صحــــتك

نظام غذائي لمرضى الذئبة الحمراء مهم في العلاج

التغذية العلاجية لمريض الذئبة الحمراء
الذئبة الحمراء الجهازية (Systemic lupus erythematosus)، هو مرض مناعي التهابي مزمن، يمكن أن يؤثر على أي عضو من أعضاء الجسم، في هذا المرض يحدث اعتلال وعدم اتزان في الجهاز المناعي، حيث يقوم بشكل خاطئ بمهاجمة خلايا الجسم السليم، أي أن الجسم يهاجم نفسه، لذلك يصنف هذا المرض كمرض من أمراض المناعة الذاتية "Autoimmune disease". ولان السبب لازال غير معلوماً و الدواء غير كافي لعلاج المرض بشكل تما يجب اتباع نظام غذائي لمرضى الذئبة الحمراء لتخفيف الأعراض المصاحبة للمرض.
 

اتباع نظام غذائي لمرضى الذئبة الحمراء

وما زال السبب الرئيسي والمباشر لهذا المرض غير معروف حتى الآن، ووجدت الدراسات أن 90% من المرضى المصابين بمرض الذئبة الحمراء هم من النساء، ويمكن أن يحدث في أي عمر لكنه في الغالب يصيب الأعمار ما بين 15 إلى 44 سنة. ليس هناك نوع غذاء معين يسبب الذئبة الحمراء أو يساعد في شفائها بشكل نهائي، لكن اتباع نظام غذائي لمرضى الذئبة الحمراء جزء مهم في علاج هذا المرض.

وعلى ذلك يجب اتباع نظام غذائي لمرضى الذئبة الحمراء ويكون غذائي متوازن يتضمن كميات كافية من الفواكه والخضروات والحبوب، كما يجب أن يحتوي على كميات متوسطة من اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك. فالنظام الغذائي الصحي يمكن أن يساعد على:

  • تقليل حدة الالتهاب.
  • الحفاظ على عظام وعضلات قوية.
  • مكافحة الآثار الجانبية للأدوية المستخدمة في علاج الذئبة الحمراء، حيث تستخدم الأدوية المثبطة للمناعة والتي يمكن أن تعرض الجسم للعديد من الأمراض والعدوى، فيلعب النظام الغذائي الجيد دورا هاما في تفادي هذه الآثار الجانبية.
  • الحفاظ على الوزن الصحي والمثالي.
  • تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

 

 

أولا: أطعمة لتقليل حدة الالتهابات

الأطعمة التي تقلل من الالتهابات قد تساعد في حالات الذئبة الحمراء، وعلى العكس فإن الأطعمة التي تحفز من الحالات الالتهابية قد تزيد حالة المريض سوءا. وتتضمن الأطعمة ذات الخواص المضادة للالتهابات الفواكه والخضروات ذات الخواص المضادة للأكسدة، بالإضافة إلى الأطعمة الغنية بالأوميغا 3 كالسمك والمكسرات وبذور الكتان وزيت الزيتون، والتي تمتلك خواص مضادة للالتهابات.

وعلى النقيض فإن الدهون المشبعة والتي تساهم في رفع مستويات الكوليسترول تساهم في حدوث الالتهابات ويجب التقليل من تناولها، وتتضمن هذه القائمة الأطعمة المقلية والمخبوزات التجارية الجاهزة واللحوم الحمراء والدهون الحيوانية المصدر والحليب كامل الدسم والأجبان والزبدة والآيس كريم.

هناك نوع غذاء وحيد يجب تفاديه تماما وهو alfalfa sprouts أو حبوب alfalfa الدوائية، ويعرف باللغة العربية باسم البرسيم الحجازي أو الفصفصة أو الرطبة، وتستخدم حبوب هذا النبات أو منقوعهُ لفتح الشهية والمساعدة في زيادة الوزن. ويتسبب تناول منقوع هذه الحبوب أو الدواء المستخلص منها في إثارة نوبات الذئبة الحمراء أو أعراض مشابهة لها، تسمى متلازمة شبيهة الذئبة lupus like syndrome، كآلام العضلات والشعور بالتعب والإرهاق ومشاكل في الكلى وخلل في نتائج اختبارات الدم.

وتعد الأحماض الأمينية التي تزخر بها نبتة البرسيم الحجازي هي السبب في هذا التفاعل، حيث تقوم بتحفيز وتنشيط الجهاز المناعي للجسم وزيادة الحالة الالتهابية لمرضى الذئبة الحمراء، وكذلك يمكن للثوم أن يحفز الجهاز المناعي أيضا.

ثانيا: أغذية للحفاظ على عظام وعضلات قوية

صحة العظام والعضلات مهمة جدًا في حالة مرضى الذئبة، وذلك لأن العلاجات المستخدمة في علاج هذا المرض قد تزيد من خطورة التعرض لهشاشة العظام. تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والفيتامين د (D) مهم لصحة العظام، ويجب الانتباه عند تناول منتجات الألبان والأجبان إلى أنه يجب اختيار المنتجات قليلة الدسم أو الخالية من الدهون.


وإذا كنت ممن لا يحبون تناول الحليب، فيمكنك اختيار البديل، مثل الحليب الخالي من اللاكتوز أو حليب الصويا أو حليب اللوز أو العصائر المدعمة بالكالسيوم والفيتامين د (D)، كذلك تعد الخضروات ذات اللون الأخضر الداكن مصدرا جيدا للكالسيوم. وإذا كنت ممن لا يدعمون نظامهم الغذائي بالكالسيوم، فإنه يجب الحصول عليه على شكل مكمل غذائي باستشارة طبيبك الخاص وتحت إشرافه.
 

ثالثا: أغذية لمكافحة الآثار الجانبية للأدوية

اتباع نظام غذائي لمرضى الذئبة الحمراء مهم أيضًا إذ تستخدم الأدوية من عائلة الستيرويدات "corticosteroid" في علاج الذئبة الحمراء والتي تلعب دورا في تثبيط النشاط الزائد للمناعة بالإضافة لدورها في القضاء على الالتهابات، وبالمقابل فإنها تسبب هشاشة العظام على المدى البعيد من الاستخدام كأثر جانبي، فتساهم الأطعمة الغنية بالكالسيوم والفيتامين د (D) في تفادي هذا الأثر الجانبي قدر الإمكان.

كما تساعد الأطعمة التي تحتوي على نسب قليلة من الصوديوم في التقليل من احتباس السوائل في الجسم وارتفاع ضغط الدم الذي قد ينتج من استخدام الستيرويدات. كما يجب التنويه إلى أن المرضى الذين يتم علاجهم باستخدام دواء ميثوتركسات methotrexate يجب عليهم تناول الأطعمة الغنية بحمض الفوليك (folic acid)، مثل الخضروات ذات الأوراق الخضراء والفواكه والخبز المدعم بحمض الفوليك أو الحصول عليه على شكل مكملات غذائية.

أما بالنسبة للغثيان الناتج عن العلاج، فيجب من أجل التغلب عليه تقسيم الوجبات إلى وجبات صغيرة مع زيادة عددها، واختيار الوجبات سهلة الهضم، والابتعاد عن البهارات والأطعمة الحامضة. وإذا سببت لك الستيرويدات أو الأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهاب ألما في المعدة، فإن تناولها بعد وجبة الطعام قد يساعد في التخفيف من ذلك، مع ضرورة إخبار طبيبك بذلك.

 

رابعا: أطعمة للحفاظ على الوزن الصحي والمثالي

الذئبة الحمراء قد تصاحبها خسارة أو زيادة غير طبيعية في الوزن، لذلك يعتبر الحفاظ على الوزن الصحي والمثالي مهم جدًا. خسارة الوزن وفقدان الشهية يعد عرضًا شائعًا جدًا من أعراض الذئبة الحمراء، والتي يمكن أن تكون نتيجة المرض ذاته أو نتيجة لمشاكل المعدة وتقرحات الفم التي قد تنتج من استخدام العلاج.


أما زيادة الوزن فقد تكون بسبب قلة الحركة بسبب المرض، أو نتيجة استخدام الستيرويدات والذي تعد زيادة الوزن عرضًا جانبيًا شائعًا جدًا لها. ولجعل الوزن تحت السيطرة والحصول على وزن صحي، يجب اتباع نظام غذائي لمرضى الذئبة الحمراء مناسب لاحتياجات المريض ونظام حياته اليومي، ويجب أن يتضمن هذا النظام أطعمة قليلة الدهون، بالإضافة إلى التمارين اليومية المناسبة.


خامسا: أطعمة للتقليل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب

المرضى المصابون بالذئبة الحمراء أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب مقارنة بغيرهم، لذلك فإن الحفاظ على صحة القلب يعتبر هدفًا مهمًا جدًا في الخطة العلاجية لمرضى الذئبة. إذا وجد أن لديك نسبة خطر عالية للإصابة بأمراض القلب، كارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، فيجب اتباع نظام غذائي لمرضى الذئبة الحمراء قليل الدهون وأملاح الصوديوم بالإضافة إلى التمارين الرياضية.

كما وجدت الدراسات الحديثة أن دهون الأوميغا 3 المستخلصة من الأسماك أو زيت السمك، يمكن أن تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب مثل الدهون الثلاثية وارتفاع ضغط الدم. وتزخر بعض الأطعمة بالأوميغا 3، مثل سمك السلمون والتونا والسردين والبوري وسمكة الهلبوت، والجوز وبذور الكتان وزيت الجوز وزيت بذور الكتان.


ويجب أن تكون هذه الأطعمة جزءا من النظام الغذائي اليومي للمحافظة على صحة القلب بشكل عام، وفي نهاية المطاف يجب التركيز على الأطعمة الغنية بالأوميغا 3 والأطعمة قليلة الدسم والدهون وأملاح الصوديوم، والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون وكاملة الدسم، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
 

آخر تعديل بتاريخ
19 أبريل 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.