صحــــتك

أشهر الأخطاء التي يرتكبها الآباء عند إعطاء الدواء للطفل

الصورة
أنور نعمة

يصاب الآباء، خاصة الجدد منهم، بالذعر والانزعاج الشديد عندما يمرض طفلهم، لهذا فإن كثيرين منهم يبادرون ذاتيًا أو بناء على نصيحة من الآخرين، إلى إعطاء الدواء للطفل، سواء كان مصروفًا من دون وصفة، أو وصفه الطبيب سابقًا، على أمل تخفيف معاناة الطفل بأسرع وقت ممكن، وتأمين راحة البال للأهل. 

لكن راحة البال المنشودة سرعان ما تتحول إلى شعور بالذنب، بسبب اكتشاف الأهل أنهم ارتكبوا خطأ ما، قد يترتب عنه آثارٌ سلبية على صحة الطفل.

الأخطاء التي يقع فيها الأهل عند إعطاء الدواء للطفل

من المفيد أن يعطي الأهل دواءً لخفض حرارة الطفل العالية عندما يشعر بعدم الراحة، وكذلك إقناع الطفل بتناول الدواء، ولكنْ يجب تجنُّب الدخول في متاهات غير محسوبة قد تدفع الأهل إلى ارتكاب أخطاء ليست في صالح الطفل. نستعرض في السطور الآتية أهم الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الأهل عند إعطاء الدواء:

أولًا: تكرار الجرعة

يعد تكرار الجرعة عن طريق الخطأ من أكثر الأخطاء شيوعًا، خاصة مع الأطفال، لأنهم لا يستطيعون إخبار الأهل بأنه قد تم إعطاؤهم أدويتهم بالفعل. عدا هذا، فالطفل في حاجة إلى كمية محددة من الدواء، وقد لا يتحمل كمية زائدة منه.

ماذا تفعل؟ يجب وضع جدول زمني واضح بعدد وكمية الجرعات التي يجب إعطاؤها للطفل على ملصق علبة الدواء، أو على ورقة جانبية، أو على الهاتف الذكي أو الحاسوب إذا كان ذلك متاحًا.    

ثانيًا: الإفراط في علاج نزلات البرد

ماذا تعطي طفلك إذا تعرَّض للرشح والإنفلونزا وبدأ يسعل في كل ليلة؟ إذا توجهْتَ إلى أقرب صيدلية لتبتاع له زجاجة من دواء السُّعال والبرد، وبدأت بإعطائه جرعات منها، فأنت مخطأ لسببَين، الأول هو أنّ مثل هذه الأدوية لا تؤثر كثيرًا على مسار المرض، والسبب الثاني أنّ أدوية السعال والبرد التي تُصْرَف من دون وصفة غالبًا ما تحتوي على عدة مكونات، من بينها دواء باراسيتامول. من هنا، فإذا صدف أن أعطيت طفلك الدواء المضاد للرشح، ثم أخذ البانادول لخفض الحمى، فهذا يعني أنه تناول جرعة مضاعَفة من عقار باراسيتامول، ما قد يُعرِّض صحته وحياته للخطر.

هناك معطيات تفيد بأن الإفراط في إعطاء أدوية السعال والبرد للرضّع تحت السنتَين قد تكون مميتة.

ماذا تفعل؟ جرِّب العلاجات الطبيعية، فقد تفلح. لا تُعْطِ طفلك دواءَين في نفس الوقت، إلا بعد استشارة مقدم الرعاية الصحية.

ثالثًا: إيقاف دورة المضادات الحيوية

يتوقّف الكثير من الآباء، إن لم نقل الكل، عن إعطاء المضاد الحيوي قبل الأوان بمجرد اختفاء الأعراض عند الطفل، وبمجرد تحسّن حالته، لكنّ هذا التصرف خاطئ جدًا. تُعطَى المضادات الحيوية لقتل الجراثيم المسببة للعدوى لمدة محددة يوصي بها الطبيب، وإذا تم إيقاف هذه المضادات مبكّرًا ومن دون أخذ المدة في عين الاعتبار، فهناك احتمال ألا يتم القضاء على الجراثيم بشكل تام، ما يفسح المجال لحدوث المرض مرة أخرى، وإلى ظهور جراثيم مقاوِمة يَصْعُب علاجها.

ماذا تفعل؟ يجب إعطاء المضاد الحيوي إلى الطفل طيلة المدة التي حددها الطبيب المعالِج، حتى لو تحسّنت الأعراض لديه، وصار في وضع أفضل، فالأهل ليسوا مخوَّلين باتخاذ قرار وقف العلاج، فاستشارة الطبيب ضرورية في هذه الحال.

رابعًا: إعطاء الطفل دواء السعال لتنويم الطفل

قد يلاحِظ الأهل أن دواء السعال الذي أعطوه لطفلهم سابقًا سبَّب له النعاس. لسبب أو لآخر، قد يفكّر الأهل بإعادة الكَرَّة مرة أخرى بإعطاء صغيرهم جرعة من دواء السعال بغرض دفعه إلى النوم. لعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل يعلم الأهل كم المخاطر التي يمكن أن يتعرّض لها الطفل جراء إعطائه دواء السعال؟ إنها كثيرة، ويمكن للأهل أن يطّلعوا عليها بقراءة النشرة المرافِقة للدواء.

ماذا تفعل؟ يجب العزوف عن الاستنجاد بأدوية السعال بغرض إثارة النعاس لدى الطفل، لتفادي احتمال وقوع مضاعَفات قد تكون في غاية الخطورة. حَرِيٌّ بالأهل اللجوءَ إلى وسائل أخرى آمنة بدل تقديم دواء السعال.

خامسًا: حساب جرعة الدواء على أساس عمر الطفل فقط

يلجأ كثير من الآباء إلى حساب جرعة الدواء التي تُعطَى للطفل على أساس عمره بدلًا من وزنه، وهذا شيء خاطئ، لأن مثل هذا القياس يمكن أن يؤدي إما إلى جرعة ناقصة أو زائدة، وفي كلتا الحالتَين، فإن الأمر مرفوض ويجب تجنبه. عدا هذا، فإن استقلاب الدواء عند الطفل يتم بناء على وزنه، وليس بحسب عمره.

ماذا تفعل؟ يجب الالتزام بجرعة الدواء التي حددها الطبيب وفقًا لوزن الطفل، وإذا كانت جرعة الدواء غير محددة بالوزن، فعلى الأهل استشارة مقدم الرعاية الطبية.

سادسًا: قياس جرعة دواء الطفل بناء على الجرعة التي يأخذها الكبار

يعتقد الكثير من الآباء، بشكل شبه تلقائي، أن جرعة الدواء للأطفال هي نصف الجرعة التي يأخذها الكبار، وهذا غير صحيح إطلاقًا، إضافة الى أن الدواء الذي يأخذه الكبار قد يكون غير مناسب لعلاج الطفل، بغضّ النظر عن عمره.     

ما العمل؟ لا يجب الاعتماد على جرعة الكبار لقياس الجرعة عند الصغار، فجرعة الصغار تُقاس بحسب وزن الطفل حصرًا.

سابعًا: إعطاء جرعة خاطئة من الدواء

يلجأ الآباء كثيرًا إلى استعمال أدوات المطبخ كملعقة الشاي الصغيرة أو الملعقة الكبيرة لقياس جرعة الدواء التي تُعطَى للطفل، فتكون النتيجة إما إعطاء جرعة أقل أو أكثر  مما هو مطلوب، وفي كلتا الحالتين، يكون الخاسر هو الطفل، فإذا أُعطي جرعة أقل فإن الدواء لن يكون فعّالًا في علاج مشكلته، وإذا أُعطي جرعة أكبر من اللازم، فإن مضاعَفات جانبية غير مريحة قد تكون في انتظاره.

أما عن الأكواب المرفقة مع الأدوية لقياس الجرعة فحدِّث ولا حرج، فقد وجدت دراسة قام بها باحثون من جامعة نيويورك أتت نتائجها لتقول بأن 70% من الآباء يضعون دواءً في الأكواب أكثر من الجرعة الموصوفة، ظنًا منهم أن الكوب هو الجرعة الكاملة، أو لأنهم لا ينظرون جيدًا إلى العلامات على مستوى العين عند سكب الدواء، الأمر الذي قد يؤدي إلى ارتكاب أخطاء تتعلق بالجرعة.

ماذا تفعل؟ يجب التخلي نهائيًا عن استعمال الملاعق الصغيرة أو الكبيرة لقياس الجرعة، ويوصَى باستخدام المحاقن والملاعق والأكواب التي تقيس الجرعات بالميلميتر، فقد بيَّنت دراسة في طب الأطفال أن قياس الجرعة بهذه الطريقة هو الأنسب، ويُقلِّل من مخاطر إعطاء الجرعات الخاطئة بمقدار 50%.

ثامنًا: المبالغة في إعطاء نفس الدواء

إذا كان الطفل يعاني من الحمّى، وأعطيته البانادول لخفض حرارته، وفي غضون ساعة وجدت أنها ما زالت عالية، فقدمتَ له جرعة أخرى من البانادول، فإن هذا التصرف مرفوض كليًا، لأنه يعني وبكل بساطة الإفراط في تناول الدواء، ما قد يضرّ بصحة الطفل.

ماذا تفعل؟  يجب التقيُّد بإرشادات الجرعة بعناية، كميةً ومدةً، خاصة من ناحية الفترة التي تَفصِل الجرعة عن التي تليها، فمثلًا، إذا أَعطيت طفلك البانادول، فيجب تَرْك فاصل زمني قدره 6 ساعات بين الجرعة والأخرى.

تاسعًا: علاج الحمى الخفيفة

إن الحمى الخفيفة عند الطفل تعني أن هناك معركة نشبت بين جسمه والعدوى الميكروبية، وفي هذه الحالة، يجب على الأهل ألا يبادروا فورًا إلى إعطاء خافض الحرارة بطريقة أوتوماتيكية، بل يجب التَّرَوِّي من أجل إفساح المجال للجسم لمقاومة العامل المسبِّب للعدوى، وهذا ما يساعد على تقوية جهاز المناعة عند الطفل.

