عندما يبدأ موسم البرد والإنفلونزا، نعتقد جميعاً أننا خبراء في التعامل مع تلك الحالة المرَضية، لكن في نهاية المطاف، هل يمكنك حساب عدد المرات التي مرضْتَ فيها في حياتك؟ فقد اتضح أن بعض المعتقدات الشائعة حول الوقاية والعلاج لا تصمد أمام العلم. إليك ما يجب معرفته للبقاء سليماً من البرد والإنفلونزا.
ما هي أبرز المفاهيم الخاطئة عن الإنفلونزا؟
هناك مجموعة من الخرافات المرتبطة لدينا بالإنفلونزا ونزلات البرد، نستعرض منها ما يلي:
-
كثرة تناول الفيتامين C يجنِّبك نزلات البرد، ويساعد في سرعة التعافي
الحقيقة: يتم تسويق مكملات الفيتامين C بشكل كبير كوسيلة للوقاية من نزلات البرد أو تقصير مدتها، لكن الأبحاث تشير إلى أن التأثيرات الإيجابية محدودة بالنسبة لمعظم الناس.
أظهرت التجارب أن الفيتامين C يقلل من خطر الإصابة بالبرد، وقد أُجريت على عدَّائي الماراثون والمتزلجين والجنود الذين يمارسون تمارين مكثفة في المناطق شبه القطبية، وليس على الأشخاص العاديين الذين يعيشون حياتهم.
وفي الواقع، الجرعات العالية من هذا الفيتامين يمكن أن تسبب حرقة المعدة، والغثيان، والصداع، وحتى حصوات الكلى. فإذا كنت تتبع نظاماً غذائياً يشمل الفواكه والخضراوات، فلن تحتاج إلى المكملات الغذائية. أفضل طريقة للبقاء بصحة جيدة هي ممارسة عادات صحية جيدة، مثل ممارسة التمارين الرياضية والسيطرة على التوتر والنوم والتغذية الجيدة، وغسل اليدين جيداً وتجنب الحشود والحفلات الموسيقية المزدحمة والأشخاص المرضى.
-
يمكنك أن تصاب بالرشح إذا خرجت من بيتك دون معطف
الحقيقة: هذه ليست الطريقة التي تسير بها الأمور، على عكس ما قالته لك جدتك. تحدث نزلات البرد غالباً عندما يكون الطقس بارداً، ولكن ليس بسبب برودة الجسم، فمن المحتمل أن يأتي هذا الاعتقاد الخاطئ من حقيقة أن الهواء الشتوي الجاف (الذي يمكن أن تنتقل من خلاله الفيروسات بسهولة أكبر)، ودرجات الحرارة الباردة يدفعان الناس إلى البقاء في منازلهم وفي أماكن مغلقة مع السعال والعطس وتناثر الجراثيم بين أفراد الأسرة وزملاء العمل.
الرشح ونزلات البرد والإنفلونزا هي أمراض تسببها العدوى بهذه الفيروسات، ولا تحدث لمجرد التعرض للبرد دون وجود مصدر لهذه العدوى.
يمكن للبالغين أن يتوقعوا إصابة الجهاز التنفسي بواقع مرتين إلى ثلاث مرات في العام، ومن المرجح أن يصاب الأطفال بأكثر من ذلك. ارتدِ ملابس دافئة في الخارج في الشتاء لتجنب التعرّض للصقيع وانخفاض حرارة الجسم، ومن أجل الشعور بالراحة، لكن الإصابة بنزلة برد لا ينبغي أن تكون أحد مخاوفك.
-
لقاح الإنفلونزا يمكن أن يصيبك بها
الحقيقة: هذا الأمر غير ممكن، إذ تحتوي لقاحات الإنفلونزا على فيروسات معطَّلة، مما يعني أنها لم تعد مُعْدية. وعلى الرغم من أن لقاح الإنفلونزا بشكل رذاذ الأنف يحتوي بالفعل على فيروساتها الحية، فإن الفيروسات يتم إضعافها حتى تتمكن من التكاثر فقط في أنفك، وليس في الرئتين، حيث يمكن أن تسبب المرض، ما قد يبدو وكأنه أعراض الإنفلونزا، مثل الصداع والحمى وآلام العضلات، لكن من المرجح أن يكون هناك تأثيرات جانبية نتيجة لإثارة اللقاح للاستجابة المناعية في جسمك.
ولكن حتى لو شعرت بالتعب قليلاً لمدة يوم أو يومين، فإن ما تحصل عليه في المقابل هو الحماية من المرض الشديد بدءاً من نحو أسبوعين بعد حصولك على اللقاح، كما تتجنب أيضاً إصابة الأشخاص من حولك بالمرض. وأفضل وقت للحصول على لقاح الإنفلونزا هو بداية فصل الخريف، على الرغم من أنه لا يزال بإمكانك حماية نفسك من تفشي الإنفلونزا المتأخر إذا حصلت عليه في أواخر شهر فبراير.
-
إذا كنتُ بصحة جيدة فلن أحتاج إلى لقاح الإنفلونزا
الحقيقة: لا يزال من الممكن أن تصاب بالإنفلونزا، وقد يكون الأمر سيئاً. وينتج ذلك عن فيروس الإنفلونزا الذي ينتشر عن طريق قطرات صغيرة من المرضى الذين يتحدثون أو يسعلون أو يعطسون. يمكن أن تكون الإنفلونزا خطيرة حقاً، ففي كل عام، يموت شباب أصحاء بسبب الإنفلونزا، وتقريباً بدون استثناء إذا لم يتم تطعيمهم من قبل. ثانياً، حتى لو كان جهازك المناعي قادراً على دَرء المرض الشديد أو دخول المستشفى في حالة الإصابة به، فإن اللقاح يساعد في حماية الأشخاص من حولك الذين قد لا يكونون في حالة صحية جيدة، ويشمل ذلك كبار السنّ والشباب. لذلك يوصي مركز السيطرة على الأمراض (CDC)، مع استثناءات نادرة، بأن يحصل كل شخص يبلغ من العمر 6 أشهر فما فوق على لقاح الإنفلونزا كل موسم.
-
مشتقات الألبان ستجعل نزلات البرد أسوأ
الحقيقة: في حين أن إنتاج المخاط يرتفع أثناء نزلات البرد، فإن الحليب ومنتجات الألبان الأخرى ليست مسؤولة عن ذلك. فمن المحتمل أن يكون السائل السميك الذي يكسو فمك وحلقك عندما تصاب بالإنفلونزا وتشرب الحليب عبارة عن خليط من الحليب واللعاب في فمك. ويتزايد إنتاج المخاط عندما تصاب بنزلة برد، لأنه يكون أحد خطوط الدفاع الأولى، إذ يَستخدم جسمك المخاط للمساعدة في غسل وإزالة الفيروسات من أنفك وجيوبك الأنفية وتصفية المواد التي تتنفسها، وتساعد الأجسام المضادة الموجودة فيه على تحييد الفيروسات. وإذا كنت لا تحب ملمس الحليب في حلقك عندما تكون مريضاً، فاستبدله بالشاي أو الماء، لأنك تحتاج إلى زيادة تناول السوائل. وهناك سبب آخر لعدم استبعاد منتجات الألبان وهو أنها مصدر جيد للكالسيوم والبروتينات، ويعتبر الزبادي البارد أو الآيس كريم مفيدَين حقاً في علاج التهاب الحلق.
المصدر: