يُعَد التنمر أحد أنواع السلوك العدواني الذي يسعى فيه شخص أو جماعة إلى إخافة أو إيذاء شخص آخر، وهناك العديد من الأنواع من التنمر، أحدها هو التنمر الاجتماعي.
يشير مصطلح التنمر الاجتماعي إلى نوع من التنمر يستهدف الجانب الاجتماعي من حياة الشخص، أي يعمل فيه المتنمر مثلاً على إيذاء الشخص الآخر في سمعته أو علاقاته مع الآخرين. نبين فيما يلي تعريفاً أشمل للتنمر الاجتماعي، ونقدم بعض الأمثلة التوضيحية عليه، وبعض الأسباب التي قد تدفع أحدهم إلى هذا النوع من السلوك، وما هي الأساليب الأفضل للاستجابة إليه.
ما هو تعريف التنمر الاجتماعي؟
يُعد التنمر الاجتماعي أحد أنواع التنمر الذي يقوم به المتنمر عن قصد بإيذاء سمعة شخص آخر أو علاقاته مع الآخرين، وقد يكون التنمر الاجتماعي بين الزملاء في المدرسة أو العمل أو بين الأصدقاء أو حتى أفراد العائلة. قد يكون التنمر الاجتماعي مباشراً، ولكن عادة ما يتضمن سلوكيات غير مباشرة تهدف إلى الإساءة إلى سمعة الشخص الآخر، أي أن المتنمر لا يواجه الشخص الذي يتنمر عليه مباشرة، وإنما يتحدث عنه مع أشخاص آخرين ضمن دائرته الاجتماعية.
أمثلة على التنمر الاجتماعي
فيما يلي بعض الأمثلة على الأساليب التي قد تتم فيها ممارسة التنمر الاجتماعي:
- نشر الشائعات عن أحد الأشخاص.
- السخرية من الآخرين وإطلاق الألقاب عليهم.
- الطلب من الآخرين تجاهل شخص ما، أو عدم دعوته إلى مناسبة ما مثلاً.
- تجاهل شخص ما بشكل واضح أثناء التواجد مع آخرين.
- مغادرة المكان أو الغرفة عند دخول شخص محدد إليها.
- نشر صور أو بوستات تسخر من الشخص الآخر على مواقع التواصل الاجتماعي.
- مضايقة شخص ما على مواقع التواصل الاجتماعي.
- المزاح بشكل يسبب الإحراج للطرف الآخر.
تشير الدراسات إلى وجود علاقة بين التنمر الاجتماعي وزيادة احتمالية الإصابة بالمشكلات النفسية لكل من الشخص الذي يتعرض للتنمر والمتنمر.
أسباب التنمر الاجتماعي
يصعب فهم الأسباب التي تدفع شخصًا إلى التنمر على شخص آخر، وأيضاً الأسباب التي تجعل الشخص عرضة للتنمر من الآخرين، وتشير بعض الدراسات إلى وجود عوامل مختلفة تلعب دوراً في التنمر، سواء القيام به أو التعرض إليه، ومن بعض هذه العوامل:
- العيش ضمن بيئة عائلية يشوبها اختلالات.
- وضع اجتماعي اقتصادي مُتَدَنٍّ.
- الاختلاف عن الآخرين في البيئة المحيطة، إما في الجنس أو العِرق أو الطباع والصفات الشخصية.
- التعرض لمواقف صعبة أثناء مرحلة الطفولة.
- امتلاك صفات شخصية محددة، مثل روح المنافسة العالي.
بالرغم مما سبق، فإنه من المستحيل تحديد السبب الذي يدفع شخص إلى ممارسة التنمر، أو يجعل الشخص أكثر عرضة له، وإنما ما ذكرناه هو عوامل قد تزيد من احتمالية الأمرين، ولكن ليس بالضرورة أن تؤدي إلى أي منهما.
كيف تتعامل مع التنمر الاجتماعي
الأطفال هم أكثر عرضة للتنمر الاجتماعي، والكل يتحمل مسؤولية الوقوف في وجه هذا النوع من التنمر وغيره من أنواع التنمر إن شهدناه، ولهذا يجب التدخل بأسرع وقت ممكن في حال رأينا طفلًا يتعرض إلى تنمر اجتماعي من أقرانه، وذلك بسبب التأثيرات السلبية المحتملة على الطفل إن استمر التنمر دون ردع.
ولا يعني هذا بالطبع أن البالغين غير معرَّضين للتنمر الاجتماعي، سواء في العمل أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وليس من السهل معرفة كيفية الاستجابة الصحيحة لهذا النوع من السلوك. إذا كنت شاهداً على تعرُّض أحد ما إلى تنمر اجتماعي، فإنه من الأفضل في هذه الحالة أن تحاول تغيير موضوع الحديث إلى أمر آخر بدلاً من مواجهة المتنمر مباشرة، وإن لم ينجح ذلك، فقد تضطر إلى مواجهة سلوك المتنمر بدعم من الآخرين من حولك حتى يدرك أن هذا السلوك غير مقبول.
وإذا كنت أنت الذي تتعرض للتنمر الاجتماعي، فيُنصح في هذه الحالة الابتعاد عن المتنمر، وتقليل الوقت الذي تقضيه معه قدر الإمكان.