ماذا تفعل؟  هناك أطفال قد لا يتحمَّلون درجة حرارة 38، ومع ذلك يُصبحون غريبي الأطوار، في حين أن آخرين قد يتحمّلون درجة حرارة 39 أو أكثر وكأن شيئًا لم يحصل لديهم. بشكل عام، يُنصَح بالتريث وعدم إعطاء الطفل خافض الحرارة في حال الحمّى الخفيفة، فمهمة الخافض هي التخفيف من حرارة الجسم، إلا أنه لا يعالِج السببَ الأساسي الذي أدى إلى الحمّى.

عاشرًا: خلط علاجات الطب الصيني مع علاجات الطب الغربي

تعمل علاجات الطب الصيني بطريقة تختلف عن علاجات الطب الغربي، لهذا، فمن الصعب معرفة ما إذا كان الاثنان سيعملان معًا لصالح المريض، أو أنهما سيتفاعلان بطريقة ضارة ضده.

ماذا تفعل؟ يجب على الأهل دومًا استشارة مقدم الرعاية الصحية، وإخباره عن العلاجات التي يتناولها الطفل، سواء كانت علاجات الطب الصيني أو علاجات الطب الغربي، لتجنيب الصغير مضاعَفاتٍ هو في غِنى عنها.

حادي عشر: إعطاء دواء منتهي الصلاحية

قد يصدف أحيانًا أن يُعطِي الأهل -عن غير قصد- دواءً منتهي الصلاحية عند إصابة الطفل بطارئ صحي مفاجئ، وهذا خطأ، لأنه يفقد التأثير المطلوب، أو قد يتغير تأثيره ويفقد أمانه وفعاليته بمرور الوقت.

ماذا تفعل؟ يجب التعوُّد، وبشكل دوري، على إجراء جردة متأنية على خزانة الأدوية بحثًا عن العقاقير المنتهية الصلاحية، للتخلص منها وفق الأصول.

ثاني عشر: إعطاء جرعات متقارِبة للغاية

قد يظنّ بعض الأهل أن التقريب بين الجرعات الدوائية قد يُسرِّع من شفاء الطفل من مرضه، أو يُقلِّل من فترة العلاج اللازمة، وهذا خطأ شائع يؤدي إلى تجاوز الحد الأقصى المسموح به من الدواء يوميًا، ما يُعَرِّض حياة الطفل للخطر.

ماذا تفعل؟ يجب الالتزام بتعليمات الطبيب أو الصيدلي، وعدم تجاوز عدد الجرعات اليومي، ولا الحد الأقصى المسموح به من الدواء في اليوم.

ثالث عشر: إعطاء الدواء الخطأ

في بعض الأحيان قد يُعطِي الأهل الطفلَ دواءً غير الدواء الموصوف، قد يمرّ هذا الأمر مرور الكرام، أو ربما يشكو الصغير من مضاعفات جانبية.

ما العمل؟ إذا شعر الأهل فورًا بغَلَطِهم، فإنه يجب عليهم تنظيف فمه في الحال، وإعطائه الماء أو الشاي أو العصائر للتخفيف من آثار الدواء المبتَلع، ولكن حذار من إعطاء الحليب، لأنه يسرِّع من امتصاص الدواء من الأمعاء إلى مجرى الدم، وحذار ثم حذار من دفع الطفل للتقيؤ، خوفًا من دخول القيء إلى الرئتين. وفي كل الأحوال، فإنه لا بد من طلب المشورة الطبية، خاصة عندما تظهر على الطفل علامات التسمم. 

رابع عشر: إعطاء الدواء في المكان الخطأ

يتم إعطاء الدواء بعدة طرق، عن طريق الفم أو الأنف أو الأذن أو العين أو الجلد، قد يُخطئ الآباء في طريقة إعطاء الدواء، كأنْ يُعطى الطفل قطرة الدواء عن طريق الفم، في حين أنه كان يجب إعطاؤه عن طريق الأذن.  

ما العمل؟ يجب قراءة التعليمات المكتوبة على ملصق الدواء للتأكد من وضع الدواء في المكان المخصص.

أخيرًا:

نختتم مقالتنا هذه بسؤال قد يخطر على بال كل أب وكل أم: ماذا لو بصق طفلي الدواء؟ هل أُعطيه جرعة إضافية؟ بالطبع لا، لا يجب القيام بهذه الخطوة أبدًا، فهي خاطئة، لأنه لا يمكن معرفة كمية الدواء التي ابتلعها الطفل، ولا كمية الدواء التي بصقها، من هنا، فإن إعطاء جرعة إضافية بمثابة جرعة زائدة يمكن أن تُعرِّض الطفل لأضرار جانبية تؤثّر على كبده وكليتيه، وبالتالي على صحته بشكل عام.      

 

المصادر:

Medication Mistakes Parents Make: 8 Common ... - theAsianparent

6 common medication mistakes parents make with kids

آخر تعديل بتاريخ
18 يوليو 2023
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.