صحــــتك

كيف تساعد طفلك إذا كان يعاني عقدة النقص أو الدونية؟

الصورة
ذكرى القيسي

يمر كل طفل بأوقات يشعر فيها بأنه غير لائق أو قاصر أو ليس جيدًا بما يكفي عند مقارنته بالآخرين، وقد يكون هذا نتيجة درجاته المتدنية أو نتيجة عدم تفوقه في الأنشطة والألعاب المدرسية، أو مروره بموقف ما جعله يفكر ويشعر بهذه الطريقة... إلخ. وقد يكون الشعور بهذه الطريقة أحد المحفزات التي تدفع الطفل للعمل بجدية أكبر أو إجراء تحسينات. لكن، هناك أوقات يتحول فيها هذا الشعور إلى اعتقاد راسخ يؤدي في النهاية إلى الاستخفاف بالنفس والشعور بتدني قيمة الذات. وعندما يحدث هذا، يمكن للأطفال أن يعلقوا في شعورهم بالدونية، مما يجعل من الصعب عليهم المضي قدمًا أو تحقيق أهدافهم. وفي النهاية، يطورون ما يشار إليه أحيانًا باسم عقدة النقص.

وفقًا لجمعية علم النفس الأميركية، تنتج عقدة النقص عندما يشعر الشخص بأنه غير لائق أو غير آمن جسديًا أو نفسيًا. ومع مرور الوقت يترسخ هذا الشعور ويتجلى من خلال سلوكيات الطفل. وقد ينسحب الطفل من الأوساط الاجتماعية، ويصبح خجولا إلى حد كبير، وحتى أنه يعوض عن تلك العقدة من خلال الانخراط والتنافس بشكل مفرط مع الأقران. وقد ابتكر عالم النفس الأسترالي ألفريد أدلر مصطلح "عقدة النقص". وعلى الرغم من أنه ليس تشخيصًا رسميًا في الصحة العقلية، إلا أنه مصطلح معترف به من قبل العديد من الأطباء، وهو مختلف عن تدني احترام الذات، على الرغم من أن تدني احترام الذات قد يؤدي في النهاية إلى الشعور بالدونية وعقدة النقص.

أسباب الشعور بالدونية (عقدة النقص)

هناك عدد من الأسباب التي تجعل الطفل يعاني من الدونية. وتتضمن بعض الأمثلة التعرض للتنمر على أساس ثابت، أو التعرض للنقد بانتظام من قبل الأقران أو الأشقاء، أو النشأة في منزل مسيء عاطفيًا. وبالنسبة للعديد من الأطفال، فإن مشاعر الدونية هي مشاعر ظرفية للغاية ولا تحدث إلا في المناسبات. ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعانون من هذه المشكلة على أساس منتظم، فمن المحتمل أنهم يشعرون بعدم قيمتهم أو نقصهم عن بقية الأطفال باستمرار، إما في المنزل أو في المدرسة أو في المجتمع. وحتى الأطفال من عائلات تربي أطفالها تربية صحية جيدة يمكن أن يواجهوا مشاكل الدونية، حيث يمكن أن تأتي مشاعر الدونية أيضًا من التعرض للمضايقة أو التنمر لكون الطفل مختلفا عن أقرانه، ويمكن أن يأتي أيضًا من انتقاد الطفل أو إخباره بأنه معيب مفتقد لشيء ما. وعندما تكون هذه الرسالة مستمرة، يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالدونية.

وتشمل العلامات التي قد تكون مؤشرا على شعور طفلك بالدونية:

  • تدني احترام الذات.
  • انعدام الآمان.
  • افتراض الأسوأ.
  • الانسحاب في المواقف الاجتماعية.
  • إبداء تعليقات تستنكر الذات.
  • المعاناة من القلق الشديد.
  • التحسس الشديد من النقد.
  • البحث والكلام عن الكمالية.

كيف تساعد طفلك؟

إذا كان طفلك يعاني من الشعور بالنقص، فقد تتساءل عما يمكنك فعله للمساعدة. وفي ما يلي بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها للمساعدة في مكافحة الأفكار والمعتقدات السلبية التي يؤويها طفلك ومساعدته على تحسين طريقة رؤيته لنفسه:

