توصلت دراسة جديدة إلى أن قياس نسبة محيط الخصر إلى محيط الورك (WHR) قد تكون أكثر دقة من حساب مؤشِّر كتلة الجسم (BMI) في التنبؤ بالنتائج الصحية الخطيرة، مثل السرطان وأمراض القلب والوفاة.
لطالما كان مؤشِّر كتلة الجسم هو المقياس المعتمد لتقييم وزن الجسم وصحته لعقود طويلة، إلا أن الأطباء اعتبروه في السنوات الأخيرة مضلِّلًا وربما ضارًا.
فقد أجرى الباحثون بعض الدراسات لفهم أفضل طريقة لتقييم عوامل الخطر للأمراض المزمنة، وشرعوا في اختبار أيٍّ من المقاييس الثلاثة -نسبة محيط الخصر إلى الورك، أو مؤشِّر كتلة الجسم، أو مقياس آخر يُسمى مؤشِّر كتلة الدهون (FMI)- يمكن أن يكون له الارتباط الأقوى والأكثر اتساقًا مع معدل الوفيات المرتبط بالأمراض المتعلقة بالسُّمنة.
ما هو مؤشِّر كتلة الجسم (BMI)؟
مؤشر كتلة الجسم هو قياس فحص لكيفية ارتباط وزنك بنتائج بعض الأمراض. يقاس مؤشِّر كتلة الجسم بوضع وزنك بالكيلو جرام مقسومًا على مربع طولك بالأمتار.
وقد ثبت أن زيادة مؤشِّر كتلة الجسم ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة ببعض الحالات الصحية، مثل:
- أمراض القلب.
- ضغط الدم المرتفع.
- داء السكري من النوع 2.
- حصوات المرارة.
- مشكلات في التنفس.
- أنواع معيّّنة من السرطان.
لكن مؤشِّر كتلة الجسم لا يستطيع بمفرده تحديد نسبة الدهون في الجسم، ولا يمكن أن يقدِّم صورة كاملة عن صحتك العامة.
من أين أتى قياس مؤشِّر كتلة الجسم؟
كان عالم الرياضيات البلجيكي أدولف كويتيليت من أوائل الذين طوروا قياس مؤشِّر كتلة الجسم في القرن التاسع عشر. شرع كويتيليت في تطبيق الرياضيات على الخصائص الفيزيائية لجسم الإنسان، وكان يعتزم القيام بذلك من حيث متوسط عدد السكان.
بدأت المعاهد الأمريكية الوطنية للصحة (NIH) في عام 1985 في استخدام مؤشِّر كتلة الجسم لتحديد مراحل السُّمنة، وحددوا أربع فئات لا بد أن يقع في أي منها مؤشِّر كتلة الجسم، والفئات هي:
- نقص الوزن: أقل من 18.5 كجم/م2.
- الوزن الطبيعي: بين 18.5 و24.9 كجم/م².
- الوزن الزائد: 25 إلى 29.9 كجم/م².
- السُّمنة: 30 كجم/م2 أو أكثر.
وجَدت الدراسات على مدار 20 عامًا أن معدلات السُّمنة المرتبطة بمؤشِّر كتلة الجسم زادت من 28.6% إلى 40.9%، كما قفز عدد الأشخاص الذين يعانون من السُّمنة غير الصحية خلال هذه الفترة، من 25.4% إلى 34.3%.
بينما أكّدت الأبحاث الحديثة أن مؤشِّر كتلة الجسم (BMI) هو مقياس صحي قديم لا يأخذ في الاعتبار عدة عوامل، مثل تكوين الجسم، والأصل العِرْقي، والعِرْق، والجنس، والعمر.
ما هي نسبة محيط الخصر إلى الورك WHR؟
يحتاج الشخص إلى قياس محيط الخصر ومحيط الورك للحصول على نسبة محيط الخصر إلى محيط الورك WHR، فيجب على الشخص الوقوف بشكل مستقيم والتنفس، ثم قياس الخصر فوق زر البطن مباشرة باستخدام شريط القياس مع الحرص على عدم شد شريط القياس كثيرًا.
ولقياس محيط الورك يتعين الوقوف بشكل مستقيم، ولف شريط القياس حول الجزء الأوسع من الوركين.
لحساب WHR؛ قم بحساب النسبة بين القياس الأول (محيط الخصر) على القياس الثاني (محيط الورك)، ويمكن تسجيل القياسات إما بالسنتيمتر (سم) أو البوصة (بوصة) دون التأثير على النسبة.
على سبيل المثال، إذا كان محيط خصر شخص ما 80 سم (31.5 بوصة) ومحيط الورك 90 سم (35.5 بوصة)، فإن نسبة الخصر إلى الورك WHR لديه هي:
80 ÷ 90 = 0.89 سم (31.5 ÷ 35.5 = 0.89 بوصة).
