فوائد الكسكس الغذائية
يعتقد العديد بأن الكسكس هو أحد أنواع الحبوب المزروعة، لكن في حقيقة الأمر يتكون من حبيبات كروية صغيرة تصنع من السميد، وهو أحد منتجات نوع من القمح يدعى القمح الصلب، والمستخدم بشكل أساسي في صناعة المعكرونة، ويحمل الكسكس بين ثناياه عديد الفوائد الصحية والغذائية نتناولها في هذه المقالة.
الكسكسي غني بعنصر السيلينيوم
يعد السيلينيوم من أهم العناصر الغذائية الموجودة بنسبة كبيرة بالكسكس؛ إذ إن مقدار كوب واحد يحوي قرابة 60% من الكمية الموصى بالحصول عليها من ذلك العنصر، ويعد السلينيوم أحد المعادن الضرورية التي تمتلك العديد من الفوائد الصحية، فهو مضاد للأكسدة، ويساعد على إصلاح خلايا الجسم ويقلل من الالتهابات، كما أنه يلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة الغدة الدرقية وأداء وظائفها بشكل سليم، بجانب حمايتها والمساهمة في إفرازاتها الهرمونية.
ومن فوائد الكسكس الصحية دعم صحة القلب، بسبب غناه بعنصر السيلينيوم الذي يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب من خلال خواصه المضادة للأكسدة، والتي تعمل على تقليل تراكم الكوليسترول على جدران الشرايين والأوردة.
تقليل خطر الإصابة بالسرطان
قد يساعد تناول الكسكس على تقليل خطر الإصابة بالسرطان نظرًا لاحتوائه على عنصر السيلينيوم، فقد خلصت مراجعة لنتائج 69 دراسة بحثية أجريت على 350 ألف شخص إلى أن ارتفاع نسبة عنصر السيلينيوم بالدم قد يقي من الإصابة بأنواع معينة من السرطان. وقد وجد أن هذا التأثير مرتبط بشكل رئيسي بالحصول على السيلينيوم عبر الطعام بدلًا من حبوب المكملات الغذائية. بجانب هذا؛ أشارت دراسات أخرى إلى أن نقص ذلك العنصر مرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
تعزيز الجهاز المناعي
لا تتوقف فوائد الكسكس عند هذا فحسب، فهو يلعب دوراً في تعزيز وتقوية جهاز المناعة بالجسم، بسبب وجود مادة السيليوم الموجودة فيه المضادة للأكسدة، والتي تقلل من الالتهابات وتعزز الجهاز المناعي عبر تقليل الإجهاد التأكسدي الذي يلعب دورًا كبيرًا في مختلف الأمراض بالجسم. كما أظهرت دراسات عدة أن نقص عنصر السيلينيوم بالجسم يضر بالخلايا المناعية ووظائفها، وأن ذلك العنصر يلعب دورًا مهمًا في استعادة كل من الفيتامين ج والفيتامين هـ، اللذين يعززان وظائف الجهاز المناعي.
مصدر للبروتين النباتي
يتكون 16-20% من جسم الإنسان من البروتين، والذي يتكون بدوره من الأحماض الأمينية، وهو لاعب أساسي بالعديد من العمليات الحيوية بالجسم. لذا؛ فإنه من الضروري تناول كميات كافية من البروتين الحيواني والنباتي على السواء. ويعد الكسكس أحد الأطعمة الغنية بالبروتين النباتي، إذ يحوي الكوب الواحد منه مقدار 6 غرامات من البروتين. وتشير الأبحاث إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين النباتي مرتبطة بتقليل خطر الإصابة بالسكتة والوفاة الناجمة عن أمراض القلب بجانب السرطان. إلا أنه ينبغي الإشارة إلى أن الاعتماد على البروتين النباتي الموجود بالكسكس وحده لا يكفي، فهو لا يحتوي على كل الأحماض الأمينية التي يحتاجها الجسم. لذا ينبغي تناول حبوب الصويا أو الكينوا بجانب البروتين الحيواني بجوار الكسكس لاستيفاء كامل احتياجات الجسم من الأحماض الأمينية.
المساعدة في تقليل الوزن
على الرغم من أن الكسكس مصنوع من الحبوب، فإنه يحوي عددًا أقل من السعرات الحرارية مقارنة بالحبوب الأخرى كالأرز والكينوا، إذ إن كوبًا واحدًا من الكسكس يحوي 200 سعر حراري، مما يجعله اختيارًا أمثل عند اتباع حمية غذائية. بجانب هذا؛ فإن الكسكس غني بالبروتين والألياف مما يبطئ من عملية هضمه داخل الجسم، الأمر الذي يوفر إحساسًا بالشبع لفترة طويلة بعد تناوله ويقلل من الشعور بالجوع، وبالتالي يقلل من تناول كميات كبيرة من الطعام. وبالطبع؛ فإن كل هذا يساعد في عدم اكتساب مزيد من الوزن، بل وتقليله أيضًا.
الحفاظ على مستوى صحي لسكر الدم
تتذبذب نسبة السكر في الدم بين الانخفاض والارتفاع بعد تناول الطعام، الأمر الذي يعطي إحساسًا باستمرار الجوع على المدى القصير، ولكن على المدى الطويل؛ فإن ارتفاع نسبة السكر بالدم تقلل من قدرة الجسم على خفضه لمستوى طبيعي، مما يزيد من خطر الإصابة بداء السكري.
يعد الكسكس من الأطعمة الغنية بالألياف، إذ يحتوي الكوب الواحد منه على غرامين من الألياف، مما يجعله أكثر اعتدالًا من حيث التأثير على نسبة السكر بالدم مقارنة بالأطعمة الكربوهيدراتية الأخرى؛ فتلك الألياف تذوب في الماء داخل المعدة، مكونة ما يشبه الهلام، الذي يساعد في إبطاء امتصاص الكربوهيدرات.
كما أن البروتين الموجود بالكسكس يتطلب وقتًا أطول في الهضم، مما يحد من تذبذب مستويات السكر بالدم بعد تناول الطعام. لذا فإن البروتين والألياف في الكسكس يعملان سويًا للحفاظ على مستوى صحي لسكر الدم. ولكن تجدر الإشارة إلى أن احتواء الكسكس على كمية لا بأس بها من الكربوهيدرات لا يجعله الخيار الأمثل للمصابين بداء السكري بالفعل أو ممن يعانون من مشاكل عدم انضباط مستويات السكر بالدم.