زهرة الآلام Passion flower أو زهرة العاطفة أو كرمة العاطفة أو زهرة الساعة، هي زهرة برية جميلة تُنتِج فاكهة تسمى فاكهة الآلام. ومن الشائع رؤية زهرة الآلام مع أعشاب مهدئة أخرى، مثل جذر حشيشة الهر، وبلسم الليمون، والبابونجا بهدف الحصول على فعالية أكبر. وعادةً ما تُزرع زهرة الآلام في أوروبا، ولكن موطنها الأصلي الأجزاء الجنوبية الشرقية من أمريكا.
لكن، دعونا نتفق منذ البداية أنه على الرغم من استخدام زهرة الآلام أو الترويج لها في بعض الأحيان لهذه الأغراض، فإن هناك نقصًا في الأدلة التي تدعم هذه الاستخدامات.
فوائد زهرة الآلام
1. قد تساعد في تقليل آثار انقطاع الطمث
يرتبط انقطاع الطمث عند النساء بالشعور بالقلق والاكتئاب، والذي يحدث غالبًا بسبب انخفاض مستويات حمض غاما أمينوبوتيريك (GABA)، وهو مادة كيميائية في الدماغ. العلاج الهرموني الذي يعتمد على الطب الحديث يمكن أن يخلق الكثير من الآثار الجانبية غير المرغوب بها.
أظهرت الدراسات أن هذه الزهرة يمكنها أن تقلل أعراض انقطاع الطمث، مثل الهبات الساخنة والتعرق الليلي، والأرق والاكتئاب، والغضب والصداع، وقد تكون بديلًا للعلاج الهرموني التقليدي.
2. تساعد على خفض ضغط الدم
أجرت مجلة الكيمياء الحيوية الغذائية دراسة بحثية باستخدام مستخلص زهرة الآلام، وجدت الدراسة أن مستويات ضغط الدم انخفضت بشكل ملحوظ، ويرجع ذلك على الأرجح إلى خصائص المستخلص التي تعزز (GABA). وتشير الدراسات التي تم نشرها عن الحيوانات إلى أن لب الفاكهة هو علاج محتمل لخفض ضغط الدم الانقباضي عن طريق إعطاء ثمانية ملليغرامات منه لمدة خمسة أيام، وكانت النتيجة أن مستخلصها يزيد من مستويات إنزيم مضاد للأكسدة، ويقلل من مستويات الدهون المؤكسدة التي يمكن أن تسبب أضرارًا نتيجة لتراكم السموم والفضلات في الجسم، وبالتالي ارتفاع ضغط الدم.
3. يمكن أن تقلل من القلق
قد تكون زهرة الآلام مفيدة في تقليل القلق، وقد عُرفت منذ فترة طويلة كعلاج شعبي، ويُعتقد أن بعض المركّبات الموجودة فيها قد تتفاعل مع بعض المستقبلات في الدماغ، مما يؤدي إلى الاسترخاء. ونظرًا لأنها تزيد من مستويات مركّب الـ (GABA)، فإن نشاط بعض خلايا الدماغ قد تجعل القلق ينخفض ويجعلك تشعر بمزيد من الاسترخاء.
4. قد تساعد في تلطيف أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو اضطراب في الدماغ يظهر في أعراض مثل عدم الانتباه وفرط النشاط، والاندفاع الذي يتعارض مع نمو الطفل أو أنشطته اليومية. ويكون هذا الاضطراب مصدر قلق مستمر للعديد من الآباء. وللأسف، يعزف بعضهم عن الالتزام بالعلاجات الدوائية خوفًا من آثارها الجانبية، وقد أظهرت دراسة استقصائية أن الآباء يختارون علاجات بديلة لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أكثر فأكثر، وكان من ضمن هذه العلاجات البديلة هي زهرة الآلام والبابونج الروماني، وحشيشة الهر، وبلسم الليمون. لكن، تذكَّر أن هذه المكملات العشبية ليست بديلًا أبدًا عن العلاجات الدوائية، ويبقى رأي الطبيب هو الأساس.
5. قد تساعد على خفض مستويات الأنسولين
أُجريت دراسة باستخدام دقيق قشر فاكهة زهرة الآلام الصفراء لمعرفة مدى تأثيره على مستويات السكر في الدم. تم تقييم حساسية الأنسولين في محاولة لفهم مقاومة الأنسولين لدى مرضى السكر بشكل أفضل. لإجراء الدراسات، طُلب من 43 متطوعًا مصابين بداء السكري من النوع الثاني (28 أنثى و15 ذكرًا) تناول كمية معيّنة من دقيق قشر فاكهة زهرة الآلام الصفراء لمدة شهرين، وأظهرت النتائج انخفاض مقاومة الأنسولين لدى مرضى السكري من النوع الثاني، مما يشير إلى أن زهرة الآلام قد تفيد مرضى السكري. لكن من المهم معرفة أن هذه الدراسة صغيرة جدًا، ويجب إجراء دراسات كبرى لإثبات ذلك.