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن زيادة نسبة محيط الخصر إلى محيط الورك عن 1.0 قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالأمراض المتعلقة بزيادة الوزن، بما في ذلك أمراض القلب والسكري من النوع الثاني.
قد يكون هذا هو الحال حتى لو كانت المقاييس الأخرى لزيادة الوزن، مثل مؤشرِّ كتلة الجسم (BMI)، تقع ضمن المعدل الطبيعي.
تنصح منظمة الصحة العالمية بأن النسبة الصحية لمحيط الخصر إلى الورك هو:
- 0.85 أو أقل للنساء.
- 0.9 أو أقل للرجال.
نسبة محيط الخصر إلى الورك مقارنةً بمؤشر كتلة الجسم
قام الباحثون بتحليل بيانات ما يقرب من 400 ألف شخص بمتوسط عمر 60 عامًا، واستخدم العلماء طريقة تسمى التوزيع العشوائي المندلي للنظر في المتغيرات الجينية المرتبطة بالسُّمنة أثناء تحليلهم.
ووجَد الباحثون أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين نسبة الخصر إلى الورك ومعدل الوفيات نتيجة الأمراض المتعلقة بالسُّمنة، وكان هذا الارتباط أكثر أهمية في الرجال.
وأكدوا أيضًَا أن قياس نسبة الخصر إلى الورك يأتي أولاً في جميع المعايير الثلاثة المستخدمة لتصنيف مراحل السُّمنة.
علاقة نسبة الخصر إلى الورك وتأثيرها على صحة الجسم
تُظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين لديهم "شكل تفاحة" الذين تكون لديهم نسبة محيط الخصر إلى محيط الورك أكثر من 1، يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بحالات صحية معيّنة من أولئك الذين لديهم "شكل كمثرى" (عندما يكون محيط الورك أوسع من محيط الخصر).
وتشمل هذه الحالات الصحية ما يلي:
- أمراض القلب والأوعية الدموية: وجَدت إحدى الدراسات أن السُّمنة في منطقة البطن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان. ووجَدت دراسة أخرى أن نسبة محيط الخصر إلى محيط الورك WHR تتنبأ بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل أكثر فعالية من مؤشّر كتلة الجسم BMI. وجَدت دراسة ثالثة أن قياس نسبة محيط الخصر إلى محيط الورك هو أفضل مؤشّر لخطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
- مرض السكري من النوع الثاني: وجَدت دراسة أجريت عام 2016 أن زيادة محيط الخصر مرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
- الخصوبة: وجَدت دراسة أجريت عام 2002 أن النساء اللاتي لديهن نسبة محيط الخصر إلى محيط الورك WHR تزيد عن 0.80 لديهن معدل حَمل أقل من اللاتي لديهنّ نسبة محيط الخصر إلى محيط الورك WHR أقل من ذلك، بغضّ النظر عن مؤشر كتلة الجسم BMI.
كيف أَصِلُ إلى معدل مثالي لمحيط الخصر إلى الورك؟
إذا كنت تعاني من نسبة عالية في محيط الخصر إلى الورك، وتحمل وزنًا زائدًا حول خصرك، فقد تكون قلقًا بشأن المخاطر الصحية المتعلقة بالسُّمنة، لذلك فعليك تقليل وزنك.
وتُعتبر أفضل طريقة لإنقاص الوزن هي استهلاك سعرات حرارية أقل، وعادةً ما يكون ذلك عن طريق تناول كميات أقل، وممارسة الرياضة بشكل أكبر.
يُعدّ تناول نظام غذائي صحي، وتقليل حجم الحصة الغذائية الواحدة، وممارسة الرياضة عدة مرات في الأسبوع، الطريقةَ المثلى للوصول إلى الوزن المثالي.
وجَدت دراسة أُجرِيت عام 2011 أن اتباع نظام غذائي غني بالفواكه ومنتجات الألبان، وتقليل الكمية من الخبز الأبيض واللحوم المصنَّعة والسمن والمشروبات الغازية، قد يساعد في تقليل دهون البطن، ويمكن للطبيب أو اختصاصي التغذية تقديم المزيد من النصائح حول كيفية إنقاص الوزن.
الخلاصة
يعد قياس نسبة محيط الخصر إلى محيط الورك WHR طريقة سريعة للوصول إلى مؤشِّر عن:
- الصحة العامة.
- مستويات السُّمنة.
- مخاطر الحالات الصحية المرتبطة بالوزن.
ومع ذلك، بما أنه يمكن قياس نسبة محيط الخصر إلى محيط الورك بشكل غير دقيق، فلا ينبغي الاعتماد عليها كمقياس وحيد للسُّمنة أو للمخاطر الصحية العامة.
لذلك، فإن استشارة الطبيب بشأن وزن الجسم، وأي مخاطر صحية مرتبطة به، هو دائمًا أفضل طريقة للحصول على نصائح أفضل.
المصادر: