صحــــتك

البروبيوتيك هل يخلصنا من تأثير الجسيمات البلاستيكية في أجسامنا؟

البروبيوتيك
البروبيوتك

البروبيوتيك قد يحمي الجسم من الجسيمات البلاستيكية الصغيرة جداً التي لا تُرى بالعين المجردة في عبوات مياه الشرب، التي من المفترض أن تكون صحية وآمنة، ناهيك عن تلك التي تتسرب من الأوعية البلاستيكية التي يوضع فيها طعام أو شراب ساخن.

 

مشكلة هذه الجسيمات أنها قادرة على اختراق الحواجز المنيعة التي في الدماغ، كما أنها قادرة على البقاء داخل الخلايا الحية، وحتى الآن؛ فإن العلماء وجدوا من آثارها حدوث أمراض السرطان والكثير من التسممات الأخرى، وما خفي أعظم.

 

سنتعرف هنا على نتائج دراسة علمية مبشرة بالخير تقول إنه يمكن للمخللات واللبن أن تخلصنا من تأثير الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، وحتى تعرف المزيد تابع معنا قراءة المقال.


البروبيوتيك قد تحمي الجسم من الجزيئات البلاستيكية

ملخص الدراسة العلمية

نشر باحثون إيرانيون عام 2023 مراجعة للدراسات التي نُشرت في الفترة 2015 إلى 2023 حول المواد البلاستيكية النانوية (NPs) والمواد البلاستيكية الدقيقة (MPs) المصنوعة من البوليسترين (PS) المستخدَمة في صنع الأجهزة والإلكترونيات والعديد من قطع غيار السيارات، وهي مواد سامة للإنسان، خاصة عن طريق ابتلاع هذه الجسيمات البلاستيكية.

 

وغالبًا ما تدخل هذه المواد إلى الجهاز الهضمي، إذ يمكن أن تسبب العديد من التأثيرات الضارة، بما في ذلك اضطرابات معوية، وأورام، والسُّمية الخلوية، والسُّمية الإنجابية، والسمية العصبية، وتفاقم الإجهاد التأكسدي.

 

على الرغم من وجود تقارير واسعة النطاق عن التأثيرات الوقائية للبروبيوتيك Probiotics على الضرر الناجم عن الملوثات الكيميائية، فإن المعلومات المتوفرة محدودة حول كيفية حماية هذه البكتيريا من سُمّية البوليسترين سواء في البشر أو الحيوانات.

 

يمكن كشف التأثيرات الوقائية للبروبيوتيك في بعض الأعضاء، مثل الجهاز الهضمي، والجهاز التناسلي، وحتى في الدماغ.

لقد ثبت أن المواد البلاستيكية النانوية والمواد البلاستيكية الدقيقة يمكن أن تحفّز حدوث اضطراب وخلل التكاثر الميكروبي في الأمعاء والأنف والرئتين، ويمكن أخذ بكتيريا بروبيوتيك في الاعتبار من أجل الوقاية والعلاج.

وقد ظهر للباحثين أن البروبيوتيك قد يتغلب على سُمّية جسيمات البوليسترين النانوية والدقيقة في البشر، على الرغم من أن هناك حاجة لبعض الدراسات قبل تقديم أي توصيات سريرية.

ما هو البروبيوتيك ؟

البروبيوتيك هي بكتيريا حية وخمائر مفيدة لك، وخاصةً لجهازك الهضمي، وعادة ما نفكر بهذه البكتيريا على أنها تسبب الأمراض. لكن جسمك مليء بالبكتيريا، الجيدة منها والسيئة، غالبًا ما يطلق على البروبيوتيك اسم البكتيريا "الجيدة" أو "المفيدة"، لأنها تساعد في الحفاظ على صحة أمعائك.

 

يمكنك العثور على البروبيوتيك في المكملات الغذائية وبعض الأطعمة، مثل لبن الزبادي ومخلل الملفوف. غالبًا ما يقترحها الأطباء للمساعدة في علاج مشكلات الجهاز الهضمي

كيف تعمل البروبيوتيك ؟

وفقًا لنتائج الدراسة السابقة؛ يمكن اعتماد البروبيوتيك كوسيلة داعمة تخلّصنا من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة التي تدخل أجسامنا. لقد أظهرت بعض الدراسات كيف يمكن للبكتيريا المفيدة الموجودة في البروبيوتيك أن تمتص وتحيّد بعض المعادن الثقيلة مثل الزئبق والكادميوم.

 

وفي الوقت نفسه، نجحت بعض السلالات الجرثومية المفيدة في تقليل المشكلات الصحية عن طريق الارتباط بالفثالات (وهي المواد الكيميائية المستخدَمة لجعل البلاستيك الأكثر متانة) وتحللها.

 

وفي دراسة حديثة، وجد العلماء الصينيون أن سلالات البروبيوتيك خفّفت الالتهاب بما يكفي لتحسين نوعية الحيوانات المنوية لدى الفئران بعد التعرض لجسيمات البلاستيك الدقيقة المصنوعة من البوليسترين. 

 

 على الرغم من أن الآلية الدقيقة لكيفية حماية البروبيوتيك لنظام الدم -نخاع العظم والخلايا التي ينتجها- من التأثيرات السامة للجسيمات البلاستيكية غير واضحة، فإن الباحثين يشيرون إلى أن البروبيوتيك يمكن أن تنتج مستقلَبات جزيئية صغيرة معينة أو ترسل إشارات تساعد الكائن الحي على تعزيز مناعته من خلال الاستجابة أو قمع الاستجابات الالتهابية.

 

كما يشير الباحثون إلى الدراسات التي تفيد بأن بعض سلالات البروبيوتيك يمكنها تعديل ميكروبيوم الأمعاء وتطبيع الاستجابة المناعية لمنع الخلل الوظيفي المعوي.

سُمّية جسيمات البوليسترين

تعتمد كيفية تأثير جسيمات البوليسترين في الخلايا على حجمها وتركيزها، ومدة التعرض لها، ونوع الكائن الحي أو الخلايا المعرَّضة للجسيمات، وقد بحثت معظم الدراسات التي تمت مراجعتها في التأثيرات السامة على الأسماك أو الفئران، مع دراسة عدد قليل منها للخلايا البشرية.

 

من بين أشياء أخرى، وجدت الدراسات أن هذه الجسيمات لها آثار محتملة على السُمّية الوراثية، والسمية المناعية، والسمية العصبية، والسمية الدموية، والسمية الإنجابية، ويمكن أن تؤدي أيضًا إلى ضرر مؤكسِد وزيادة التفاعل الالتهابي.

 

على سبيل المثال، في الجهاز العصبي للفئران، قد تُغيِّر هذه الجسيمات مستوى الناقلات العصبية، والتي بدورها يمكن أن تؤثر على استجابات التوتر والسلوك، ووجدت دراسة مختلفة أن جسيمات الحمض النووي لسَمَك الشبوط المعرَّضة لبلاستيك البوليسترين النانوي قد تضررت بسبب التفاعل المباشر بين الجسيمات والحمض النووي أو زيادة إنتاج الجذور الحرة.

 

نظرت العديد من الدراسات في السُمّية الخلوية لجسيمات البوليسترين مما تسبب في تلف الخلايا أو موتها، ولكن النتائج تباينت من حيث عدم العثور على أي آثار للجسيمات التي تمزق أغشية الخلايا.

 

ويشير مؤلفو الدراسة إلى أن الاستخدام العالمي للمواد البلاستيكية يتزايد سنويًا، وأفادت أبحاث سابقة أنه تم اكتشاف المواد البلاستيكية الدقيقة في معظم فئات الأطعمة المستهلَكة ومياه الشرب و البراز البشري، ويمكن أيضًا أن تنتقل جسيمات البلاستيك الدقيقة من التربة إلى الشبكات الغذائية.

 

علاوة على ذلك، فقد وُجد أن المواد البلاستيكية الدقيقة والنانوية المحمولة جواً تسبب مخاطر على صحة الإنسان على طول الجهاز التنفسي، بدءًا من التهيج وحتى ظهور السرطان عند التعرض المزمن.

 

ما وراء القناة الهضمية

تتوسع الأبحاث حول الفوائد الصحية للبروبيوتيك إلى ما هو أبعد من صحة الأمعاء، وتنتقل إلى فوائد البروبيوتيك للصحة العقلية والمناعة وصحة العين والجلد.

 

وفي الوقت نفسه، تسلط العلامات التجارية الخاصة بالتغذية الضوء على الطلب المستمر على المنتجات التي تستهدف محور الأمعاء والدماغ (أي نظام الاتصال الثنائي الاتجاه بين الجهاز الهضمي البشري والدماغ) وتعمل الأبحاث على بناء فهم أفضل للروابط بين البكتيريا المعوية والمجالات الصحية الأخرى.

 

وفقًا لمؤلفي المراجعة، تسلط التجارب السريرية الضوء على أن البروبيوتيك يمكن أن يستعيد التنوع الهضمي والميكروبي، وبالتالي يقلل من الآثار الجانبية الناجمة عن الأمراض أو العلاج الطبي.

 

وجدت دراسات أخرى أن بعض جراثيم البروبيوتيك يمكن أن تحسن وظائف الكبد، وتحمي وظائف الكلى، وتحسن الوظيفة الإدراكية والاستجابات الحركية لدى المرضى الذين يعانون من مرض باركنسون، وتحسن الخصوبة لدى المرضى الذين يعانون من متلازمة المبيض المتعدد الكيسات عن طريق تقليل الالتهاب. كما تم مؤخرًا اكتشاف أن البروبيوتيك من شركة BioGaia السويدية يزيد من استجابة مناعة الجسم البشري لمرض كوفيد-19 (الكورونا).

 

كيف تؤثر المواد البلاستيكية الدقيقة على صحة أمعائنا؟

يجمع العلماء معًا أدلة مثيرة للقلق على أن القطع البلاستيكية الصغيرة تعطل عملية الهضم والميكروبيوم لدينا. وفي الوقت الحاضر، تأتي جميع وجباتنا تقريبًا متبّلة بكميةٍ من الجسيمات والألياف البلاستيكية الصغيرة.

 

لا يعرف العلماء بالضبط مقدار ما نستهلكه منها، لكن التقديرات تتراوح بين خمسة غرامات في الأسبوع، أي بوزن بطاقة الائتمان، وصولاً إلى جزء أصغر من ذلك، لكن الوزن ليس كل ما يهم، إذ يمكن لشظايا صغيرة جدًا بحجم بكتيريا واحدة أو حتى أصغر منها، أن تخترق الخلايا البشرية وتنتقل من الأمعاء إلى مجرى الدم.

 

إن ما تفعله المواد البلاستيكية الدقيقة بصحتنا الهضمية هو سؤال مفتوح، وهو سؤال تحاول الدراسات الحديثة الإجابة عليه. وتُظهر النتائج التي توصلوا إليها، رغم أنها أولية، أن المواد البلاستيكية الدقيقة يمكن أن تغير نفاذية الأمعاء، وتغير طريقة هضم الطعام.

ما هي كمية البلاستيك التي نأكلها؟

يبلغ حجم المواد البلاستيكية الدقيقة أقل من خمسة ملليمترات، أي بحجم حبة السمسم تقريبًا، وجد الباحثون هذه البوليمرات الثابتة موجودة في كل مكان بحثوا فيه تقريبًا: في الأرز والسكر والمأكولات البحرية والخضراوات ومياه الشرب والمطر والهواء. تتكون الملابس والسجاد المصنوعة من البوليستر من ألياف بلاستيكية دقيقة، ويمكن أن يؤدي فتح زجاجة الصودا إلى إطلاق رذاذ من آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة.

 

على الرغم من وجودها في نظامنا الغذائي في كل مكان، لا يُعرف سوى القليل عن كيفية تأثير هذه العناصر على محطتها الأولى في جسم الإنسان، أي الجهاز الهضمي. قد يكون من الصعب دراسة المواد البلاستيكية الدقيقة، إذْ يقول الخبراء بالنسبة للجسيمات البلاستيكية الدقيقة، فهي ليست ملوثًا واحدًا؛ إنها الكثير من الملوثات المختلفة.

 

بالإضافة إلى مجموعة واسعة من البوليمرات البلاستيكية المستخدَمة -البولي إيثيلين في زجاجة بلاستيكية، والفينيل في ستارة الحمام- هناك مجموعة واسعة من المواد الكيميائية المضافة إلى البلاستيك لمنحها خصائص خاصة مثل المرونة أو المقاوَمة للأشعة فوق البنفسجية، وقد أظهرت الأدلة أن العديد من هذه المواد المضافة، مثل ثنائي الفينول-A والفثالات، تشكل مخاطر صحية حتى عند مستويات منخفضة للغاية، مثل أجزاء في التريليون.

