تشير التغْييرات الفسيولوجية لدى الجنين فور ولادته إلى التغييرات التي يمرّ بها جسمه للتكيّف مع الحياة خارج الرحم، تتمثّل هذه التغَيُّرات في الآتي:
1. التنفُّس والدورة الدموية
تساعد مشيمة الأم الطفلَ على التنفّس أثناء نموّه في الرحم، يتدفق الأكسجين وثاني أكسيد الكربون عبر الدم في المشيمة، ويذهب منها إلى القلب، ثم يتدفّق عبر جسم الجنين.
عند الولادة، تكون رئتا الطفل مليئتين بالسوائل، ثم يأخذ الطفل النَفَس الأول في غضون 10 ثوانٍ تقريبًا بعد الولادة. يبدو نمط هذا التنفّس وكأنه يلهث، لأنّ الجهاز العصبي المركزي يستجيب عند حديثي الولادة مع التغيُّر المفاجئ في درجة الحرارة والبيئة من الرحم إلى البيئة خارجه.
تحدث عدة تغييرات في رئتَي الرّضيع وفي الدورة الدموية بمجرد أن يأخذ الطفل النفَس الأول، وهي كالآتي:
- تؤدي زيادة الأكسجين والهواء في الرئتين إلى ازدياد تدفّق الدم إلى الرئتَين.
- يزداد تدفّق الدم في الأوعية الدموية للطفل.
- يتم تصريف السوائل التي كانت تملأ رئة الجنين، أو يتم امتصاصها من الجهاز التنفسي.
- تنتفخ الرئتان وتبدآن العمل، مما يؤدي إلى نقل الأكسجين إلى مجرى الدم أثناء الشهيق، وإزالة ثاني أكسيد الكربون عن طريق الزفير.
- تنغلق بعض الأوعية الدموية التي كانت مفتوحة خلال وجود الجنين في الرحم (مثل القناة الشريانية والقناة الوريدية).
2. درجة حرارة الجسم
تكون درجة حرارة الجنين حوالي ضعف الحرارة الموجودة عند الشخص البالغ، يتم إزالة كمية صغيرة من الحرارة من خلال جلد الجنين والسائل الأمنيوسي وجدار الرحم.
بعد الولادة، يبدأ المولود في فقدان الحرارة، ترسِل المستقبِلات الموجودة على جلد الطفل رسائل إلى المخ، مفادها أن جسم الطفل بارد، يُنتِج جسم الطفل الحرارةَ عن طريق حرق مخازن الدهون البُنِّيّة، وهي نوع من الدهون توجد بوفرة في الأجنّة وحديثي الولادة. قد يرتجف بعض الأطفال حديثي الولادة من البرد.
3. الكبد
تعمل الكبد عند الطفل كموقع لتخزين السكر (الجليكوجين) والحديد، تكون للكبد وظائف مختلفة عند ولادة الطفل:
- تُنتِج الكبد موادَّ تساعد الدم على التجلُّط.
- تبدأ في تكسير الفَضلات، مثل خلايا الدم الحمراء الزائدة.
- تُنتج بروتينًا يساعد في تكسير البيليروبين. إذا لم يكسر جسم الطفل البيليروبين بشكل صحيح، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث اليرقان عند الأطفال حديثي الولادة.
4. الجهاز الهضمي
لا يعمل الجهاز الهضمي للطفل بشكل كامل إلا بعد الولادة بشهور، ولا يتم تكونه عادة إلا بعد حوالي سنتين. في أواخر الحمل، يُنتِج الطفل مادة نفايات خضراء أو سوداء تسمّى العِقْي (meconium)، وهو المصطلح الطبي للبراز الأول للرضيع الحديث الولادة. يتكوّن العِقْي من السائل الأمنيوسي، والمخاط، واللانجو (lanugo)، وهو الشَّعَر الناعم الذي يغطّي جسم الطفل، ومن الصفراء، والخلايا المتساقِطة من الجلد والأمعاء. في بعض الحالات، يُخْرِج الطفل البراز (العِقْي) وهو لا يزال داخل الرحم.
5. الجهاز البولي
تبدأ الكليتان عند الجنين في إنتاج البول بحلول 9 إلى 12 أسبوعًا من الحمل. بعد الولادة، يتبوّل المولود عادة خلال الـ 24 ساعة الأولى من حياته، وتصبح الكلى قادرة على الحفاظ على توازن السوائل والأملاح الشوارد في الجسم.
يزداد معدل ترشيح الدم من خلال الكلى بشكل سريع بعد الولادة وخلال الأسبوعَيْن الأوّلَيْن من الحياة، ومع ذلك، يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تعود الكلى إلى السرعة الطبيعية المعقولة.
لدى الأطفال حديثي الولادة قدرة أقل على التخلص من الملح الزائد (الصوديوم)، أو تخفيف تركيز البول مقارنة بالبالغِين، وتتحسَّن هذه القدرة بمرور الوقت.
6. الجهاز المناعي
يبدأ الجهاز المناعي في النمو لدى الطفل، ويستمر في النضوج خلال السنوات القليلة الأولى من حياة الطفل. بيئة الرحم معقّمة نسبيًا، ولكنْ بمجرد ولادة الطفل، يتعرَّض لمجموعة متنوّعة من البكتيريا والمواد الأخرى التي قد تسبب الأمراض. على الرغم من أن الأطفال حديثي الولادة أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، فإنّ جهاز المناعة لديهم يمكن أن يستجيب، ويقضي على بعض مسبِّبات الأمراض بفضل مضادات أجسام جاهزة يأخذها من الأم.
يحمل الأطفال حديثو الولادة بعض الأجسام المضادّة من أمهاتهم، والتي توفّر الحماية من العدوى. تساعد الرضاعة الطبيعية أيضًا على تحسين مناعة الأطفال حديثي الولادة.
7. الجلد
تختلف بشرة حديثي الولادة تبعًا لطول فترة الحمل، فالرضّع الخدَّج لديهم بشرة رقيقة وشفافة، ويكون جلد الوليد الذي أتمّ تسعة أشهر في الرحم أكثر سماكة.
تتميّز بشرة الأطفال حديثي الولادة بالخصائص الآتية:
- قد يغطّي الشعر الناعم المسمَّى (lanugo) جلدَ المولود، خاصة عند الأطفال الخدَّج. يختفي هذا الشعر خلال الأسابيع القليلة الأولى من حياة الطفل.
- مادة شمعية سميكة تُسمَّى (vernix) قد تغطّي الجلد، تحمي هذه المادة الطفل أثناء وجوده في السائل الأمنيوسي في الرحم. يجب أن يُغسَل Vernix أثناء الاستحمام الأول للطفل.
- قد يكون الجلد متشقِّقًا، أو متقشِّرًا، أو به بُقَع، ولكنه يتحسن بمرور الوقت.
المصادر:
