ومن هنا تبرز أهمية التنحيف بالتجميد (cryolipolysis, Cool Sculpting)، فهذه التقنية – وإن كانت تنتمي إلى نوعية اللاجراحة - إلا أنها تشترك مع الجراحة في كونها لا تؤثر فقط على حجم الخلية بل على أعدادها أيضا، كما تشترك مع بقية تقنيات التنحيف الموضعي اللاجراحي في قلة أعراضها الجانبية، وعدم إحداث أي شق أو علامة أو فتحات مثلما يحدث في الجراحة.
* فكرة عمل التقنية
تقوم فكرة التجميد (الكريو كما يشتهر) بتدمير الخلايا الدهنية عن طريق انخفاض الحرارة إلى درجة أقل من الطبيعية، وأعلى من درجة التجمد، حيث أن الخلايا الدهنية أكثر تأثرا بهذا الانخفاض عن الخلايا الأخرى في الجسم، فتتأثر دون غيرها.
يبدأ التأثير الفعلي على الخلايا الدهنية في اليوم الثالث للجلسة، فتحدث عملية التهابية في الخلايا، ويستمر تدمير الخلايا بحيث يبلغ ذروته في اليوم الـ 14، ثم من اليوم 14-30 تقوم الخلايا البلعمية الكبيرة في الجسم بابتلاع الخلايا المدمرة، والتخلص منها حيث تزال خارج الجسم محدثة تنحيفاً في المنطقة المختارة، وقد يستمر تأثيرها لأشهر بعد آخر جلسة.
* ماذا يحدث في الجلسة؟
يقوم الطبيب بوضع مادة لزجة (جل طبي) على المكان المراد تنحيفه، ثم يوضع عليه الجزء المتحرك. يفرغ الجهاز الهواء ممسكا بالجلد، ومن ثم يبدأ الانخفاض التدريجي في الحرارة حتى تصل إلى الدرجة التي يختارها الطبيب.
تستغرق الجلسة من 45-60 دقيقة بحسب عرض المكان وكثافة الدهن، وبعدها يغلق الجهاز ويتحرر الشفط تدريجيا من الجلد، وتعود الحرارة الطبيعية إلى الجلد مرة أخرى خلال ساعة من انتهاء الجلسة.
* من مميزات جهاز الكريو
- في عام 2010 حصلت (ZELTIQ Aesthetics) المنتجة للجهازعلى موافقة منظمة الأغذية والأدوية الأميركية (FDA).
- يعتبر بديلا فعالا عن جراحات سحب الدهون.
- التقنية فعالة وتحظى بالكثير من الرضا من مستخدميها.
- الدهن لا يعود في نفس المنطقة - بعكس الأجهزة الأخرى - حيث أن الخلايا تموت، وتطرد خارج الجسم.
- الكريو يوفر الكثير من الوقت - بعكس الكافيتيشن - حيث أن الجلسة على المنطقة الواحدة لا تتكرر إلا بعد شهر ونصف شهر إلى شهرين.
- لا يسبب آلاماً شديدة أو علامات دائمة.
- يساعد الجهاز في شد الجلد، وتحسن السليوليت بدرجات أقل من كفاءته في إزالة الدهون، وقد ذكر في بعض الأبحاث العلمية أن ذلك يحدث نتيجة إنتاج الكولاجين.
* من عيوب الجهاز وموانع استخدامه
- بالرغم من شعبية الجهاز في أمانه النسبي إلا أنه وردت حالات قليلة من احمرار الجلد أو قلة الإحساس به أو ألم بسيط على المنطقة المعالجة، لكنها سرعان ما تنتهي بدون آثار دائمة.
- الأجهزة الأصلية غالية الثمن مما ينعكس على سعر الجلسة.
- وقد ذكرت بعض الأبحاث - في حالات قليلة - حدوت تضخم في الأنسجة تحت الجلد (delayed paradoxical hyperplasia) وهو ما يعالج جراحيا، وقد تباينت نسبة حدوثها في الأبحاث من 0.47% إلى 0.0051%. وظهرت هذه الحالات من 2-3 أشهر بعد العلاج.
- بالرغم من كفاءة الأجهزة الأصلية، إلا أن حجم الدهن المزاح أقل من عمليات سحب الدهون.
- ما زالت التقنية تحتاج إلى الكثير من البحث في حالات الأشخاص، الذين لا يتحملون البرودة، أو ممن يعانون من أمراض متعلقة بالبرودة مثل أرتيكاريا البرودة (cold urticaria)، أو وجود الجلوبيولينات البردية في الدم (Cryoglobulinemia)، أو البيئة الخضابية البردية التشنجية (paroxysmal cold hemoglobinuria).
- لا يستعمل الجهاز أثناء الحمل والرضاع وعند الاستعداد للحمل.
- لا يستخدم مع الأمراض المزمنة إلا بعد استشارة الطبيب المختص بالحالة.
* اختيار وتحضير الحالات
مثله مثل جهاز الكافيتيشن لا يصلح الجهاز للسمنة الشديدة بكامل الجسم، بل يتحدد عمله بوجود بروز في مناطق دون أخرى مسببة عدم تناسق في الشكل.
والتحضير الجيد قد يكون فارقا بين النجاح والفشل، فشرب المياه بكميات وافرة قبل وبعد الجلسة أساسي، ويفضل الاستمرار في زيادة الكميات المتناولة من المياه إلى ما بعد الجلسة بأسبوعين، كما تحسن الرياضة كثيرا من استجابة الجسم السريعة للجهاز. وكذلك فإن الرياضة والماء يساعدان في كفاءة التخلص من الخلايا التالفة.
* الأمانة مشكلة كبيرة
- يمثل اختيار الأجهزة وكفاءة الطبيب مع حسن اختيار الحالة أسس نجاح الجلسة وقلة ظهور الأعراض، فالأجهزة الرديئة - ذات الأسعار المناسبة - ما هي إلا آلات لإهدار الوقت والمال، ولكن كثيرا ما نرى جلسات باهظة التكلفة مع أجهزة رديئة فتكون الخسارة مزدوجة.
- طريقة تشغيل الجهاز واختيار الأماكن تساعد في إنجاح الجلسة، ولذلك لا بد من أن يكون الطبيب ذا كفاءة وأمانة.
كلمة أخيرة.. بالرغم من كفاءة الجهاز وكونه بديلا عن الجراحة، وبالرغم من كونه آمنا نسبيا، إلا أن له بعض الأعراض الجانبية، ولا يستخدم بالأساس للتخسيس بل لتحسين الشكل، ومهما اتخذنا من تدابير فإن هناك بعض الأشخاص لا يستجيبون حتى مع الأجهزة الأصلية.
وتظل الحمية المتوازنة والرياضة هي الطريقة التي نستطيع بها تخفيض الوزن بشكل دائم، ومع التمتع بالصحة والرشاقة، وبدون أعراض أو أضرار جانبية.
اقرأ أيضاً:
أعاني من السمنة: ماذا أفعل؟ (أسئلة وأجوبة)
إرشادات النظام الغذائي الصحي (ملف)
3 خطوات لتفقد وزنك بأمان
ابني وزنه زاد …. ماذا أفعل قبل فوات الأوان؟
6 نصائح لوجبات سريعة أكثر ملاءمة صحيّاً