الهضمي. قد ينجم عن أسباب متنوعة كانسداد جزئي أو كلي، وقد يتطلب علاجًا فوريًا لتجنب المضاعفات الخطيرة. ويمكن أن تصنَّف انسدادات الأمعاء إلى:

  • انسداد كامل، وهو انسداد كامل في الجزء المصاب من الأمعاء.
  • وانسداد جزئي أو تضييق الجزء المصاب.
  • وانسداد زائف أو خاطئ عندما يعاني المصاب نفس أعراض الانسداد المعوي دون إصابته بالمرض، ومن المعتقد أن يرجع ذلك إلى خلل في أعصاب الأمعاء.

 

متلازمة القولون العصبي (IBS) مقابل مرض التهاب الأمعاء (IBD)

أهم أسباب الانسداد المعوي

يمكن أن يحدث انسداد الأمعاء نتيجة لعدة أسباب مختلفة، ويساعد فهم هذه الأسباب في الوقاية من هذه المشكلة الصحية الخطيرة. من بين أهم الأسباب المحتملة لانسداد الأمعاء الانسداد الناتج عن وجود ورم في الأمعاء أو حولها، وتجلطات الدم في الأوعية الدموية المغذية للأمعاء، والتشوهات الهيكلية في الجهاز الهضمي مثل الانحناءات الشديدة أو الانضغاطات، ووجود التصاقات ناتجة عن العمليات الجراحية السابقة في البطن، والتهابات الأمعاء التي تسبب انتفاخاً وانسداداً، بالإضافة إلى تناول الأجسام الغريبة أو الأطعمة الكبيرة التي لا يمكن هضمها بشكل صحيح.

يجب على الأفراد الذين يعانون من أي أعراض تشير إلى احتمالية انسداد الأمعاء أن يستشيروا الطبيب لتقييم الحالة واتخاذ الخطوات اللازمة للتشخيص والعلاج. تشمل أسباب الانسداد المعوي الأكثر شيوعًا ما يلي:

  • التصاقات البطن: وهي مجموعة من الأنسجة تتشكل بعد الجراحة في البطن أو الحوض، وتعد عامل الخطر الرئيسي لانسداد الأمعاء الدقيقة.
  • الفتق: ويحدث نتيجة وجود ضعف في العضلات؛ إذ تخترق أجزاء من الأمعاء جزءًا ضعيفًا من جدار البطن. وتنسد الأمعاء إذا كانت محاصَرة بإحكام في المكان الذي تمر فيه. ويعد الفتق ثاني أكثر الأسباب شيوعًا لانسداد الأمعاء.
  • الأورام السرطانية: يعد سرطان القولون هو السبب الرئيسي لانسداد الأمعاء الغليظة؛ إذ تتشكل الأورام في الأمعاء، وتسبب الانسداد الجزئي، أو الكلي.
  • مرض التهاب الأمعاء: إذ يتسبب التهاب الأمعاء في تكوين الأنسجة الندبية في جدار الأمعاء، وتتراكم هذه الأنسجة مسببةً ضيقًا في الأمعاء.
  • التهاب الرتج: يحدث هذا الالتهاب عندما تتشكل جيوب صغيرة في القولون، وتصبح ملتهبة، ويسبب هذا التورم ضيقًا في القولون.
  • تناول جسم غريب: تناول شيء لا يستطيع الجسم معاملته أو تحطيمه مثل (المواد غير الغذائية) يمكن أن يعوق الأمعاء عن عملها مسببًا انسدادها.

كيف يشخَّص الانسداد المعوي؟

تشخيص الانسداد المعوي يتطلب فحصًا دقيقًا للأعراض واستخدام الفحوصات التشخيصية المناسبة. يبدأ التشخيص بجمع معلومات حول تاريخ الأعراض والتغيرات في نمط الإخراج والآلام البطنية. يتبع ذلك الفحص الجسدي الذي يتضمن فحص البطن للتحقق من وجود انتفاخات، والاستماع إلى أصوات الأمعاء، بعد ذلك يتم استخدام التصوير التشخيصي مثل الأشعة السينية للبطن والتصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم الحالة وتحديد موقع وسبب الانسداد المحتمل. نظرًا لأن حالة الانسداد المعوي حالة طبية طارئة؛ فعادةً ما يحدث التشخيص بسرعة، وقد يشمل التشخيص ما يلي:

