صحــــتك

علامات تحذيرية تدل أن طفلك يعاني في المدرسة

من الشائع جدا أن ينزعج الأطفال من المدرسة والذهاب إليها. لكن، قد يصل الموضوع لمرحلة تتخطى مجرد الانزعاج المألوف، ويبدو وكأن طفلك يكافح ويبذل مجهودا جبارا للذهاب والقيام بوظائفه المدرسية. مثلا، سيقول لك يوميا إن بطنه يؤلمه أو أنه يشعر بأنه ليس على ما يرام أو سيقيم موشحا يوميا من النحيب والبكاء قبل ارتداء ملابسه والذهاب.. هنا يجب أن تصل لمفتاح المشكلة لتقوم بحلها من جذورها قبل أن يتطور الموضوع لمشكلة أكبر.. 

ومفتاح الوصول إلى جذر المشكلة هو التواصل المفتوح مع الطفل، فكلما استغرق الطفل وقتًا أطول للحصول على المساعدة التي يحتاجها، خاصة إذا كانت متعلقة بالمدرسة، زاد ضياعه، خصوصا إذا شعر أنه مجبر على الذهاب يوميا ليستمر في تعليمه، حتى لو كان طفلك متخلفًا عن رفاقه، ما يزيد المشكلة سوءًا.

ولسوء الحظ، لا يتحدث الأطفال والمراهقون دائمًا عن صراعاتهم أو أدائهم المدرسي، خاصةً إذا كانوا محرجين أو يشعرون بالقلق. ومن الضروري أن تتعرف إلى العلامات التي تشير إلى أن طفلك يعاني، حتى تتمكن من التدخل. وكلما فعلت ذلك مبكرًا ، كان ذلك أفضل لطفلك، خاصة إذا كان بإمكانك مساعدته قبل أن تصبح مشاكله روتينا يوميا يتعود عليه.

لماذا يكافح الأطفال أحياناً للذهاب إلى المدرسة؟

هناك عدد من المشكلات المختلفة التي يمكن أن تسبب معاناة الطفل في المدرسة، بما في ذلك التحديات الاجتماعية، أو المشكلات الأكاديمية، أو حتى مشاكل الصحة العقلية أو التعليمية أو الجسدية غير المعترف بها. وتعد علاقات التنمر والأقران من أكثر المصادر شيوعًا لمشاكل المدرسة لدى الأطفال والمراهقين، لكن اضطرابات التعلم، أو مشكلات الصحة العقلية أو البدنية يمكن أن تؤثر على الأطفال من جميع الأعمار. وإذا كانت المشاكل السلوكية أو الأكاديمية جديدة، فقد يكون السبب مرتبطًا بتغيير في الظروف، بما في ذلك مشاكل في المنزل، أو حدث صادم، أو شيء مزعج حدث مع مدرس أو طالب آخر.

وعندما تتعلق الصعوبة بالأداء الأكاديمي للطفل، فقد يكون السبب:

  • اضطرابات التعلم أو النمو أو حالات الصحة العقلية مثل القلق أو القلق الاجتماعي أو الاكتئاب.
  • وقد يعاني الأطفال المرضى أو الذين يجدون صعوبة في النوم أو الذين يعانون من الإجهاد أو الصدمة في المنزل من الناحية الأكاديمية أيضا.
  • والأطفال الذين يشعرون بأنهم مستهدفون من قبل معلم أو لديهم علاقة ضعيفة مع معلم، أو الذين يعانون من التنمر أو مشاكل مع الأقران، قد يواجهون صعوبة في مواكبة الدروس أو فهم المواد.

كيف تعرف أن طفلك يعاني من صعوبات في المدرسة؟

  1. عندما يكافح الأطفال في المدرسة، فإن التوتر والقلق من الموقف يتبعهم عادة إلى المنزل. وقد تلاحظ تغيرات في السلوك بالإضافة إلى الشكاوى الجسدية.
  2. قد يرفضون الذهاب إلى المدرسة، أو قد يقضون ساعات في أداء الواجبات المنزلية البسيطة والتي لا تستوجب كل هذا الوقت مع الكثير من الشكوى والنحيب. 
  3. قد يصبح الطفل منعزلا، أو أقل ثرثرة، أو ليس مفعما بالحيوية كما كان من قبل. وقد تلاحظ أيضًا أنه لا يبحث عن أنشطة اعتاد الاستمتاع بها مثل قضاء وقت طويل على الهاتف أو لعب ألعاب الفيديو. وبينما يختلف كل طفل عن الآخر، هناك بعض العلامات الحمراء التي يمكن أن تشير إلى أن الطفل بحاجة إلى المساعدة.
  4. وعندما لا يرغب طفلك فجأة في إخبارك عما يتعلمه في المدرسة أو كيف سار يومه المدرسي، يمكن أن يكون ذلك إشارة إلى أن شيئًا ما ليس على ما يرام في المدرسة. خاصة إذا كان منفتحا ومتحدثا في الماضي.

