يرتبط لقاح كوفيد mRNA بعلاقة سببية مع التهاب عضلة القلب كما أكّد المراجعون المستقلون للتقرير، وأكّدوا أيضاً على نطاق أوسع أن جرعات لقاح كوفيد mRNA يمكن أن تسبب سلسلة من إصابات موضعية في منطقة الكتف. وفي الوقت نفسه رفضت لجنة الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب (NASEM) وجود علاقة سببية بين لقاحات Pfizer -BioNTech BNT162b2 أو Moderna mRNA-1273 وحدوث العقم عند النساء، أو متلازمة غيلان باريه، وشلل بيل، والتخثر مع متلازمة نقص الصفيحات (TTS)، واحتشاء عضلة القلب.
كما اعتُبرت الأدلة كافية لرفض وجود علاقة سببية بين لقاح فايزر وحدوث السكتة الدماغية، ومع ذلك، لم تكن هناك بيانات كافية لقول الشيء نفسه بالنسبة لفيروس موديرنا، وفقًا لتقرير إدارة الموارد والخدمات الصحية (HRSA)، وهي وكالة فرعية تابعة لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية في أمريكا.
تفاصيل تقرير لقاح كوفيد mRNA
على الرغم من وجود مجموعة كبيرة من الأدلة ومن الجهود الاستثنائية التي بذلها المحققون العاملون على التقرير في جميع أنحاء العالم، وجدت اللجنة أنه في كثير من الحالات لم تكن الأدلة كافية لقبول أو رفض العلاقة السببية لحدوث ضرر محتمل معيّن من لقاح محدد لمرض كوفيد 19، كما قالت نائبة رئيس اللجنة آن باس، دكتوراه في الطب في وايل كورنيل للطب، ومستشفى الجراحة الخاصة، ومستشفى نيويورك بريسبيتيريان، بمدينة نيويورك، في بيان صحفي. وحذرت قائلة: "في حالات أخرى، وجدنا أدلة كافية لإثبات العلاقة السببية، ومع ذلك من المهم أن نلاحظ أن تحديد الضرر لا يعني أنه يحدث بشكل متكرر، كما أن الأضرار المرتبطة باللقاحات نادرة الحدوث".
الأضرار المحتملة من لقاح كوفيد mRNA
تم التحقق من وجود علاقة بين تلقي لقاح كوفيد mRNA وحدوث التهاب عضلة القلب في العديد من الدراسات، وقد وصَفت التقارير باستمرار التهاب عضلة القلب المرتبط بلقاح كوفيد mRNA بأنه التهاب خفيف في الغالب، وأظهرت السجلات التفصيلية أن الذين تلقوا لقاح كوفيد وحدث لديهم التهاب عضلة القلب كانوا غالبًا من الرجال والفتيان المراهقين الذين كانوا غير قادرين على التعافي تمامًا بعد المكوث بضعة أيام في المستشفى.
ولم يتم تسجيل حدوث ارتفاع مخيف في الوفيات القلبية المفاجئة بين الأفراد المصابين بالتهاب عضلة القلب، فعلى سبيل المثال؛ أبلغت دراسة حديثة من ولاية أوريغون عن عدم وجود وفيات قلبية مفاجئة زائدة بين الشباب بعد وقت قصير من تلقي لقاح كوفيد mRNA .
وقال رئيس اللجنة جورج إيشام، دكتوراه في الطب من معهد هيلث بارتنرز في الولايات المتحدة: "بالنظر إلى أن الدراسات التي استعرضناها تم إجراؤها بعد وقت قصير من توفّر اللقاحات، فإن المعلومات الواردة في هذا التقرير تعتبر لَقطَة سريعة في الوقت المناسب، وسيتم تطوير لقاحات جديدة وإجراء المزيد من الأبحاث".
في عام 2022، استبدلت شركتا Pfizer وModerna الجيل الأول من لقاح كوفيد mRNA بنسخ ثنائية التكافؤ تجمع بين الحماية ضد سلالة كوفيد الأصلية ومتغيرات Omicron الفرعية منها، والتي انتشرت في ذلك الوقت، ولم يتم اعتماد النسخ الثنائية على نطاق واسع مثل اللقاحات الأصلية، وكان يشتبه في البداية بخطر تسببها بالسكتات الدماغية حتى تحول الشك إلى الجرعات العالية من اللقاح أو لقاحات الإنفلونزا المساعدة.
وظلت اللقاحات الثنائية التكافؤ متاحة حتى وصول اللقاحات الأحادية التكافؤ (تعمل على متحور معين من كوفيد 19 بشكل مخصّص وموجّه)، التي تستهدف متغير XBB.1.5 Omicron الفرعي.
هل تناول التقرير لقاحات أخرى؟
في التقرير الحالي تم استعراض الأدلة الخاصة بلقاحَين آخرين لكوفيد 19، وهما لقاح الناقل بالفيروس الغدي من إنتاج شركة جونسون آند جونسون (J&J)، واللقاح القائم على البروتين S نوفافاكس. وأوضحت التقارير أن لقاح جونسون آند جونسون قد يسبب متلازمة تي تي إس ومتلازمة غيلان باريه (تم سحب هذا اللقاح من السوق في عام 2023) في حين أن الأدلة على لقاح نوفافاكس لم تكن كافية لقبول أو رفض وجود علاقة سببية مع أي من الآثار الجانبية.
وبالإضافة إلى تلك الآثار الجانبية التي تم تسجيلها بالفعل، شملت الآثار الجانبية الأخرى التي تم التحقيق فيها: اعتلال الأعصاب الالتهابي المزمن المزيل للميالين، والتهاب النخاع المستعرِض، والصداع المزمن، ومتلازمة عدم انتظام دقات القلب الانتصابي الوضعي، وفقدان السمع الحسي العصبي، وطنين الأذن، وفُرفرية نقص الصفيحات، ومتلازمة تسرب الشعيرات الدموية، والسكتة الدماغية النزفية، وتخثر الأوردة العميقة، والانسداد الرئوي، أو الجلطات الدموية الوريدية، والتهاب التامور دون التهاب عضلة القلب، والموت المفاجئ.
ختاماً؛ أقرّ مراجعو التقرير أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة والاستقصاء حول الآثار الجانبية لتلقي لقاح كوفيد mRNA وأن الآثار الجانبية التي تم استنتاجها هي محتملة وليست مؤكَّدة ونادرة الحدوث، كما أنهم أقروا بعدم وجود أدلة كافية للتوصل إلى استنتاجات حول الأضرار المحتملة على الأطفال، وخاصة الأطفال دون سن 11 عاماً.