وجد الباحثون في المعاهد الوطنية للصحة أن العيش في منطقة ذات مستويات عالية من تلوث الهواء بوجود جزيئات أو عوالق يرتبط بزيادة الإصابة بسرطان الثدي، وتُعَد الدراسة، التي نُشرت في مجلة المعهد الوطني للسرطان، واحدة من أكبر الدراسات حتى الآن التي تبحث في العلاقة بين تلوث الهواء الخارجي، وخاصة الجسيمات الدقيقة، وحدوث هذا النوع من السرطان، وتم إجراء هذا البحث من قبل علماء في المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية والمعهد الوطني للسرطان، وكلاهما جزء من المعاهد الوطنية للصحة.
ما الذي دفع العلماء لإجراء دراسة تربط سرطان الثدي بتلوث الهواء؟
رأى الباحثون أن أكبر الزيادات في حالات الإصابة بسرطان الثدي كانت بين النساء اللاتي لديهن في المتوسط مستويات أعلى من الجسيمات (PM2.5) بالقرب من منزلهن قبل التسجيل في الدراسة، مقارنة باللواتي يعشن في مناطق ذات مستويات منخفضة من PM2.5. 5.
وهذه الجسيمات عبارة عن خليط من الجزيئات الصلبة والقطرات السائلة الموجودة في الهواء، وتأتي من مصادر عديدة، مثل عوادم السيارات، وعمليات الاحتراق مثل النفط والفحم، ودخان الخشب أو حرق النباتات، والانبعاثات الصناعية. وكان قُطر تلوث الجسيمات الذي تم قياسه في هذه الدراسة 2.5 ميكرون أو أصغر (PM2.5)، مما يعني أن الجسيمات صغيرة بما يكفي لاستنشاقها بعمق في الرئتين.
كيف أُجريت الدراسة التي ربطت سرطان الثدي بتلوث الهواء؟
أُجريت الدراسة باستخدام معلومات من دراسة النظام الغذائي والصحة، التي سجلت أكثر من 500000 رجل وامرأة بين عامي 1995 و1996 في ست ولايات (كاليفورنيا، فلوريدا، بنسلفانيا، نيوجيرسي، نورث كارولينا، ولويزيانا)، وفي ولايتين من المناطق الحضرية (أتلانتا وديترويت)، وكان عمر النساء في المجموعة نحو 62 عاماً في المتوسط، وتمت متابعتهن لمدة 20 عاماً تقريباً، تم خلالها تحديد 15870 حالة سرطان ثدي.
وقدّر الباحثون المتوسط السنوي التاريخي لتركيزات PM2.5 في مكان إقامة كل مشارك، وكانوا مهتمين بشكل خاص بالتعرض لتلوث الهواء خلال فترة 10-15 سنة قبل التسجيل في الدراسة، نظرا لطول الوقت الذي تستغرقه بعض أنواع السرطان للتطور، فقد قامت معظم الدراسات السابقة بتقييم خطر الإصابة بسرطان الثدي فيما يتعلق بتلوث الهواء في وقت قريب من وقت الالتحاق بالدراسة، ولم تأخذ في الاعتبار حالات التعرض السابقة.
وللنظر في كيفية اختلاف العلاقة بين تلوث الهواء وسرطان الثدي حسب نوع الورم، قام الباحثون بتقييم الأورام ذات مستقبلات هرمون الأستروجين الإيجابية (ER+) والأورام السلبية (ER-) بشكل منفصل، ووجدوا أن PM2.5 كان مرتبطاً بارتفاع معدل الإصابة بسرطان الثدي الإيجابي للاستروجين ER+، ولكن ليس أورام الثدي السلبية ER-. ويشير هذا إلى أن PM2.5 قد يؤثر على سرطان الثدي من خلال مسار بيولوجي أساسي لاضطراب الغدد الصماء.
ما هي محددات الدراسة؟
لاحظ المؤلفون أن الدراسة كانت محدودة في قدرتها على استكشاف أي اختلافات في العلاقة بين تلوث الهواء وسرطان الثدي عبر مناطق الدراسة المختلفة، واقترحوا أن يستكشف العمل المستقبلي كيف يمكن للاختلافات الإقليمية في تلوث الهواء، بما في ذلك الأنواع المختلفة من PM2.5 التي تتعرض لها النساء، أن تؤثر على خطر إصابة المرأة بسرطان الثدي.
المصدر:
https://www.sciencedaily.com/releases/2023/09/230911141216.htm