6. يمكن أن تحسن النوم
قد تكون زهرة الآلام، مع جذر حشيشة الهر، واحدة من أفضل المكملات العشبية للمساعدة في علاج الأرق.
7. قد تلطف وتقلل من الالتهاب
وجدت دراسات عديدة استقصائية أنه عند استخدام زهرة الآلام تم تقليل نشاط مضادات الأكسدة في الجسم، وهذا قلل من مستويات علامات الالتهابات في الدم، مما يشير إلى تقليل الالتهاب.
8. قد تخفف من اضطراب المعدة
تشير بعض الأبحاث أيضًا إلى أن أنواعًا معينة من زهرة الآلام قد تكون مفيدةً لتخفيف مشكلات المعدة، بما في ذلك القرحة. لكن، هذه الدراسات أجريت على الفئران، وتحتاج لدراسات أخرى.
طريقة استخدام زهرة الآلام
هناك عدة طرق لتناولها، الأكثر شيوعًا هي الشاي والمستخلصات السائلة والصبغات والكبسولات، وغالبًا ما تُستخدم بنقع ملعقة صغيرة من العشب المجفف في كوب من الماء المغلي لمدة 10 دقائق تقريبًا، ثم يصفى ويُشرَب. ويمكنك تناول كوبين أو ثلاثة أكواب على مدار اليوم، ويمكنك أيضًا تجربة إضافتها إلى ماء الاستحمام الخاص بك للاسترخاء.
المخاطر والآثار الجانبية لـ زهرة الآلام
في وقت ما، تمت الموافقة على استخدامها كمهدئ ومساعد على النوم بدون وصفة طبية في الولايات المتحدة، ولكن في عام 1978، تم سحبها من السوق بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة ونقص الاختبارات.
في حين تشير الدراسات إلى العديد من الاستخدامات الإيجابية، استشر طبيبك دائمًا قبل تناول أي عشبة جديدة بأي شكل من الأشكال.
وقد تم الإبلاغ عن بعض الآثار الجانبية، مثل:
- النعاس.
- تشوش الدماغ.
- الغثيان.
- ضربات القلب السريعة.
- القيء.
- الحمل والرضاعة: أشارت إحدى الدراسات الصغيرة إلى أن زهرة الآلام قد تترافق مع حدوث بعض المضاعفات أثناء الحمل، فقد تؤدي إلى الولادة المبكرة ومشكلات أخرى، إذ إن هناك بعض المواد الكيميائية الموجودة في نبات زهرة الآلام والتي قد تسبب انقباض الرحم، لهذا لا تستخدمي زهرة الآلام إذا كنتِ حاملًا. أيضا، لا توجد معلومات موثوقة كافية لمعرفة ما إذا كانت زهرة الآلام آمنة للاستخدام أثناء الرضاعة الطبيعية، والأفضل البقاء على الجانب الآمن وتجنب استخدامها.
- بالنسبة للأطفال: ربما تكون زهرة الآلام آمنة بالنسبة لمعظم الأطفال عند تناولها عن طريق الفم لفترات قصيرة من الزمن. تم استخدام منتج محدد من زهرة الآلام بأمان مع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و13 عامًا لمدة تصل إلى 8 أسابيع.
- الجراحة: زهرة الآلام قد تبطئ الجهاز العصبي. التخدير والأدوية الأخرى المستخدمة قبل وبعد الجراحة يمكن أن تؤدي أيضًا إلى إبطاء الجهاز العصبي. قد يؤدي جمعهما معًا إلى إبطاء الجهاز العصبي كثيرًا. تحدَّث إلى مقدم الرعاية الصحية إذا كنت تتناول زهرة الآلام في غضون أسبوعين من الجراحة المقررة.
- التفاعلات الدوائية والتحذيرات: كما هو الحال مع أي علاج عشبي، هناك دائمًا إمكانية التفاعل بين زهرة الآلام والعلاجات والأدوية الأخرى. هناك قائمة شاملة إلى حد ما من الأدوية المعروفة بتفاعلاتها المحتملة مع زهرة الآلام، وتشمل مضادات الاكتئاب، ومضادات الهيستامين، والبنزوديازيبينات، والباربيتورات.
