أسباب التفكير في الانتحار لدى الشباب
أنا طالب سادس علمي ولكني لا أدرس، ولا أملك شغفًا للدراسة وأكرهها، أهلي يقولون لي أنت فاشل وأود أن أنتحر، ولكن أسأل نفسي لماذا لم أنتحر حتى الآن، أشعر بشخص بداخلي يقول لي أنت بالفعل فاشل، وشخص آخر يقول لا أنت ناجح، ماذا عليّ أن أفعل؟
الابن العزيز:
أنا أصدقك جداً وأنت تقول أنك تشعر كأنه هناك بداخلك شخص يقول لك أنك فاشل وآخر يقول لك لا أنت لست فاشلًا، وهذا هو أكبر دليل على أنك لست كلك هذا الفشل الذي تلاحظه مثلاً في الدراسة، ولست كلك النجاح الذي تراه في مساحات أخرى، فهذه أول نقطة عليك ملاحظتها؛ لأنك تعرف أموراً قد لا يراها والداك بعيداً عن الدراسة وتجعلك تعرف أنك ناجح فيها، وغالباً لم تنتحر لهذا السبب، فنجاحك في أمور يعني الحياة يا ولدي، فالحياة حركة وإنجازات ورغبة في الانخراط في أنشطة أو علاقات أو مغامرات أو غيره، والإنجازات التي ضيَّقها البشر في شكل أرقام ودراسات هي في الواقع أكبر من ذلك بكثير، في أمور يعتبرها بشر آخرون بسيطة أو صغيرة، وآخرون يجدونها كبيرة وجميلة، وهذا ما يجعل الإنسان عموماً هو من يحدد الأشياء التي لها معنى وقيمة عنده، ولو كان الانتحار حلاً لوقف الألم أو المعاناة، فهناك طريقة أخرى تحافظ فيها على حياتك، وتحقق النجاح في المساحات التي تحبها، وربما تصالحك على الدراسة وتخلصك من الألم في ذات الوقت، فإذا كنت تتحمس لذلك، فاجعل ذلك الأمر هو واجبك الفوري الآن، وهذا الأمر هو ما بدأته بذكائك وفطرتك التي جعلتك ترسل لنا رسالتك، وهو “المساعدة المتخصصة”، فالعلاج أو كما أراه وأحب أن أسميه "رحلة تغيير الإنسان" لشيء يريد أن يصل إليه هو فعلاً يقدم ذلك، ففكِّر في ذلك البديل الذي يجعل حياتك تستحق أن تحياها، ويجعل ألمك ينتهي وأنت محتفظ بحياتك، وأشغِل نفسك بأن تحدث أهلك بأنك تحتاج مساعدة لاستكشاف مثلاً صعوبة الدراسة عليك، أو أنك تشعر بخطر من بعض أفكارك التي تحتاج معها مساعدة متخصصة بعيداً عن المحاضرات والوعظ والضغط، فالجزء بداخلك الذي يريد مساعدتك وجعلك ترسل لنا هنا سيجد طريقة ليجعل أهلك يستجيبون لطلبك ولو بعد حين.