بعد أن شهد العالم جائحة فيروس كورونا وبعد أكثر من 3 سنوات من الصراع مع هذه الجائحة، ظهرت نقاط تحوّل مهمة في الطريقة التي نتعامل بها مع هذا الفيروس، تتعلق واحدة من هذه النقاط بمدة العزل للمصابين، فمع تطور الفهم العلمي لفيروس كورونا وتحديث الإرشادات الطبية، لم يعد المصابون بفيروس كورونا بحاجة للعزل لمدة 5 أيام كما كان سابقًا. سنستعرض في هذا المقال هذه الإرشادات الجديدة وما سببها، وهل هذا أول تغيير أم يوجد تغيرات أخرى؟
الإرشادات الجديدة لفيروس كورونا
أعلن المركز الأمريكي لمكاﻓﺤﺔ اﻷﻣﺮاض واﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ أن المصابين بفيروس كورونا لم يعودوا بحاجة للعزل 5 أيام، وأنه يمكن للمصابين متابعة عملهم وأنشطتهم في حالة كانت الأعراض خفيفة وتتحسّن بعد يوم من الإصابة بالحمى. توجَد بعض الإرشادات الجديدة لفيروس كورونا، وتشمل:
- إذا كان لدى المريض أعراض، فيجب الانتظار والبقاء في المنزل حتى تصبح الأعراض خفيفة وتتحسن، ويمر يوم بعد تحسن الأعراض.
- الحذر بارتداء كمامة، والحفاظ على مسافة بين الشخص المصاب وبين الآخرين.
لا يوجد تغير في إرشادات دُور رعاية المسنين، ومع ذلك يجب الوقاية من العدوى عن طريق أخذ التطعيم، وغسل اليدين، واستنشاق الهواء النقي.
هل يوجد قلق من تغيير إرشادات فيروس كورونا؟
نعم، يوجد بعض القلق المرتبط بهذه الإرشادات حتى مع التفهم التام، وذلك لأن الأشخاص المصابين قد يسيئوا استخدام هذه الصلاحيات. على سبيل المثال، قد يأخذ أصحاب العمل هذه التغييرات حجّة ويطلبوا من الموظفين العودة إلى العمل قبل أن يكونوا بصحة جيدة بالقدر الكافي، وبالتالي من الممكن أن يسببوا ضررًا لزملائهم في العمل، ويساعدوا في نشر العدوى.
ما سبب تغيير إرشادات فيروس كورونا؟
يعتبر هذا التغيير مشابهًا لتوصيات فيروسات الجهاز التنفسي مثل الإنفلونزا، مع العلم أنه لم تتغير المدة المحتملة التي يكون فيها المصابون بفيروس كورونا ناقلين للعدوى. واستند هذا القرار بناءً على الآتي:
- فيروس كورونا لم يعد يهدد الصحة العامة مثل السابق، إذ يعتبر هذا الفيروس حاليًا المركز العاشر من أسباب الوفاة، بعد أن كان في المركز الثالث.
- معظم الأشخاص حاليًا لديهم مناعة من فيروس كورونا، سواء من العدوى أو من تطعيم سابق.
- لم يعد يسبب فيروس كورونا عددًا كبيرًا من الوفيات وحالات دخول المستشفى مثلما كان في أول سنوات الوباء.
هل هذا أول تغيير لإرشادات عزل فيروس كورونا؟
لا، هذا ليس أول تغيير، فقد نصحت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية سابقًا بفترة عزل 10 أيام، وفي عام 2021 خفضتها إلى 5 أيام للمصابين في حالة عدم ظهور أعراض عليهم أو عند وجود حالة بسيطة. ووفقًا لهذا الإرشاد ينتهي العزل في حالة عدم وجود حمى لمدة 24 ساعة بدون استخدام أدوية خافضة للحمى، ومعالجة الأعراض الأخرى.
ما هي مدة بقاء فيروس كورونا في الجسم؟
تختلف مدة بقاء فيروس كورونا في الجسم من شخص لآخر. عادةً لا ينقل المرضى هذه العدوى بعد حوالي 10 أيام من ظهور الأعراض لأول مرة. لكن، إذا كان الشخص المصاب يعاني من ضعف المناعة، فمن المحتمل أن يظل مُعديًا لفترة أطول بكثير. يقلل التطعيم ضد فيروس كورونا -على ما يبدو- بشكل كبير من وقت الإصابة بالفيروس، وأيضًا من طول الفترة التي يكون فيها الشخص مُعديًا.
ما هي أدوية علاج كورونا؟
يتلقى المريض أدوية علاج فيروس كورونا على حسب حالته، إذ وافقت إدارة الغذاء والدواء (FDA) على العديد من الأدوية المضادة للفيروسات المستخدَمة لعلاج حالات كوفيد-19. وتشمل العلاجات المتاحة ما يلي:
- دواء نيرماتريلفير / ريتونافير أقراص عن طريق الفم، والذي يُباع تحت الاسم التجاري باكسلوفيد لعلاج كوفيد-19، إذا كان الشخص مصابًا، ولكنه يتلقى العلاج خارج المستشفى.
- دواء ريمديسيفير، تحت الاسم التجاري فيكلوري، عن طريق الوريد للمرضى البالغين والأطفال المصابين بكوفيد-19 الذين لا يحتاجون إلى دخول المستشفى والذين يدخلون المستشفى.
- دواء باريسيتينيب (أولوميانت) ودواء توسيليزوماب (اكتيمرا) لبعض المرضى البالغين في المستشفى المصابين بكوفيد-19.
ختامًا:
يعكس التغيير في إرشادات فيروس كورونا تطور الفهم العلمي والتقدم في الحماية الصحية، ويجب علينا جميعًا الاطلاع الدائم على آخر التطورات، واتباع الإرشادات الصحية الجديدة للحفاظ على سلامتنا وسلامة المجتمع كله. لكن، على الرغم من تخفيف إرشادات العزل، فمن الواضح أن فيروس كورونا ما يزال يمثل تهديدًا مهمًّا لصحة الناس، وخاصة بالنسبة لكبار السن والأشخاص أصحاب المناعة الضعيفة. وبالتالي يتعين عليهم اتخاذ احتياطات إضافية لن يتخذها العديد من الشباب الأصحاء الذين لا يعانون من أمراض مصاحِبة.