  • الفحص البدني: سيُجري الطبيب فحصًا جسديًا للتحقق من تورم البطن أو الكتلة، وقد يستخدم سماعة طبية للاستماع إلى أصوات الأمعاء التي تشير إلى الانسداد.
  • اختبارات الدم: فحص الدم لفحص علامات العدوى.
  • الأشعة السينية في البطن: يمكن لهذه الأشعة أن تُظهر موقع الانسداد، كما يمكن لهذه الصور إظهار الهواء حول الأمعاء، أو الحجاب الحاجز، ويشير هذا الهواء إلى وجود جزء ميت في الأمعاء.
  • التصوير المقطعي: يوفر صورًا أكثر تفصيلًا من الأشعة السينية؛ إذ يقدم معلومات أكثر دقة حول مكان الانسداد، وسبب حدوثه.
  • الأشعة السينية لحقنة الباريوم: وهي أشعة سينية للقولون، وفيها يقوم الطبيب بإدخال قسطرة تملأ الأمعاء بسائل آمن يجعل الأمعاء تبرز بشكل أكثر وضوحًا من الأشعة السينية.
  • ولكن هذه الإجراءات تَستخدم الإشعاع، وهو غير آمن في حالات الأطفال، أو الحوامل. وهنا يَستخدم الطبيب الموجات فوق الصوتية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي بدلًا عن الإشعاع.

ما هي طرق علاج الانسداد المعوي بدون جراحة؟ 

هناك عدة طرق لعلاج الانسداد المعوي بدون الحاجة إلى الجراحة، من بين هذه الطرق التدابير التحفيزية مثل تغيير نمط الحياة، واتباع نظام غذائي غني بالألياف، وشرب الكميات الكافية من الماء، كما تُستخدم القسطرة لتخفيف الضغط في الأمعاء وتحليل المواد المتراكمة.

تُعد الأدوية مثل الملينات والملينات السطحية والأدوية المضادة للانتفاخ والمضادة للتشنجات من العلاجات الشائعة، ويتم اختيار العلاج الأنسب بناءً على سبب وشدة الانسداد وحالة المريض.

يمكن علاج الانسداد المعوي بدون جراحة في حال كانت الانسدادات الجزئية، إذ يساعد الطبيب في تثبيت الحالة، ووضعها على نظام غذائي سائل لمساعدة الأمعاء على الراحة. وقد يشمل علاج الانسداد المعوية بدون جراحة ما يلي:

  • السوائل الوريدية: في حالة معاناة المصاب من الجفاف، فسيحصل على السوائل والإلكتروليتات من خلال السائل الوريدي.
  • الأدوية: قد يحصل المصاب على أدوية الغثيان، وتخفيف الآلام عن طريق الوريد لتخفيف الأعراض، وفي حالة العدوى قد يلجأ الطبيب إلى المضادات الحيوية.
  • أنبوب أنفي مَعدي: قد يضع الطبيب أنبوبًا رقيقًا من خلال الأنف وفي المعدة لشفط السوائل والغازات التي تراكمت في الجهاز الهضمي. يمكن أن يخفف هذا من الأعراض، وقد يساعد أيضًا في إزالة الانسداد.
  • راحة الأمعاء: للسماح للأمعاء بإزالة الانسداد وترك التورم ينخفض، قد يحتاج المريض إلى التوقف عن الأكل أو الشرب مؤقتًا، ويحصل على سائل يوفر التغذية التي يحتاجها.

أشهر الأدوية التي تساعد في علاج الانسداد المعوي بدون جراحة

هناك العديد من الأدوية التي تُستخدم لعلاج الانسداد المعوي دون الحاجة إلى جراحة، وتتنوع هذه الأدوية في آليات عملها وتأثيراتها، مما يتيح للأطباء اختيار العلاج الأنسب لكل حالة. وفي حالة علاج الانسداد المعوي بدون جراحة يمكن أن تساعد الأدوية أحيانًا في السيطرة على أعراض انسداد الأمعاء، ولكن عادةً ما تتحكم هذه الأنواع من العلاج في الأعراض لفترة من الوقت فقط. وأشهر هذه الأدوية هي:

  • دواء يسمى (بوسكوبان): يوقف تقلصات العضلات، ويقلل الألم، ويمكن أيضًا تناول مسكنات الألم والأدوية المضادة للمرض.
  • عقار يسمى (octreotide): يقلل من كمية السوائل التي تتراكم في المعدة، والجهاز الهضمي. يمكن أن يساعد في التحكم في المرض.
  • الستيرويدات: ومضادات الالتهاب يمكن أن تساعد في تخفيف الألم.