  1. تقديم التشجيع، فعندما يشعر طفلك بالدونية، فإنه يجد صعوبة في الإيمان بنفسه. وبالتالي، من المهم أن يقوم الآباء بتشجيع أطفالهم ومساعدتهم على رؤية أنفسهم من منظور مختلف. دعه يعرف أنه لا يتم تعريفه بما يقوله الآخرون عنه ولا يتم تعريفه بما يعتقد أنه صحيح عن نفسه. بدلاً من ذلك، ساعده على رؤية الجمال في نفسه. قم ببنائه، وساعده على تعلم تقدير نفسه وساعده في العثور على أقران أصحاء أيضًا من خلال بعض الأنشطة والهوايات المشتركة. ويمكن أن يساعد كونه محاطًا بأشخاص يؤمنون به ويدعمونه في تقليل مشاعر الدونية لديه. أيضا، ساعده في رعاية تلك العلاقات وتنميتها.
  2. ساعده في تحديد نقاط القوة لديه، حيث يقضي بعض الأطفال وقتًا طويلاً في التركيز على الجوانب السلبية في حياتهم أو شخصيتهم بدلاً من التركيز على ما هو جيد. ساعد طفلك على تحديد الأشياء التي يجيدها أو حيث يمكنه التفوق فيها. ثم ادعمه في تلك المساعي.
  3. حدد الأهداف معًا، إن وجود شيء للعمل من أجله يضيف معنى لحياة الشخص. اجلس إلى جانب طفلك وساعده على تحديد أهدافه وأحلامه وكيفية العمل من أجل تحقيقها. ويمكن أن يكون مفيدًا أيضًا إذا ساعدت طفلك على تطوير هدف أكبر من نفسه. ابحث عن فرص للتطوع في المجتمع أو تحسين الأشياء للآخرين. القيام بذلك، يسمح لطفلك بإزالة بعض التركيز من نفسه والتركيز على شيء خارج أفكاره ومشاعره لفترة من الوقت. ساعد طفلك على تعلم رد الجميل والعناية بالآخرين مثل خدمة كبار السن أو الحيوانات الأليفة، والتي غالبًا ما تكون مصدرًا جيدًا للحب غير المشروط.

 كيفية مساعدة الأطفال على تحديد الأهداف وتحقيقها

في كثير من الأحيان، يقع الآباء في فخ مقارنة أطفالهم مع غيرهم، لكن المقارنات يمكن أن تكون مؤذية، خاصة إذا كانت في منطقة يشعرون فيها بالفعل بعدم الأمان. وحتى لو لم تكن تقصد شيئًا من ذلك، فإن المقارنات ليست شيئًا جيدًا للبدء فيه. وبدلاً من الإشارة إلى مهارات أو إنجازات شخص آخر مقارنةً بطفلك، علِّم طفلك كيفية الاحتفال بنجاحات الآخرين مع استمرار إدراكه قيمته الخاصة.

ضع في اعتبارك الاستشارة، لأنه في بعض الأحيان عندما يبدو الأطفال عالقين في أنماطهم السلوكية أو معتقداتهم، فمن المفيد أن يساعدهم شخص متمرس لفرز وفهم مشاعرهم وعواطفهم. نتيجة لذلك، قد ترغب في التحدث إلى طبيب الطفل حول مخاوفك. والذي يمكنه التحدث مع طفلك وتحديد ما إذا كان العلاج قد يكون أفضل مسار لحالته. وفي كثير من الأحيان، تتم إحالة الطفل إلى معالج أو مستشار يمكنه العمل مع طفلك لإيجاد طرق صحية للتعامل مع مشاعره وكذلك مساعدته على بناء ثقته واحترامه لذاته. فلا تتردد أبدًا في طلب المساعدة لطفلك، لأنه لا عيب في الحصول على القليل من المساعدة الإضافية من وقت لآخر.

الخلاصة..

يشعر كل طفل بالإحباط تجاه نفسه من وقت لآخر، خاصةً إذا كان يعاني في منطقة معينة أكاديميًا أو رياضيًا. ولكن، إذا كان طفلك يعبر بانتظام عن مشاعر تدني القيمة الذاتية، ويدعي أنه ليس جيدًا بما يكفي، ويرفض المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، فقد يكون يعاني من الدونية، وعندها من المهم أن تتحدث مع طبيب الطفل حول مخاوفك، وهو سيتمكن من تقييم حالة طفلك والإحالة إلى مستشار أو معالج إذا لزم الأمر. وفي غضون ذلك، افعل ما بوسعك لتشجيع ودعم طفلك، ومساعدته على رؤية أن أفكاره ومعتقداته عن نفسه ليست صحيحة أو واقعية. بمرور الوقت، سيرى أن لديه قيمة وشعوره بالدونية سيتبدد ببطء.

 

* المصدر

How to Help Kids Who Feel Inferior

آخر تعديل بتاريخ
08 يونيو 2022
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.