وفي حين أنه من المهم احترام الحدود الشخصية لطفلك وعدم إجباره على التحدث عن الأشياء قبل أن يكون جاهزًا، فإنه لا يجب أيضًا تجاهل علامة التحذير هذه. فحاول الانخراط في الحياة المدرسية اليومية لطفلك بطرق لا تتطلب منه الإجابة عن أسئلة محددة. على سبيل المثال، انظر إلى واجباته المدرسية أو أي استمارات تحتاج إلى التوقيع عليها، وساعده في أداء الواجبات المنزلية وما إلى ذلك، فهذا يبقيك على اطلاع ويسمح لك بالحصول على فكرة عن كيفية أداء طفلك أو تفاعله في المدرسة ويمكن أن يساعدك في اكتشاف أي مشكلات قد تظهر حتى تتمكن من التدخل في وقت مبكر.

طفلي يرفض الذهاب للمدرسة او يكرهها بعدما كان يحبها!

إذا كان لدى طفلك في السابق موقف إيجابي تجاه المدرسة، ولكنه أصبح بعيدًا أو غاضبًا من المدرسة، من المؤكد أنه حدث شيء ما وجعله يغير موقفه. مثلا مشاكل في الدراسة أو مشاكل في العلاقات، أو تعرض لعنف جسدي أو نفسي أو جنسي، أو لكليهما. أما إذا قال لك طفلك إنه يشعر بالملل، من المهم أن تبحث بشكل أعمق قليلاً للعثور على السبب، فقد يكون السبب أنه يعرف بالفعل المادة التي يتم تدريسها ولا يرغب بالتكرار، لكنه قد لا يعرف أيضًا كيفية التعبير عن ذلك. 

أهم شكاوى حول المدرسة

1. الأعراض الجسدية

سواء كان طفلك يعاني من مشاكل في النوم، أو يعاني من تغيرات في أنماط الأكل، أو يشتكي من الألم، فقد يكون السبب في ذلك هو معاناته في المدرسة. حيث يسبب القلق والتوتر مشاكل في النوم والأكل. ومن المهم معرفة أنه من السهل على الطفل أن يبلغ والديه بمعاناته من شيء عضوي مثل آلام البطن أو الصداع بدلا من الشرح لهم بشأن القلق والتوتر والذي لا يمكنه التعبير عنه. 

ويرغب الأطفال الصغار أيضًا في إرضاء والديهم وقد يشعرون بالقلق من أنه إذا لم يكونوا على ما يرام في المدرسة، فإن الوالدين سينزعجان منهم. وقد يكون الأطفال الأكبر سنًا والمراهقون مدركين جيدًا للأهمية العامة للمدرسة لمستقبلهم ويقلقون بشأن نجاحهم في المستقبل إذا بدأوا في التخلف عن الركب. ويمكن أن يؤدي كلا السيناريوهين إلى شكاوى جسدية.

2. قضاء وقت طويل في الواجبات المنزلية

إذا كان طفلك يقضي كل وقته في حل واجباته المدرسية ولا يجد وقتا للعب أو عمل أي شيء آخر، فقد يكون هذا علامة على وجود مشكلة. وعموما، يجب أن يقضي الطفل ما يقرب من 10 دقائق لكل مرحلة دراسية لأداء الواجب المنزلي في كل ليلة مدرسية، بمعنى 20 دقيقة في الصف الثاني، و30 دقيقة في الصف الثالث، وهكذا.

لكن سياسات الواجبات المنزلية تختلف بشكل كبير بين المعلمين والمدارس. من المهم أن ندرك أن بعض المعلمين يعطون المزيد من الواجبات المنزلية والبعض الآخر يعطون أقل بكثير. لذا كن على دراية بسياسات الواجبات المنزلية للمعلمين. فإذا كان لدى طالب الصف الخامس معلم يعطي واجبا لا يستوجب أكثر من 15 دقيقة كل ليلة، وكان طفلك يقضي 50 دقيقة، فهذا يعني أنه يكافح لإنجاز العمل.

3. علامات مدرسية سيئة 

إذا أرسل لك معلم طفلك ملاحظات بشأن العلامات السيئة للطفل، فاحرص على الانتباه للسبب، لأن إعلامك بالتغيير في التقدم الأكاديمي لطفلك هو طريقة المعلم لإعطائك مفتاحا لمشكلة ما تحيط بطفلك ويعطيك أيضا الفرصة لمعالجة أي مشاكل. وعادة ما يضع المعلمون بعض الاقتراحات في الاعتبار حول ما يعتقدون أنه قد يساعد أيضًا. اسأل معلم الطفل حول أي ملاحظات ثانية بعيدة عن العلامات السيئة وإذا كانت لديه بعض الحلول لمساعدة الطفل. 