 

يَستخدم العلماء أجهزة متخصصة لتحليل الأطوال الموجية للضوء التي ترتد عن قطعة معينة من البلاستيك، ومقارنتها بقواعد البيانات التي أنشأها باحثون آخرون، لكن هذه العملية غير مثالية، لأن شيئًا أساسيًا مثل عمر البلاستيك يمكن أن يغير كيفية انعكاس الضوء.

 

إضافة إلى بعض التعقيدات في الشكل والحجم، فإن حبة البلاستيك المرئية بالعين المجردة تتصرف بشكل مختلف تمامًا عن جسيم نانوي بلاستيكي بحجم الفيروس، وقد أظهرت دراسات متعددة أن أصغر المواد البلاستيكية يمكن أن تنتقل من الأمعاء إلى الدم، ومن هناك إلى الدماغ والمشيمة والكبد وغيرها من الأعضاء.

 

وكلما كان الجزيء أصغر، زادت مساحة سطحه النسبية، مما يزيد من قدرة الجسيمات البلاستيكية الدقيقة على الالتصاق بالخلايا وترشيح جرعة أعلى من المضافات الكيميائية. إن المواد البلاستيكية النانوية صغيرة جدًا لدرجة أنه لا توجد حاليًا طريقة لاكتشافها في الأنسجة البشرية.

 

لا يستطيع الباحثون إطعام المتطوعين من البشر طعامًا مغلفًا بالبلاستيك ورؤية ما يحدث، وبدلًا من ذلك، يتعين عليهم اتباع مجموعة متنوعة من الوسائل غير المباشرة مثل: تحليل البراز البشري، أو إنشاء بدائل اصطناعية للأعضاء الهضمية، أو استخدام حيوانات المختبر، أو دراسة الكائنات البرية في البيئات الملوثة بالبلاستيك.

 

كيف نتجنب تناول المواد البلاستيكية الدقيقة؟

هناك بعض الوسائل المنطقية لتقليل التعرض الغذائي للمواد البلاستيكية، مثل استبدال أواني الطهي البلاستيكية وحاويات الطعام باستخدام المعادن والزجاج والسيراميك، ولكن حتى أكثر الممارسين المجتهدين للتخلص من البلاستيك لا يمكنهم فعل الكثير.

 

بعد 50 عامًا من إلقاء النفايات البلاستيكية في البيئة، يليه تحللها إلى قطع أصغر من أي وقت مضى، أصبح كل ركن من أركان الكوكب الآن مزروعًا بهذه الجسيمات الدقيقة الضارة. يقول الخبراء إنها موجودة في الهواء الذي تتنفسه، والماء الذي تشربه، والطعام الذي تأكله.

 

وإلى أن تتخذ الحكومات والشركات إجراءات جذرية لخفض إنتاج البلاستيك والنفايات، فإن كل شخص على وجه الأرض، حتى في المناطق النائية في القطب الشمالي، سيستمر في تناول شيء من البلاستيك مع كل وجبة.

 

 

لقد أصبحنا نعيش وسط محيط هائل من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة التي تأكد للعلماء أنها السبب في الكثير من أمراض العصر، لكن يبدو أن تناول البروبيوتيك (مثل المخللات ولبن الزبادي) قد يساعدنا نوعًا ما في التخلص من أضرار هذه الجسيمات.

 

لكن يفضل أن تسأل طبيبك إذا كان تناول البروبيوتيك فكرة جيدة بالنسبة لك بشكل عام، يُعتقد أن الأطعمة والمكملات الغذائية التي تحتوي على البروبيوتيك آمنة لمعظم الأشخاص، على الرغم من أنه لا ينبغي لبعض الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الجهاز المناعي أو من حالات صحية خطيرة أخرى تناول البروبيوتيك.

 

المصادر:

Could probiotics protect against human toxicity caused by polystyrene

Could Probiotics Protect You From Microplastics?

Probiotics vs. plastics

How do microplastics impact our gut health?

آخر تعديل بتاريخ
20 أبريل 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.