دواء فلوفوكسامين المضاد للاكتئاب قد يمنع تطور كوفيد-19

دواء فلوفوكسامين مضاد للاكتئاب قد يمنع تطور مرض كوفيد-19.

دواء فلوفوكسامين مضاد للاكتئاب معتمَد لعلاج الوسواس القهري، لكن هل يمكن اعتباره خيارًا فعّالًا وقليل التكلفة لعلاج المرضى في مراحلهم المبكرة من فيروس كوفيد-19؟ يتناول هذا المقال تجارب حديثة ونتائج ملموسة تعزّز فعالية دواء فلوفوكسامين، وتسلط الضوء على إمكانيات استخدامه الواسعة في مجالات الوقاية وعلاج المرضى المصابين بكوفيد-19 في منازلهم دون الحاجة لدخول المستشفى، ولكن بداية سنتعرف على دواء فلوفوكسامين، وآلية عمله، وآثاره الجانبية.

ما هو دواء فلوفوكسامين؟ وما آلية عمله؟

ينتمي دواء فلوفوكسامين إلى فئة من الأدوية تُعرف باسم مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs). يعمل فلوفوكسامين عن طريق المساعَدة في استعادة توازن مادة السيروتونين في الدماغ، مما يعزز عملها على مستقبلات 5HT1A الذاتية.

يُستخدم دواء فلوفوكسامين بشكل رئيسي لعلاج أعراض اضطراب الوسواس القهري (OCD) لدى البالغين والأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 8 سنوات.

الآثار الجانبية لدواء فلوفوكسامين

يمكن أن تشمل الآثار الجانبية الشائعة لدواء فلوفوكسامين ما يلي:

النعاس.
الدوخة والضعف.
القلق.
الاضطراب المعوي.
صعوبة النوم.
فقدان الشهية.
الغثيان والقيء.
الإسهال.
زيادة حركات العضلات.
جفاف الفم والتهاب الحلق.
ألم في العضلات.
مشكلات جنسية.

يمكن أن يُسبب دواء فلوفوكسامين آثارًا جانبية خطيرة، مثل:

تغيرات في المزاج: يجب على المريض إبلاغ الطبيب فوراً إذا شعر بتغييرات في المزاج أو السلوك، بما في ذلك تدهور الاكتئاب، أو صعوبة في النوم، أو الأفكار الانتحارية.
تأثير على الأطفال: يجب فحص نمو الأطفال باستمرار أثناء استخدام الفلوفوكسامين.
أعراض متلازمة السيروتونين: يُنصح بالبحث عن الرعاية الطبية في أسرع وقت إذا كان المريض يعاني من اضطرابات مثل الهلوسة أو الرعشة.

تجارب حول إمكانية استخدام دواء فلوفوكسامين لعلاج كوفيد-19

في 14 سبتمبر 2023، قام جياوين دينغ وفريقه بجامعة تورونتو في كندا، ببحث في قواعد البيانات حول استخدام دواء فلوفوكسامين بمقارنة مع العناية القياسية، أو مع العلاج الوهمي لدى المرضى غير المستشفيين المصابين بكوفيد-19.

تتضمن نتائجُ الفعالية الأولية دخولَ المستشفى واستخدام الرعاية الصحية، والمعرَّفة على أنها مجموعة من زيارات غرف الطوارئ أو دخول المستشفى. وتتضمن نتائجُ الفعالية الثانوية حدوثَ الوفاة، وإمداد الأكسجين، ودعم التنفس.

بشكل إجمالي، تم تضمين 9 تجارب عشوائية تحت السيطرة شملت 5,861 مشارِكًا ضمن الدراسة.

نتائج البحث:

أظهرت نتائج البحث تأثير دواء فلوفوكسامين بجرعة 100 مجم مرتين يوميًا في تقليل الحاجة إلى دخول المستشفى بشكل كبير، بينما لم يكن هناك تأثير ملحوظ عند استخدام جرعة 50 مجم مرتين يوميًا.
تشير التحليلات إلى ارتباط كبير بين استخدام دواء فلوفوكسامين وتقليل دخول المرضى إلى المستشفى، بغض النظر عن الجرعة، ولكن لم يظهر وجود ارتباط كبير بين استخدامه واستخدام الرعاية الصحية العامة.
في الوقت نفسه، لم يترتب على أي من برامج العلاج بدواء فلوفوكسامين تقليل أخطار الوفاة، أو الحاجة إلى الإمداد بالأكسجين.
بينما لم يكن هناك ارتفاع في حدوث آثار جانبية خطيرة، كان دواء فلوفوكسامين بجرعة 100 مجم مرتين يوميًا مرتبط بزيادة في عدم التزام المريض بالعلاج مقارنة بالدواء الوهمي.
على الرغم من ملاحظة تأثيرات علاجية كبيرة في تقليل دخول المستشفى واستخدام الرعاية الصحية، أشار الكتّاب إلى أن الآثار المطلَقة النهائية كانت ضعيفة، مشيرين إلى ضرورة علاج 67 و44 مريضًا بدواء فلوفوكسامين بجرعة 100 مجم مرتين يوميًا لتجنب الحاجة إلى دخول مستشفى، واستخدام رعاية صحية إضافية، على التوالي.

الملخص: ارتبط نظام الجرعات العالية (100 مجم مرتين يوميًا) من دواء فلوفوكسامين بانخفاض بنسبة 25% في ضرورة الدخول للعلاج في المستشفى، وانخفاض بنسبة 32% في ضرورة استخدام الرعاية الصحية لدى المرضى المصابين بكوفيد-19 في منازلهم دون الحاجة لدخول المستشفى.

طريقة عمل دواء فلوفوكسامين لعلاج كوفيد-19

لا توضح الأبحاث الحالية بالتفصيل كيفية عمل فلوفوكسامين لعلاج كوفيد-19، لكن هناك بعض النظريات التي يمكن أن توضح طريقة عمل الدواء. يرتبط دواء فلوفوكسامين بمستقبِل سيجما -1، مما يساعد على تنظيم الالتهاب والإشارات المناعية. بالتالي يمكن أن يساعد الدواء في الوقاية من حالات كوفيد-19 الشديدة بسبب تأثيراته المضادة للالتهابات، والتي تساعد المرضى على التعافي، وتقلل من دخولهم إلى المستشفى، وتخفض نسبة الوفاة.

هل يمكن استخدام مضادات الاكتئاب الأخرى أيضًا لعلاج كوفيد-19؟

يرتبط عدد من مضادات الاكتئاب القديمة بمستقبِل سيجما-1، ولذا من المنطقي إمكانية استخدام بعض مضادات الاكتئاب الأخرى التي تستهدف الالتهاب في علاج العدوى الفيروسية مثل مرض كوفيد-19، ولكن هل سيُنتِجون نفس النتائج التي أظهرها دواء فلوفوكسامين؟ المؤكد أنه من الصعب إجابة هذا السؤال دون القيام بدراسات مناسبة.