جميع الأدوية لها تاريخ انتهاء صلاحية على عبواتها، حتى يَعرف المستخدم متى يستخدمها، ولكن إلى متى يمكن للمريض الاستمرار في استخدام الأدوية بعد تاريخ انتهاء الصلاحية؟ وهل من الآمن تناول الأدوية المنتهية الصلاحية؟ وهل يختلف تاريخ انتهاء الصلاحية المدوَّن على عبوة الدواء بعد فتح العبوة؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا المقال.
ما هو تاريخ انتهاء الصلاحية؟
تاريخ انتهاء الصلاحية هو النقطة الزمنية التي لم يَعُدْ فيها الدواء ضمن حالة مقبولة لاعتباره فعالاً، إذ يُعتَبر تاريخ انتهاء الصلاحية اليوم الأخير الذي تضْمَن فيه الشركة المصنِّعة الفعاليةَ الكاملة للدواء وسلامته. ينبغي على المستخدم حينها ألا يستخدم الدواء بعد نهاية الشهر المحدَّد. ويُحدَّد العمر الافتراضي للدواء إما عن طريق تكسير المادة الفعالة، أو عن طريق خطر التلوث.
كيف يُحدَّد تاريخ انتهاء الصلاحية للأدوية؟
تقوم الشركات بتقدير تاريخ انتهاء الصلاحية للدواء باستخدام اختبار الثبات تحت ممارسات التصنيع الجيد GMP على النحو الذي تحدده إدارة الغذاء والدواء (FDA). عادةً ما يكون للمنتجات الدوائية تاريخ انتهاء صلاحية يمتد من 12 إلى 60 شهرًا من وقت التصنيع. ومع ذلك، قد تكون مدة الصلاحية الفعلية للدواء أطول بكثير كما أظهرت دراسات الاستقرار.
هل يمكن استخدام الأدوية بعد انتهاء تاريخ الصلاحية؟
لكي نجيب على هذا السؤال، يجب علينا أولًا معرفة هل تفقد الأدوية المنتهية الصلاحية مفعولها؟ فأفضل دليل يشير إلى أن بعض الأدوية يمكن أن يستمر استخدامها بعد تاريخ انتهاء صلاحيتها هو من برنامج تمديد مدة الصلاحية (SLEP)، الذي تنفّذه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لصالح وزارة الدفاع. فقد كان الهدف الأساسي من البرنامج هو تحديد العمر الافتراضي الفعلي للأدوية العسكرية المخزَّنة لاستخدامها في المستقبل، بالإضافة إلى توفير ملايين الدولارات.
تم تقييم نحو 122 منتجًا دوائيًا مختلفًا في برنامج SLEP، من حيث فعالية الأدوية، ودرجة حموضتها، ومحتوى الماء، والذوبان، أو وجود الشوائب. واستنادًا إلى بيانات استقرار الأدوية، تم تمديد تواريخ انتهاء الصلاحية على 88% من الكمية التي تم تقييمها إلى ما بعد تاريخ انتهاء الصلاحية الأصلي لمدة 66 شهرًا في المتوسط. كما أظهرت اختبارات أخرى أن العديد من الأدوية ما تزال فعالة لعقود بعد تاريخ انتهاء صلاحيتها. لذا، فإن تاريخ انتهاء الصلاحية لا يشير حقًا إلى النقطة التي يصبح فيها الدواء غير فعال، أو يصبح غير آمن للاستخدام. ومع ذلك، تقوم الصيدليات أو المستشفيات بالتخلص مما يزيد عن 800 مليون دولار من الأدوية سنويًا.
هذا يجعلنا نتساءل: هل تاريخ انتهاء الصلاحية هو حيلة تسويقية من قبل الشركات المصنعة للأدوية، لكي يقوم المستخدم بإعادة شراء الدواء وإعادة تخزين خزانة الأدوية، وبالتالي المزيد من الربح للشركات؟ أم أن الشركات المصنعة للدواء تضع تواريخ انتهاء الصلاحية متحفظة للغاية لضمان حصول المستخدم على 100% من فاعلية الدواء؟
في الواقع؛ لكي تقوم الشركات المصنعة للأدوية بإجراء اختبار تاريخ انتهاء الصلاحية لفترات أطول، فسيؤدي ذلك إلى إبطاء قدرتها على تقديم تركيبات جديدة ومحسنة للمرضى.