4. إساءة التصرف في المدرسة

أحيانًا يكون سوء السلوك في المدرسة هو طريقة طفلك في محاولة تشتيت الانتباه عن حقيقة أنه يكافح في واجباته.

فالطفل الصغير لا يعرف طريقة التعبير المثلى عن مشاكله، فقد يتصرف بطريقة سيئة عندما يشعر بالاحباط أو الانزعاج بدلا من طلب المساعدة. 

وغالبًا ما يُظهر الأطفال الذين تراوح أعمارهم ما بين 8 و11 عامًا مشاكل سلوكية عندما يكافحون في المدرسة، والتي يمكن أن تظهر على شكل عدوان أو نوبات غضب أو سلوك متحد، ويمكن أن تتضمن علامات التحذير لدى المراهقين [الأشياء نفسها] بالإضافة إلى المشكلات السلوكية الأكثر خطورة، مثل الدخول في شجار، أو تعاطي المخدرات، أو تخطي الصفوف، أو التوقيف من المدرسة. وإذا كان طفلك حسن السلوك في العادة، ثم بدأ فجأة في مواجهة مشاكل سلوكية في المدرسة، فحاول التعرف إلى علاقاته وإلى مستواه الأكاديمي أيضًا.

كيف يمكنك مساعدة طفلك؟

  1. كن مستمعا جيدا، وخذ الوقت الكافي للتحدث مع طفلك عما يمر به واستمع حقًا إلى ما يقوله. لأن بناء بيئة آمنة عاطفياً والتحقق من صحتها والحفاظ عليها يمكن أن يجعل التواصل أكثر سلاسة. ومن المحتمل أن يتواصل طفلك معك عندما يشعر بالراحة ويعرف أنه سيتم سماع صوته ولن يتم الحكم عليه أو توبيخه. وهذا يفتح خطوط الاتصال لطفلك للتحدث عن صراعاته في المدرسة أو بخلاف ذلك، ويمنحك الفرصة لجمع المعلومات التي يمكن أن تساعدك بدورها في مساعدة طفلك.
  2. ابحث عن حلول عملية، وإن معرفة أنك موجود لدعمه وأنك تحبه دون قيد أو شرط يقطع شوطاً طويلاً في تخفيف بعض التوتر والقلق الذي قد يعاني منه طفلك. من المهم أيضاً تقديم الدعم العملي والعمل مع المعلم لوضع خطة. وتساعد هذه الأدوات في إعدادها لتحقيق النجاح ويمكن أن تبقيها على المسار الصحيح. والتواصل الوثيق بين الآباء والمعلمين هو أحد أفضل الطرق لمعرفة أداء طفلك في المدرسة، ويمكن أن يساعد الآباء على تحديد المشاكل المحتملة في وقت مبكر. وفي بعض الأحيان، يمكن معالجة هذه المشكلات بسهولة عن طريق إنشاء المزيد من التنظيم أو الروتين، مثل الحد من وقت الشاشة أو وضع قاعدة للقيام بالواجب المنزلي قبل القيام بأشياء أخرى.
  3. اطلب المساعدة الاحترافية إذا كنت تشك في أن طفلك يعاني بسبب اضطراب التعلم أو النمو، فمن المهم إجراء تقييم نفسي. وتوصي بطلب هذا التقييم مباشرة من مدرسة طفلك. 

متى تستدعي حالة طفلك في المدرسة طلب المساعدة المتخصصة؟ 

سواء كان طفلك يشتكي من آلام المعدة والصداع، أو تظهر عليه علامات الاكتئاب والقلق، فمن المهم التحدث إلى طبيب الأطفال حول أعراضه. ويعد إجراء هذه المحادثة مبكرًا أمرًا مهمًا بشكل خاص إذا كانت أعراض طفلك أو معاناته في المدرسة تتعارض مع حياته اليومية. ويمكن للأخصائي الطبي المساعدة في الوصول إلى جذر المشكلة أو إجراء إحالة إذا لزم الأمر.

الخلاصة..

يمكن للدعم والتشجيع والتأييد الذي تقدمه عندما يكافح طفلك في المدرسة أن يحدث فرقًا كبيرًا في إعادته إلى المسار الصحيح. وكلما تدخلت مبكرًا لمساعدة طفلك، كلما تلاشى التوتر والقلق اللذين يعاني منهما. واستفد من موارد المدرسة وتواصل مع طبيب أطفال أو أخصائي الصحة العقلية للحصول على المساعدة. ومن خلال التحلي بالصبر والاجتهاد بالإضافة إلى الحصول على أنواع التدخل الصحيحة يمكنك توجيه طفلك للعودة إلى طريق التعلم.

 

* المصدر:

7 Warning Signs Your Child Is Struggling in School

 

آخر تعديل بتاريخ
13 سبتمبر 2022
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.