مضاعفات الانسداد المعوي

من المهم فهم مضاعفات انسداد الأمعاء، فهي قد تكون خطيرة وتشكل تحديات صحية جديدة، ويمكن أن يؤدي انسداد الأمعاء إلى تدهور الحالة الصحية بسرعة، وفي بعض الحالات قد يكون مهددًا للحياة. يمكن أن تشمل المضاعفات الشائعة جدًا الامتصاص المعوي المنخفض، والتهاب الأمعاء، والتورم المعوي، والنزيف، والتسمم الدموي. تتطلب مضاعفات انسداد الأمعاء عادةً تدخلاً طبيًا فوريًا، وقد تستلزم الجراحة العاجلة في بعض الحالات لمنع تفاقم الحالة والحفاظ على الصحة والسلامة العامة للمريض، ولها مضاعفات تصل إلى حد الخطورة، من أهمها:

  1. الثقب والعدوى: يمكن للسوائل والغازات التي تتراكم خلف الانسداد أن تخلق ضغطًا يتسبب في الثقب، مما يعرّضها لخطر الإصابة بعدوى في البطن.
  2. موت الأنسجة: يمنع الانسداد أجزاء من الأمعاء من الحصول على ما يكفي من الدم. في النهاية تبدأ الغرغرينا مع موت الأنسجة مما يتسبب في خطر الإصابة بعدوى خطيرة.

 

ما هي علامات تسمم الدم؟

4 خطوات لنظام غذائي لمن يعاني انسداد الأمعاء

قد تكون مشكلة انسداد الأمعاء مزعجة للغاية وتؤثر سلبًا على الجودة العامة للحياة، ويمكن للتغييرات الغذائية المناسبة أن تلعب دورًا حاسمًا في التخفيف من هذه المشكلة. بدءًا من تضمين مزيد من الألياف في النظام الغذائي إلى زيادة شرب الماء وتقليل تناول الأطعمة الدسمة، يمكن للتغييرات البسيطة تحقيق تحسينات كبيرة. تعرَّف على الخطوات الأساسية التي يمكن اتباعها لتحسين صحة الجهاز الهضمي وتخفيف مشكلة انسداد الأمعاء:

  • الخطوة الأولى، تُتَّبع هذه الخطوة في حالة الانسداد الكامل، وتعتمد على السوائل، ومن أمثلة السوائل الشفافة ما يلي: الماء والشاي الأسود، أو القهوة السوداء، وعصير الفاكهة المصفى مثل التفاح وماء جوز الهند
  1. الخطوة الثانية، تُتَّبع هذه الخطوة عندما يبدأ الانسداد في العلاج وتستقر الأعراض، وتشمل ما يلي: حليب كامل الدسم، ومشروبات الزبادي، وآيس كريم ناعم، وحساء رقيق مثل الدجاج بدون قطع.

  2. الخطوة الثالثة، تُتَّبع هذه الخطوة في حال عدم وجود أي ألم بعد شرب السوائل بعدة أيام، وتشمل تناول الأطعمة الناعمة، أو المهروسة والأطعمة المنخفضة الألياف، كالخضراوات واللحم أو الدجاج المهروس. 

  3. الخطوة الرابعة، تُتَّبع في حالة عدم وجود ألم بعد الخطوة السابقة، ومنها ما يلي: الحبوب المبللة مثل الأرز المنقوع في الحليب الكامل الدسم، والأسماك المعلبة (التونة، والسلمون)، والمكرونة البيضاء، والبيض المسلوق.

مَن هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض انسداد الأمعاء؟

من بين العديد من الظروف الصحية التي يمكن أن تؤثر سلبًا على جهاز الهضم، يُعد انسداد الأمعاء إحدى أكثر الحالات التي قد تسبب مشكلات خطيرة. يتأثر بهذا المرض عادة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في عملية الهضم أو الإمساك المزمن، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من تشوهات هيكلية في الأمعاء. تواجه الفئات العمرية المتقدمة والذين يعانون من الأمراض المزمنة، مثل السكري وأمراض القلب، مخاطر أكبر لهذا المرض. قد يكون المصابون بهذه الحالات أكثر عرضة للانسداد المعوي. من هذه الأمراض ما يلي:

  • جراحة في البطن: وهذا يزيد من خطر الإصابة بالانسداد المعوي، وكذلك خطر الإصابة بالفتق.
  • داء الرتج: وهذا يعني أن شيئًا ما يهيج الأمعاء.
  • مرض التهاب الأمعاء.
  • ابتلاع الأجسام الغريبة.
  • الإمساك المزمن.
  • السرطان.

 

ختامًا، فإن فهم أسباب وأنواع انسداد الأمعاء أمرٌ مهم للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي. ينبغي استشارة الطبيب في حالة ظهور أعراض الانسداد مثل الألم الشديد وتغيرات في عادات الإخراج. التشخيص المبكر والعلاج السليم يساهمان في تجنب المضاعفات وضمان الراحة والصحة العامة.

آخر تعديل بتاريخ
06 مايو 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.