هل من الآمن تناول الأدوية المنتهية الصلاحية؟
على الرغم من إثبات فعالية معظم الأدوية بعد انتهاء تاريخ صلاحيتها، فإن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) توصي بعدم تناول الأدوية مطلقًا بعد تاريخ انتهاء صلاحيتها، لأنها قد تحتوي على أخطار بسبب وجود العديد من المتغيرات غير المعروفة. فهناك العديد من العوامل التي تؤثر على فعالية الدواء، مثل: التركيب الكيميائي، طريقة التخزين، وتاريخ التصنيع الأصلي. ومن الأدوية غير الآمنة بعد تاريخ انتهاء صلاحيتها:
الشكل الدوائي هو أحد أهم العوامل التي تؤثر على طول ثبات واستقرار فعالية الدواء، فعلى سبيل المثال، الأشكال الصلبة مثل الأقراص والكبسولات، تكون أكثر استقرارًا بعد تاريخ انتهاء صلاحيتها. عكس الأدوية الموجودة في محلول أو في شكل معلق معاد تكوينه، التي قد لا تتمتع بالفعالية المطلوبة إذا تم استخدامها بعد انتهاء صلاحيتها.
وبما أن الحرارة والرطوبة والضوء، بالإضافة إلى عوامل التخزين الأخرى -كما ذكرنا- يمكن أن تؤثر على استقرار الأدوية، بالتالي لا يمكن ضمان استقرار الدواء بمجرد فتح الزجاجة الأصلية حتى قبل انتهاء تاريخ صلاحيتها، وهذا ما تؤكد عليه العديد من الشركات المصنعة. وهذا يأخذنا إلى عنوان المقال الرئيسي هل يختلف تاريخ انتهاء صلاحية الأدوية بعد فتحها؟
صلاحية الأشربة والعلاجات الموضعية بعد فتحها
بمجرد فتح عبوة الدواء الأصلية؛ فإن تاريخ انتهاء الصلاحية المدون على العبوة يمكن إهماله ولم يَعُد مضمونًا. فيما يلي تواريخ انتهاء الصلاحية الموصى بها للأدوية بعد فتحها.
- الأدوية على شكل شراب بالفم في الزجاجة الأصلية للشركة المصنعة (Syrup)، على سبيل المثال: باراسيتامول شراب (أدول ®)، إيبوبروفين شراب (بروفين ®)، ميترونيدازول شراب (فلاجيل ®): 6 أشهر من تاريخ الفتح، ما لم تنصح الشركة المصنعة بخلاف ذلك على العبوة الأصلية.
- المضادات الحيوية على شكل شراب: 7-14 يومًا، بعد الفتح (إعادة التكوين).
- الكريم الموضعي/المرهم (أنبوبة): 3 أشهر بعد الفتح، ما لم تنصح الشركة المصنعة بخلاف ذلك.
- نقط الأنف أو الأذن، مرهم الأنف أو الأذن، بخاخ الأنف: 3 أشهر من تاريخ الفتح، أو حسب تعليمات الشركة المصنعة أيهما أقصر.
- قطرة أو مرهم العين: شهر من تاريخ الفتح، أو حسب تعليمات الشركة المصنعة أيهما أقصر.
- الإنسولين: يُحفظ في الثلاجة قبل الفتح، وصالح لمدة شهر من تاريخ الفتح بحرارة الغرفة.
- أجهزة الاستنشاق: تاريخ انتهاء الصلاحية المدوّن على عبوة الشركة المصنعة.
- الأقراص: تاريخ انتهاء الصلاحية المدوّن على علبة الدواء.
نصائح خاصة بتاريخ انتهاء الصلاحية وحفظ الدواء:
- يجب إهمال تاريخ انتهاء الصلاحية المدون على عبوات الأشربة والعلاجات الموضعية بعد الفتح، وتسجيل تاريخ وتوقيت فتح الأدوية بدقة.
- درجة حرارة الغرفة تعني: 25 درجة مئوية، ودرجة حرارة الثلاجة تعني: 2-8 درجة مئوية.
- شهر من تاريخ الفتح تعني 28 يومًا من تاريخ الفتح.
- إذا كان تاريخ انتهاء الصلاحية للدواء ديسمبر 2023، هذا يعني أن صلاحية الدواء تنتهي يوم 31/12/2023. أما إذا كان تاريخ انتهاء صلاحية الدواء 27/12/2023، هذا يعني أن صلاحية الدواء تنتهي يوم 27/12/2023 ولا يُستخدم بعدها.
المصادر: